تلطفتُ ببعض الاخوة من خلال بعض التدوينات، استهدى طريقا إلى المقال الذى كتبه السيد سيدى محمد مُشهرا فيه بفضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، فتكرم به بعضُهم عليَّ بعد ان اساؤا إليَّ مشكورين فبقى تكرُّمُهم عليَّ مناً تعَقَّبَهُ الإساءةُ والحسابُ لكنَّ حَسْبَهم انَّ لعزة واخواتها من اعراضنا ما استحلت ...
وقبل ان اشارككم ملاحظاتى على المقال اعتذر إلى عزة واخواتها إن ((كانوا)) وجدوا في بحثى عن مقالة الرجل في الرجل ما يحرك فى ((رجولتهم)) شهية الإساءة..
وكان من الاسباب التى شوقتنى إلى المقال وسببتْ تلك الإساءةَ كثرةُ ما قرأت هذا الايام الاخيرة عن ذلك السيد المسمى ولد آبه، الذى قلما رايتُ احدا يذكره إلا ويقرن ذكره بالسوء..
فمنهم من لم تحترم أقلامُهم قلمَه فيلعنُه.
ومنهم من لم يحترم انسانُهم انسانًه فينعتُه بالكلب.
ومنهم من لم يحترم إسلامُهم اسلامَه فيرميه بالكفر ...
ولانهم يفعلون به ذلك انتصارا لفضيلة العلامة ولد الددو، رابنى امرهم..
فهم اما ان يكونوا من طليعة طلبته ومريديه المعجبين بعلمه وفتاويه، فلا يليق بمن تَصدَّر عن مناهل الشيخ الفاضل المتواصع ان يكون ذا خُلُقٍ سيِّءٍ غايتُه القصوى ان يسىء إلى الناس فياثم ويُذنبَ في زمن تراجعت فيه اسهم الذنوب حتى اعلنت مؤسساتُها الإفلاس..
وهم إما يكونوا من خاصَّة الشيخ وعائلته وذويه، فلا يليق ايضا بمن تربى في ربوع الشيخ الطاهرة او بين ظهرانيّ اهليه وجيرته الاكرمين ان يجهل وتفسد اخلاقُه حتى تهوى به إلى مثل هذه المستويات المنحطة..
وفى كلتا الحالتين استغرب في مَن تَمُتُّهُ إلى الشيخ آصرةُ قربى او قرابةُ علم، ان تعذره اللغة ويخونه التعبيرُ ويستعصى عليه البيانُ فلا يستطيع الرد عنه ردا شافيا شريفا يليق بمكانة الشيخ العلامة - علامة عصره..
فأين ما بقى مع هؤلاء مِمَّا نَفَعَ من علم شيخٍ كاملُ علمِه يَنفَعُ؟..
واين ما غَرَسَ فيهم الشيخُ الفاضل من فصلِ الخطاب وطيِّبِ الحديث والترفع عن سقط القول، ودفع الحجة بالحجة وقرع الدليل بالدليل؟
وكيف استحال كل ذلك فيهم إلى بركان هائج لا يطفحُ الا بالهُجر والإساءة؟
ام ان غرس الشيخ الذى خرج اصلُ نباته ونما باذن الله في بلده الطيب أكْدى ولَوَتْ برَاعِمُهُ ليخرُجَ نَكِدا لمَّا تعرَّضَ لِمَا لؤُم منْ طَبْعِ هَؤُلاَءِ وما خُبُثَ من تُرْبَتِهم...
وإلا، فما بالُ اكثريةِ من يُنَصِّبُون انفسهم حماةَ حِمَى رمز الامة وحبرها يقفون عاجزين عن دفع التهمة عنه بالبيان والادلة الساطعة، فيلجؤون إلى اللمز والغمز والهمز في الناس والترميز بالحواجب والعيون كأن الشيخ الفاضل حاشاهُ قد ربّاهُم على السّباب والإغتياب....
وانا وان كنت قد قلت سابقا ان الامر متعلق بفضيلة الشيخ فهو من يمتلك فيه حق الرد او حق التجاهل.. فذلك موقف عدلتُ عنه بما صليت من لظى حرب الشيخ وخصمه..
