أعلن وزير الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية، محمد أحمد ولد محمد الأمين، أن الشرطة الوطنية تواجه تحديات أمنية متزايدة تتطلب تطوير قدراتها باستمرار، مشيرًا إلى تزايد جرائم المخدرات والجرائم الإلكترونية، وتفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية، والتي تُضاعف من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق القطاع.

جاء ذلك خلال إشرافه على فعاليات الذكرى 39 لعيد الشرطة الوطنية واليوم العربي للشرطة، التي نظمت صباح اليوم بمقر المدرسة الوطنية للشرطة في نواكشوط، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين والعسكريين.

وقال الوزير إن التحديات الحالية تستدعي تعزيز كفاءة القطاع بما يواكب المتغيرات الأمنية المتسارعة، مؤكدًا في الوقت ذاته على التزام الحكومة بمواكبة الشرطة الوطنية عبر تحسين ظروف عملها وتعزيز جاهزيتها، مشيرًا إلى مصادقة الجمعية الوطنية مؤخرًا على مشروع القانون المتعلق بالنظام الأساسي للشرطة، وهو ما اعتبره “خطوة مهمة نحو تحقيق الإنصاف وتجسيد العدالة”.

من جانبه، أكد المدير العام للأمن الوطني، الفريق محمد الشيخ محمد الأمين ألمين، أن الشرطة الوطنية حققت إنجازات نوعية خلال العام الجاري، بفضل تطوير قدراتها اللوجستية واعتماد تقنيات حديثة لمواجهة الجريمة وتعزيز الأمن.

وأشار المدير العام إلى مراجعة القانون الأساسي للشرطة الوطنية وإعادة تنظيم الهيكل الإداري للمديرية العامة للأمن الوطني، بالإضافة إلى دمج جهاز أمن الطرق بفعالية في القطاع، وهو ما ساهم في تحسين الأداء الأمني.

وفي مجال التقنيات الحديثة، أوضح المدير العام أن الشرطة الوطنية قامت بتفعيل المكتب المركزي لمكافحة الجريمة السيبرانية وتوسيع نظام كاميرات المراقبة، مما أسهم في ضبط أكثر من 46 ألف مخالفة مرورية وتحسين انسيابية المرور. كما أشار إلى ارتفاع نسب اكتشاف الجرائم، حيث وصلت إلى 95% في جرائم القتل العمد و90% في جرائم الاغتصاب.

وأضاف أن جهود محاربة الهجرة غير النظامية أسفرت عن إعادة أكثر من 15 ألف مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم وإحباط 87 محاولة هجرة عبر المحيط الأطلسي.

وشهدت الاحتفالية التي نظمت بمقر المدرسة الوطنية للشرطة مراسم رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني، بالإضافة إلى استعراض تشكيلات من مختلف فروع قطاع الشرطة الوطنية وتوزيع شهادات تكريم على عدد من ضباط وضباط صف ووكلاء الشرطة تقديرًا لأدائهم المهني المتميز.

كما حضر الحفل عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، من بينهم وزير الدفاع، وقادة الأجهزة الأمنية، ووالي نواكشوط الغربية ونواكشوط الجنوبية.

وتخلد الشرطة الوطنية عيدها الوطني تزامنًا مع اليوم العربي للشرطة الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، في إطار الاحتفاء بجهود الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار.