المسيرة لن تتوقف مهما قتلوا من شعب فلسطين والشرفاء العرب وغيرهم ممن يدافعون عن الحق الفلسطيني، كفاح الشعوب ينتصر دائما.
الشرق الأوسط (وأحيانا يسمى بالشرق الأدنى) مهد الحضارات وأصلها، شهد أقدم الثقافات في العالم. بدأ تاريخه مع بداية الاستيطان البشري، ونهضت عبره العديد من كبرى الإمبراطوريات قبل الإسلام وبعده إلى ما يسمى حاليا بالدول القومية في الشرق الأوسط. مرة أخرى يظهر أن صرح المستقبل في العقود القادمة من القرن الحادي والعشرين سيتم رسمها هناك.
بوتيرة متسارعة والأعلى منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 يزداد تراكم الأزمات في المراكز الأكثر حساسية بالمواقع الإستراتيجية على وجه الكرة الأرضية، وتوازيا مع ذلك تتعزز وتتضخم مخاطر نشوب صراعات مسلحة أوسع من مجرد مواجهات على أصعدة إقليمية، وبمعنى أكثر وضوحا إلى حرب عالمية تستخدم فيه الأسلحة النووية.
في هذه المواجهات تبرز تحالفات بعضها قديم والآخر جديد إلى حد ما، وهي تتصارع في نطاق عملية تحديد شكل النظام العالمي بعد أن انفردت الولايات المتحدة بالهيمنة على النظام الذي شكلته إبتداء من سنة 1990 بعد انفراط الاتحاد السوفيتي.
التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية المكون من فرعين حلف شمال الأطلسي الناتو والذي تأسس في 4 أبريل من 12 دولة بهدف مواجهة الاتحاد السوفيتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ثم توسع بسرعة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بداية عقد التسعينات من القرن الماضي ليضم تدريجيا وتباعا في عضويته 32 دولة، أصبح وسيلة أساسية لمواجهة موسكو بعد أن استعادت قدراتها عمليا على الساحة الدولية بالتدخل عسكريا لدعم سوريا في مواجهة ما سمي حرب الربيع العربي، وبسط سيطرتها على شبه جزيرة القرم سنة 2014.
قبل ذلك وسع البيت الأبيض نطاق عمل حلف الناتو مستغلا هجمات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001 ليتجاوز الساحة الأوروبية حيث استخدم لعكس إرادة واشنطن في العديد من الساحات أفغانستان وليبيا، ومنذ سنة 2021 وحتى قبل التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 عملت واشنطن ولندن على مد نطاق تدخل الحلف حتى أسيا في نطاق محاولات الحد من نفوذ الصين.
في أكتوبر 2021 فاجأت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا العالم بخبر تأسيس تحالف "أوكوس" وصفقة الغوَاصات النوويةلكانبرا، وهذا التحالف أكبر وأبعد كثيرا من محض صفقة نووية، هدفه إعادة تشكيل الملامح التكنولوجية والعسكرية والإستراتيجية للصراع مع الصين في المحيط الهادئ. ومنذ منتصف سنة 2024 تجري محاولات لربط حلف الناتو وأوكوس وإشراك كل من اليابان وكوريا الجنوبية فيهما زيادة على ارتباطهما بواشنطن باتفاقيات أمنية ثنائية.
حتى 7 أكتوبر 2023 كان تقدير صناع القرار في واشنطن أن نفوذ الغرب ثابت في منطقة المركز جغرافيا بالعالم أي الشرق الأوسط، وأنه يمكن بناء تحالفات جديدة ومواصلة تصدير مخططات المحافظين الجدد حول الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير رغم الإخفاء في بلاد الشام، ومن ثم الانصراف نحو مواجهة روسيا في وسط شرق أوروبا والصين في الشرق الأقصى.
معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 بدلت الكثير والكثير،ونسفت مخططات وأعادت تشكيل التحالفات وهددت كل النفوذ الغربي ليس فقط في المنطقة العربية بل أبعد من ذلك خاصة في أفريقيا.