ولقد كنت اظن ان المقال كتب باللغة الصينية او اليابانية او غيرهما من اللغات التى يستعصى فك رموزها على حُماةِ حِمَى الشيخ الفاضل وانصاره، فأعْذُرهم..
لكنى فوجئتُ لما قراتُ المقال ووجدته يُبين بلسان عربي فصيح عن بياناتِ إشْهاراتٍ وارقام وصور وسيارات وبِنَايَاتٍ ورُقىً ومَفْتُولِ عضلاتٍ واحلامٍ واعراسٍ وحفلاتٍ.. وغير ذلك من الشهادات التى ساقها كاتبُها ليثبت من خلالها ان العلامة حاشاهُ شركة استثمار بالمقاييس العالمية..
وبذلك يكون مجملُ ما يريد السيد ولد آبه ابلاغه عن سماحة حبر الامة انه يفرق الاسباب الكثيرة لجمع المال...
والغريبُ انه لم يذكر من بين هذه الاسباب سببا واحدا في اعتقادى يتعارض مع ادبيات الاستثمار في الفقه الاسلامى ..
فكان - لذلك - بامكان حماة الشيخ الفاضلِ الافاضلِ – إن شاء اللهُ - ان ينبُهوا كاتبَ المقال بالتى هي احسن وبما يُشبهُ اخلاقَ الشيخ وطريقتَه المُثْلَى في الخطاب انه:
- لا باس في ان يكون للشيخ من يقوم بامره ويتولى شؤونه التجارية بغض النطر عن بنيته الهيكلية لأنه حر في اختيار صاحب العضلات المفتولة على رِخْوِهَا..
- وأن الرقية عبارة عن كلام مؤلف يعتنى به صاحبه فيجمعه ويشاكله ليصير مِلكَه. وكلُّ مالكٍ حُرٌّ في التصرف فيما يملكه.... وامتهانُ بيع الرقى ليس جديدا على المجتمع الموريتاني.. فكثير من الموريتانيين كان ولا زال يبيع للناس رقية تعرف محليا "بجدول سدينا" نسبة إلى سيِّدنا سيدى عبد الله ولد الحاج ابراهيم رضي الله عنه، ساد الاعتقاد بين الناس انها تدفع ما يعرف عندنا من ادواء "المصِّ والسَّلِّ".. وإذا جاز لاحد ان يبيع رقية لغيره بدون اذنه او اذن ورثته كما يفعلُ الناس بجدول سدينا، جاز للشيخ الفاضل ولد الددو ان يبيع رقيةً يملكها باخراجها من خلقه وتأليفه.
وبدل ان يسيئوا إلىَّ بلا ذنب وإلى كاتب المقال بذنبه المزعوم، كان بامكان حماة الشيخ الفاضل الافاضل – ان شاء الله - ان ينبهوا الكاتب بالتى هي احسنُ وبما يُشبهُ اخلاقَ الشيخ وطريقتَه المثلى في الخطاب:
- ان بيع الفتاوى عن طريق وسائل الاتصال والاعلام جزء من تَجْرِ العلوم الجائز.. فمُعًلِّمُ القرآن يبيع عِلمَهُ بِهِ ولا باس فى ذلك.. والقاضى يتقاضى عندنا مقابل علمه بالاحكام ولا باس في ذلك...والامام والخطيب والمؤذن يتقاضون مبالغ مقابل اتعابهم ولا باس في ذلك، والمؤلفون يبيعون كتبهم ويقبضون مقابلها ولا باس في ذلك،
- والصحافة – وصاحب المقال ادرى - يتاجرون بتأليف الكلام عبر التلفاز والراديوهات والصحف ولا باس في ذلك ... فلماذا نُحاكم الشيخ بجريمة انه يقبض ان كان يقبض مقابل محاضرات ومقابلات وفتاوى من علمه تعرضها وسائل الاتصال والإعلام .
- ثم إن تشييد المعاهد والجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية ينبغى أن تُحسب للشيخ في ميزان حسناته ولو ان بشائر خرِّيجيها لا يبشرون بخير حسب عروضهم الاخيرة في الدفاع عن الشيخ الفاضل. ولا لومَ على الشيخ الفاضل طبعا في ذلك .. لان الشيخ فعل ما عليه فشيَّد المعاهد والجامعات وساق إليها العلوم من معادنها الصحيحة وما على الشيخ إذنْ إِذا لم تفهم البقرُ..
