
احتضن مقرّ سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية في برازافيل صباح اليوم الأربعاء 08 أكتوبر 2025، لقاءً موسعًا جمع وفدًا رفيع المستوى من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، بأفراد الجالية الموريتانية المقيمة في جمهورية الكونغو.
الاجتماع، الذي افتتحه القائم بالأعمال في السفارة السيد با كولي، خُصِّص للتشاور والتبادل المباشر بين الوفد والفاعلين في الجالية، في إطار التحضير للمنتدى الوطني للجاليات الموريتانية في الخارج المزمع انعقاده قريبًا في العاصمة نواكشوط.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب القائم بالأعمال بالوفد الزائر معرّفًا بأعضائه، ومعبّرًا عن تقديره للجالية التي لبّت الدعوة، مؤكدًا أن اللقاء يشكل فرصة ثمينة لتبادل الآراء وبحث التحديات والمطالب الملحّة.
من جانبه، أوضح السفير اطول عمرو محمد الأمين مستشار الوزير مكلف بالجاليات ورئيس البعثة، أن اللقاء يأتي تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ومعالي وزير الخارجية، الهادفة إلى تعزيز التواصل المباشر مع الجاليات وتكريس مقاربة تشاركية في معالجة قضاياها.
وأكد أن الجاليات الموريتانية تمثل وجه الوطن في الخارج وتحمل قيمه وموروثه الحضاري، مشيدًا بما تتمتع به الجالية في الكونغو من سمعة طيبة وتماسك اجتماعي رفيع.
السفير المدير العام للموريتانيين في الخارج السيد محمد مولود محمد سالم استعرض أهداف الزيارة، والمتمثلة في شقين أساسيين:
الاستماع إلى هموم الجالية ومطالبها الواقعية،
وجمع الآراء والمقترحات المتعلقة بالمنتدى الوطني للجاليات الذي يشكّل خطوة تأسيسية نحو بلورة استراتيجية وطنية شاملة لشؤون الجاليات الموريتانية، وإطلاق جهاز استشاري دائم يُعنى بملفاتهم ومصالحهم.
وأشار السفير إلى أن المنتدى المرتقب سيكون فضاءً لتلاقي الجاليات من مختلف أنحاء العالم وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، بما يعزز مساهمتها في التنمية الوطنية، خاصة في مجالات الاستثمار والتحويلات المالية والتشبيك الاقتصادي والاجتماعي.
بدوره، عبّر رئيس الجالية الموريتانية في الكونغو، السيد محمد المصطفى ولد زيدان، عن شكره العميق للوفد الوزاري، مؤكدًا أن الجالية في الكونغو – التي يعود تاريخها إلى ما قبل استقلال موريتانيا – تمثل نموذجًا في الاندماج والالتزام الوطني، وتضطلع بدور اقتصادي مهم عبر تحويلات مالية تُقدّر بأكثر من مليار أوقية شهريًا.
وقد استعرض رئيس الجالية أبرز المطالب، والتي تمحورت حول:
1. استئناف رحلات الخطوط الجوية الموريتانية نحو برازافيل لتخفيف الأعباء على المسافرين.
2. إعادة النظر في المرسوم التجاري رقم 19/2005 الذي يحدّ من ملكية الأجانب في بعض القطاعات، لما له من انعكاس مباشر على أنشطة الجالية.
3. إنشاء مكتب للحالة المدنية والوثائق المؤمنة داخل السفارة لتقريب الخدمات من المواطنين.
4. إنشاء قنصلية في العاصمة الاقتصادية بوانت نوار لتسهيل مصالح الجالية الكبيرة المقيمة هناك.
5. تعزيز التعامل بالمثل في تسهيل إقامة الجاليتين الكونغولية في موريتانيا والموريتانية في الكونغو، بما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تخللت اللقاء مداخلات عديدة من أبناء الجالية، تناولت قضايا متنوعة من أبرزها:
ضرورة تسهيل المشاركة الانتخابية للموريتانيين في الخارج،
معالجة إشكالات الازدواجية في الجنسية،
تسهيل تحويل الأموال بين البنوك في البلدين،
العناية بالمحاظر والمساجد والمراكز الإسلامية،
وتعيين مستشار قانوني دائم في السفارة لمواكبة القضايا ذات الطابع القانوني والاجتماعي.
وقد حظيت المداخلات بتفاعل واسع من طرف الوفد الوزاري الذي ثمّن الطرح الصريح والبنّاء للجالية، مؤكدًا أن جميع المقترحات ستُرفع إلى الجهات العليا ضمن التحضير للمنتدى المرتقب.
واختُتم اللقاء بتأكيد مشترك من الطرفين على أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين السفارة والجالية، بما يخدم المصالح العليا للوطن ويجسّد روح المواطنة الصادقة والانتماء لموريتانيا أينما وُجد أبناؤها.
#تابعونا
#الصارية_نت_إعلام_حر_ونزيه