معركة غزة التي تكمل قريبا شهرها العاشر رسمت خطوط صراعات وتحالفات لم يكن يتوقعها أحد وأصبحت تتجه إلى التوسع وفرض نتائجها على كل المنطقة والتأثير عل كل العالم. البعض من المحللين يرون أن نكسات التحالف الغربي في أوكرانيا والفشل في وقف التمدد الاقتصادي والعسكري والسياسي للصين وتراجع نفوذ الغرب في أفريقيا والتمرد المتسع لدول في أمريكا اللاتينية على الهيمنة الأمريكية، قد تدفع غالبية المحافظين الجدد المتحكمين في مقاليد السلطة في واشنطن وأنصارهم في لندن وباريس وغيرها إلى ركوب مخاطرة التصعيد حتى لو كان الأمر يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة على أمل تحقيق مكاسب.
حرب لا مفر منها
يوم 23 يوليو 2024 صرح رئيس تحرير مجلة "فوربس" الأمريكية ستيف فوربس، بأن حربا كبرى ستندلع في الشرق الأوسط بين إسرائيل من جهة و"حزب الله" وإيران من الجهة الأخرى.
وكتب فوربس: "هناك حرب كبيرة تختمر بين إسرائيل وحزب الله وإيران. الصدام أمر لا مفر منه"، ووفقا لرئيس تحرير مجلة "فوربس"، فإن مثل هذا الصراع سوف يتوسع بسرعة، ومن المحتمل ألا يشمل الولايات المتحدة فحسب، بل روسيا أيضا.
ويعتقد الصحافي أن "السؤال الوحيد المتبقي هو وقت الانفجار الذي يمكن أن يحدث في المستقبل القريب أو بعد ذلك بقليل"، وكما أشار فوربس، فإن النقطة الساخنة الرئيسية ستكون الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يتمركز "حزب الله" في الجنوب.
وقد تدهور الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
من جانبها نشرت مجلّة "فورين أفيرز" الأمريكية مقالاً للكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل بتاريخ 23 يوليو 2024، يتحدث فيه عن توقعاته للحرب المحتملة بين حزب الله و"إسرائيل"، وعن نتائجها المتوقعة في ظل قدرات حزب الله العسكرية المتطورة.
وجاء في المقال:
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على حربها مع حماس في قطاع غزة، تبدو "إسرائيل" الآن أقرب من أي وقت مضى إلى حرب ثانية أكبر مع حزب الله على حدودها الشمالية. وفي يونيو، أعلن "الجيش" الإسرائيلي أنه تمت الموافقة على خطط لشن هجوم واسع النطاق في جنوب لبنان. وفي منتصف يوليو، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الحزب مستعد لتوسيع هجماته الصاروخية لتشمل نطاقا أوسع من المستوطنات الإسرائيلية.
إن حربا واسعة النطاق بين "إسرائيل" وحزب الله من شأنها أن تخلف عواقب كبيرة. ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي كبير ضد حزب الله، إلى حدوث اضطرابات في جميع أنحاء المنطقة، وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل خاص مع دخول الولايات المتحدة مرحلة حاسمة من موسم الانتخابات الرئاسية. ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت هذه الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة، أو أن هناك طريقا واضحاً لتحقيق نصر حاسم.
قد تكون التداعيات بالنسبة إلى "إسرائيل" نفسها صارخة. فالحرب الشاملة مع حزب الله ستكون لعبة مختلفة تماما. ووفقالتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن مخزون حزب الله من الأسلحة يزيد على سبعة أضعاف مخزون حماس، ويتضمن أسلحة أكثر فتكا بكثير. وإلى جانب مئات الطائرات من دون طيار الهجومية، فإنها تشمل نحو 130 ألف إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تصل إلى أهداف في "تل أبيب" وحتى إلى الجنوب، وفي الواقع، إلى كل نقطة في البلاد.
