استنجدت نساء عمال الدعم بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، قائلات في رسالة موجهة إليه: "إننا نحن نساء عمال الدعم المشمولات بالقرار الظالم الذي اتخذه مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير بشأن العمال غير الدائمين وباقتراح غير موفق من وزارة الوظيفة العمومية لنرفع شكوانا إلى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز متطلعين إلى أن يصدر فخامته أمرا رئاسيا بالإلغاء الفوري لهذا القرار الظالم.
السيد الرئيس،
إننا نناشد فيكم مشاعركم الجياشة التي ظلت تكشف عن نفسها في كل مناسبة مبينة عمق تعاطفكم من كل مواطنيكم خاصة فقراؤه ومستضعفوه وطبقاته الهشة.
ولا شك أنكم سيدي الرئيس ستكونون –كما كنتم دائما- سندا لكل مستضعفي هذا البلد خصوصا إذا تعلق الأمر بنساء معدمات ومعيلات أسر وأطفال لم يكن لهن معين بعد الله سوى تلك الرواتب الزهيدة التي لا تتجاوز في الغالب الأعم أربعين ألف أوقية هي عماد قوام أحوال أسرة كاملة من مسكن ومأكل وملبس ورعاية صحية وتربية أطفال... ثم فجأة يأتي القرار الوزاري المشؤوم ليقضي مرة واحدة على كل نوافذ الأمل وأبواب الرجاء في حين كنا نتطلع لكسب المزيد من الدعم والمساعدة الحكومية.. وإذا بالأمر أبعد من ذلك، وإذا الحياة تتحول إلى ظلام دامس والعيش إلى جحيم لا يطاق، إذ كيف لنا أن نواجه أبناءنا وبناتنا؟ وكيف نشرح لهم أن الأمل الذي كان يحدوهم بتحسن ظروفهم قد تحول بغتة إلى غول
يحرمهم حتى الحد الأدنى لحياة شبه مستقرة كانوا "يتمتعون" بها وهم له كارهون؟؟!!
السيد رئيس الجمهورية،
إننا لم نر في القرار المجحف الذي اقترحته وزارة الوظيفة العمومية أي هدف إصلاحي؛ بقدر ما بدا جليا كونه لا يخدم غير زرع التوترات الوظيفية وصولا لهز الاستقرار الاجتماعي وإفراغ المؤسسات العامة ممن شابوا فيها وشحنها من جديد تحت عناوين مختلفة بكتل بشرية جديدة من حاشية المسؤولين بالوزارة.
نقول ذلك لأننا لا نفهم كيف تتخلى الدولة فجأة عن مسؤولياتها الاجتماعية تجاه مواطنيها؛ ثم يكون هذا التخلي في ظل حكم رئيس تميز عن كل الرؤساء السابقين بانحيازه غير المتحفظ لأصحاب الحقوق المهدورة من المستضعفين والمهمشين، وممن لا مكانة لهم عند أصحاب الجاه والنفوذ والسطوة؟؟ أفلا ترون معنا أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن كل شيء يمكن أن يكون وراء هذا القرار إلا المنطق والعدل والإصلاح والإنصاف؟؟!
السيد الرئيس،
إن جل نساء عمال الدعم وبنسبة تفوق السبعين بالمائة هن فئة اجتماعية يطحنها الفقر والحاجة من شريحة لحراطين، وقد اخترن العمل في المهن الدنيا خدمة للوطن من جهة وأملا في الحماية من صولات ملاك الدكاكين الخصوصيين التي تسرح العامل حين تشاء وتشغله حين تهوى بلا رادع من قانون أو عرف أو أخلاق..
السيد الرئيس،
إن وضعيتنا الاجتماعية والمهنية هذه هي التي دفعتنا للتوجه إلى فخامتكم بهذه الشكوي آملين منكم مراجعة ذلك القرار أو إلغائه، ونحن على يقين قاطع بأن "رئيس الفقراء" و"أمل المظلومين"، بعد المولي سبحانه وتعالي، لن يخيب آمالنا، ولن يتردد لحظة في إعطاء الأوامر بالإلغاء الفوري لهذا القرار المدمر لحياتنا وحياة أسرنا وأبنائنا.
ودمتم ذخرا للوطن ونصيرا لمستضعفيه
نساء عمال الدعم