وبدل ان يسيؤوا إلىَّ بلا ذنب وإلى كاتب المقال بذنبه المزعوم، كان بامكان حُماة الشيخ الفاضل الافاضل – إن شاء الله - ان ينبهوا بالتى هي احسن وبما يشبه اخلاقَ الشيخ وطريقتَه المثلى في الخطاب:
- أن الغنى وامتلاك السيارات الفاخرة لا يتنافى مع العلم والصلاح.. فسيدنا شعيبٌ نبي الله عليه السلام كان من اغنى قومه ولم يتَخَوَن الغنى من صلاحه نقيرا.. وسيدنا سليمان نبي الله عليه السلام كان أغنى العالمين في عصره ولم يتخوف الغنى من صلاحه فتيلا....
- أما مشاهد الاستقبال التى يحظى بها الشيخ الفاضل عند نزوله من سيارته كانه رئيس على حد تعبير صاحب المقال، فتلك منةٌ من الله ومحبة وقبول يقذفه الله في نفوس بعض الناس لبعض الناس وفضل من الله يؤتيه من يشاء.. ولا رادَّ لفضل الله.
وأخيراً بَدَلَ ان يسيئوا إلىَّ بلا ذنب وإلى كاتب المقال بذنبه المزعوم، كان بامكان حماة الشيخ الفاضل الافاضل – إن شاء الله - ان ينبهوا بالتى هي احسن وبما يشبه اخلاقَ الشيخ وطريقتَه المثلى في الخطاب :
- أن العادة والعرف في بلدنا جَرَتَا في مناسبات الاعراس باستدعاء اكابر القوم وفضلائهم للتشرف بقربهم والتبرك بحضورهم والاعتزاز بشهادتهم وتوثيقهم لعقود القران بين الزوجين ... وان الشيخ محمد الحسن ولد الددو من اكبر القوم مكانة وافضلهم واكثرهم بركة واعزهم شهادة واوثقهم توثيقا وبما انه لا باس في استدعاء مثله من الكرام كان لا باس باستجابة مثله من الكرام إذا دعي ولو دُعيَ ثم اختير غيرُه من امثاله الحضور للقيام بواجب المباركة وتوثيق العقد.
- اما عن الاحلام وتفسيرها فتكادُ الأمة تُجمعُ انه يكاد يكون ليس بين الشيخ وبين تاويل الرؤيا على حقيقتها حجابٌ وان شهادة الامة لا تقوى عليها تهمة الفرد.. وبما ان عَبْرَ الاحلام علم بدليل "وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين" وبما انه لا باس بتجر العلوم، يكون الشيخُ فى حلٍّ مما يقبضُ على تفسير الاحلام إن كان يقبض عليها..
فهذا قليلٌ من كثير كان بامكان الذىن أخذوا على انفسهم مهمة نصرة الشيخ والدفاع عن عزه ومكانته امام مقالة السيد سيدى محمد ولد آبه فيه، ان يحذوا حذوه بدل الإهانة والتجريح واللعن والتكفير والتجريم والتقزيم ... لانهم بذلك لم يسيئوا إليَّ ولا إلى السيد سيدى محمد فقط بل اساؤوا إلى أنفسهم واساؤوا اكثر من ذلك إلى رمز الامة شيخنا وشيخهم في الوقت الذى ظنوا فيه مُخطئين انهم يدافعون عنهُ..
واخيرا اعتذر إلى السيد سيدى محمد ولد آبه عن الدخول بينه وبين خصومه، كما أعتذرُ إلى شخيى وقدوتى الفاضل الشيخ محمد الحسن ولد الددو عن التجاسر على انصاره بغير اذنه لكنما يشفعُ لى فى ذلك انى بُديتُ فاعتديتُ كما اطلبُ منه من باب مصلحة الأمة ان يُعيدَ عزَّةَ وأَخَواتها من جنوده إلى ثكناتهم ((فهم)) في حاجة إلى تطهير أدمغةٍ وإعادة تأهيل ...