علاوة على ذلك، إن لبنان ساحة معركة غادرة. وكانت حرب "إسرائيل" الأخيرة مع حزب الله، في صيف عام 2006، غير حاسمة، وتركت القوة العسكرية للحزب سليمة إلى حد كبير. كما أن حزب الله أصبح أفضل تسليحا بكثير مما كان عليه في ذلك الوقت. وتشير تقديرات قيادة الجبهة الداخلية في "إسرائيل" إلى أنه إذا اندلع صراع واسع النطاق الآن، فإن حزب الله سوف يطلق نحو 3000 صاروخ وقذيفة كل يوم من أيام الحرب، ما يهدد بإرهاق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وسيكون لزاما على "إسرائيل" أن تركز على الدفاع عن البنية الأساسية الحيوية والقواعد العسكرية، وأن تطلب من الإسرائيليين البقاء في الملاجئ. وسيكون هذا تحديا يتجاوز بكثير أي شيء واجهه القادة الإسرائيليون من قبل.
وفي الوقت الراهن، حتى لو تمكنت إدارة بايدن من التوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" وحزب الله يتضمن انسحاب قوات حزب الله من المنطقة المحيطة بالحدود، لا يزال قادة "إسرائيل" يجدون صعوبة في عدم الرد على الجمهور المحلي الذي يفضل شن حرب ضد حزب الله. وإذا استسلمت "إسرائيل" لهذا الإغراء من دون وضع نهاية واضحة المعالم أو إستراتيجية للحد من الحرب، فإن النتائج قد تكون مدمرة.
في 10 أكتوبر 2023، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابا وعد فيه بتقديم المساعدة الأمريكية لـ "إسرائيل" ضد حزب الله وإيران، بما في ذلك إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، كما حذر القيادة الإيرانية بكلمة واحدة: "لا تفعلوا". لكن نتنياهو كان يعلم أن كلمة "لا تفعل" التي قالها بايدن كانت موجهة إليه أيضا. وكان غانتس وآيزنكوت يشعران بالقلق من أن الحرب المباشرة في لبنان ستكون أكثر من اللازم بالنسبة إلى "الجيش" الإسرائيلي بعد الفشل الذريع في غزة.
ومع تطور الحرب في غزة، ظل الوضع على طول الحدود الشمالية متقلبا. وعلى الرغم من أن كلا الجانبين مارسا درجة من ضبط النفس، فإن "إسرائيل" قررت التصعيد في مناسبات متعددة. وقام حزب الله بدوره تدريجيا بزيادة نطاق وكمية هجماته الصاروخية.
منذ أواخر عام 2023، يحاول آموس هوكستين، المبعوث الخاص للرئيس بايدن إلى المنطقة، التوسط في وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله. لكن حزب الله أوضح أنّه سيواصل القتال ما دامت الحرب الإسرائيلية في غزة مستمرة. وحتى لو وافق حزب الله على مطلب "إسرائيل" الرئيسي وانسحب من الحدود، فإن التاريخ يشير إلى أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يظل مقاتلو حزب الله بعيدين إلى الأبد.
الهجرة المضادة
ومع بدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر 2024، بدأ صبر العديد من الإسرائيليين في الشمال ينفد. ويخشى رؤساء البلديات المحلية في الشمال أنه من دون اتخاذ إجراءات حكومية، ستختار العديد من العائلات مغادرة المنطقة إلى الأبد كما فعل آخرون من مناطق مختلفة في إسرائيل. وبالفعل وحسب مصادر أوروبية وأمريكية غادر إسرائيل حتى نهاية شهر يونيو 2024 ما يزيد على 720 ألف مستوطن. من الجدير بالذكر أن حزب الله تأسس في أعقاب الغزو الإسرائيلي الأول للبنان عام 1982، فيما يعرف الآن بحرب لبنان الأولى. وبحلول عام 2000، كان حزب الله قادرا على طرد الإسرائيليين من المنطقة الأمنية التي كونوها في جنوب لبنان.
وبعد ذلك، انتهت الحرب التي اندلعت في يوليو 2006 بعد 34 يوما دون أن ينجح الجيش الإسرائيلي في الحاق ضرر كبير بالحزب، ويعتقد العديد من المحللين الإسرائيليين أن حزب الله قد أعد نفسه بشكل جيد للجولة المقبلة.
وفي الوقت نفسه، "الجيش" الإسرائيلي يواجه نقصا حادا في القنابل والقذائف الدقيقة في غزة، ما قد يضع قيودا كبيرة على هجوم متزامن في لبنان. أما بالنسبة إلى القوات البرية، فإن التحدي في لبنان سيكون مختلفا عن غزة، فحزب الله أكثر تطورابكثير من حماس. كما أن أي قرار بالهجوم يجب أن يأخذ في الاعتبار القوة البشرية المتاحة المحدودة لدى "إسرائيل" بعد تسعة أشهر من القتال في غزة.
ويتعين على "إسرائيل" أيضا أن تأخذ في الاعتبار المخاطر التي تهدد جبهتها الداخلية بأكملها، بما في ذلك مدن مثل "تل أبيب" وحيفا، والتي من المرجح أن تتعرض لهجمات صاروخية مستمرة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة الأكثر تطورا التي لدى حزب الله.
ويرى بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين أنه من خلال تكثيف الضغط العسكري على حزب الله لبضعة أيام سيجعله يتراجع وينسحب، خوفا من حرب شاملة والدمار الذي قد تلحقه بلبنان. لكن هذه حالة خطيرة من التمني. في الواقع، بمجرد حدوث هذا النوع من التصعيد، سيكون من الصعب جدا على "إسرائيل" أن تملي على حزب الله متى يجب أن تتوقف الحرب. على سبيل المثال، إذا قرر نتنياهو ضرب أهداف في بيروت، فقد يقرر نصر الله الرد بالمثل بضرب "تل أبيب".
يستطيع حزب الله، بترسانته الضخمة، أن يرسل الإسرائيليين إلى الملاجئ لأسابيع متواصلة. وفي حالة حدوث نزاع مسلح كامل، فقد لا تكون مدته قصيرة. هناك احتمال أن يحاول حزب الله، شن حرب استنزاف، على أمل أن يؤدي ذلك تدريجيا إلى انهيار "إسرائيل". وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، كان العديد من الإسرائيليين يخشون أنهم قد يواجهون سيناريو مماثلا: حرب لا نهاية لها، مصممة لاستنفاد قوة إرادة البلاد وقدراتها، إلى أن تستسلم للضغوط الخارجية.
إعتراف
ويضيف الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل أثناء الحرب بين "إسرائيل" وحماس: حرصت على زيارة الحدود الشمالية لـ "إسرائيل" كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، من أجل متابعة الأحداث على هذه الجبهة الثانية من الحرب، والتي قد تصبح الجبهة الأساسية. لقد كانت تجربة محبطة. لقد كانت ذات يوم أجمل مناطق "إسرائيل"، لكنها الآن تعاني من صراع عسكري متوسط الحدة. وقد تم تدمير العديد من المنازل في القرى الواقعة على طول الحدود تدميرا كاملا، ومعظمها بسبب صواريخ "كورنيت" الروسية الصنع المضادة للدبابات والتي تسبب أضراراكبيرة.
"مدى عمل الصاروخ يناهز 10 كيلومترات نهارا و8 كيلومترات ليلا فضلا عن حماية عالية من التشويش. وتأكيدا لنجاعة وفاعلية المنظومة، يقول مسؤول في شركة روسية متخصصة في تصدير الأسلحة والمعدات الحربية، إن منظومة "الكورنيت" كفيلة بتحقيق مبدأ "ارمِ وانسَ"، لأنها تضمن احتمالية إصابة الهدف بنسبة لا تقل عن 97 و99 في المئة".
وفي إحدى زياراتي الأخيرة، ذهبت إلى مزارع شبعا. أخبرني قائد لواء في "الجيش" الإسرائيلي أنه عندما يذهب جنود من بعض المواقع الاستيطانية في إجازة، فإن عليهم أن يغادروا سيرا على الأقدام، لأنه من الخطر للغاية السماح لمركبات كبيرة بدخول منطقة معرضة باستمرار لصواريخ حزب الله المضادة للدبابات.
لقد أظهرت الحرب الحالية في غزة مدى سهولة إطالة أمد هذا النوع من الصراع. وبالحكم على الحروب الماضية بين "إسرائيل" ولبنان، فمن غير المرجح أن تفضي هذه الحرب إلى نهاية مرضية.
"حتى الصراصير لن تنجو"..
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية يوم 28 يوليو 2024 مقالا سلط الضوء على ما نشرته صحيفة "الجريدة" في الأيام الماضية ويفيد بتسليم إيران أسلحة كهرومغناطيسية لحزب الله اللبناني.
وعلى خلفية ما نشر، أجرت الصحيفة لقاء مع روتيم مي تال الرئيس التنفيذي لشركة "Asgard Systems" المعنية بتطوير التكنولوجيا العسكرية للصناعات الدفاعية في إسرائيل، حيث قال المسؤول إن "وصف الأسلحة بالكهرومغناطيسية يعني الحديث عن شيء لم يره أحد من قبل لكن الجميع يفهم أنه موجود في الواقع وفي حالتنا على رقعة الشطرنج الجيوسياسية والعسكرية في الشرق الأوسط".
وأضاف روتيم مي تال في وصفه للسلاح الكهرومغناطيسي: "تخيل أن يضرب البرق المبنى الذي تعيش فيه وتتوقف أنظمة المياه والكهرباء والأجهزة المنزلية وأنظمة التلفزيون والأنظمة الطبية عن العمل تماما كما هو الحال في انقطاع التيار الكهربائي.. هذه الأنظمة في هذه الحالة يمكن أن تحترق من الداخل مثل ماس كهربائي".
وتابع قائلا: "أفترض أن التهديد يتركز أكثر على القواعد والمنشآت الاستراتيجية وأنظمة تحلية المياه وأنظمة شبكة الكهرباء الإسرائيلية، لكن لا يمكن القول بدقة إن مثل هذا السلاح لم يستخدم في التاريخ.. لا توجد مصادر ومراجع يمكن التعلم منها".
وصرح بأن "الفيزياء هي الفيزياء لكن تختلف في الطريقة التي يختارونها لاستخدام مثل هذه القدرة، ولكن أعتقد أن النموذج سيكون بالتأكيد على شكل طائرة بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض تماما كما حدث في الهجوم اليمني والذي ضرب بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب فجر الجمعة 19 يوليو، فبدلا من الرأس الحربي الحركي بالبارود سيكون من الممكن تسليح مقدمة الطائرة بدون طيار بآلية إستباقية للنبض الكهرومغناطيسي والتي يتم تشغيلها عن طريق تحليق الطائرة بدون طيار وتقوم بإصدار نبض كهرومغناطيسي في لحظة الاتصال بالهدف".
وأردف روتيم مي تال: "ولكن مرة أخرى، ليس من الممكن حقا معرفة ذلك وهو في الغالب مجرد تكهنات.. وهذا بسبب أنه لا يوجد توثيق حتى الآن لاستخدام مثل هذا السلاح أو التكنولوجيا".
وذكر الرئيس التنفيذي لشركة "Asgard Systems" "من منظور شخصي، لا يعد هذا خطوة على خريطة التهديدات المحتملة فحسب بل من الضروري والصحيح التعامل مع مثل هذا التهديد كخطوة قريبة ومعالجة التهديد بأسلحة غير تقليدية".
وأوضح أن التهديد بالأسلحة غير التقليدية وارد لأن المعالجات الإلكترونية في عام 2024 تدير وتشغل جميع الأنظمة الحيوية في إسرائيل من بنية تحتية وأنظمة طبية وتطبيقات أمنية وعسكرية.
واختتم تصريحاته بالقول: "إذا فكرنا في تشبيه الستينيات الذي يصف أنه في حالة حدوث انفجار نووي فإن الصراصير فقط هي التي ستنجو.. المثال نفسه ينطبق على هجوم كهرومغناطيسي لكن الصراصير (مصطلح يشير إلى المكونات الإلكترونية في الدوائر الكهربائية) لن تنجو هذه المرة"، وشدد على أن ذلك سيؤثر على الجميع.
تهديدات تركيا
قد تشارك دول غير إيران في الحرب إذا هاجمت تل أبيب لبنان. فقد أفادت وسائل إعلام عبرية مساء يوم الأحد 28 يوليو 2024 بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدلى بتصريحات ضد تل أبيب وحتى هدد بغزو إسرائيل.
ووفق ما نشرته وسائل إعلام تركية قال أردوغان خلال اجتماعه بمسؤولي حزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا: "النقطة التي وصلت إليها تركيا في الصناعات الدفاعية لا ينبغي أن تخدع أحدا، فلو كانت تركيا قوية للغاية فلن تتمكن إسرائيل من فعل ما فعلته بفلسطين".
وأضاف: "يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء في فلسطين".
وأردف أردوغان قائلا: "تماما كما دخلنا قره باغ (أذربيجان) وكما دخلنا ليبيا قد نفعل الشيء نفسه معهم.. لا يوجد شيء لا نستطيع فعله.. فقط يجب أن نكون أقوياء ومن ثم ماذا نفعل؟.. نقوم بهذه الخطوات".
ردت إسرائيل الأحد على تصريحات للرئيس التركي وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "أردوغان يسير على خطى الرئيس العراقي صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل"، وأضاف في تغريدة على أكس، قوله "فقط دعوه يتذكر ما حدث هناك وكيف انتهى الأمر".
وأرفق كاتس تغريدة بصورة مركبة لإردوغان والرئيس العراقي صدام حسين.
موسكو وحماس
في دعم غير مباشر لأنقرة وحركة حماس صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأحد 28 يوليو2024، إنه من المستحيل تدمير حركة حماس، كما يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو.
جاء ذلك خلال إجابة الوزير الروسي على أسئلة ضمن منتدى أكاديمي لخبراء في وقت سابق، تطرق إلى "المأساة التي تجري في غزة والضفة الغربية"، بحسب وكالة تاس الروسية.
الوزير الروسي، قال إن نتنياهو أشار إلى أنه يريد القضاء على حركة حماس كشرط أساسي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولكن هذا الهدف غير واقعي.
وأضاف: "لا يمكن أن نرى أي أمل في إنهاء سفك الدماء بغزة حتى الآن، فقد قالت إسرائيل من خلال نتنياهو، ردا على دعوات وقف إطلاق النار إنها لن تتوقف حتى تقضي على حماس بالكامل".
وتابع قائلا: "رأيي، وكثير من زملائي يشاطرونني وجهة النظر هذه، فإن القضاء على المنظمة القائمة، والتي لديها ما يكفي من القدرات والدعم، بما في ذلك في العالم الإسلامي، مهمة غير واقعية".
كما نوه لافروف، إلى أن بعض الدول تحاول صياغة مقترحات تسوية جديدة تدعو إلى وقف العنف على مراحل، "نظرا لرفض إسرائيل وقف إطلاق النار الفوري".
إلى ذلك، أشار الوزير الروسي إلى جهود بعض الدول العربية، مع الأمريكيين، بشأن وقف إطلاق النار، كما تعقد بعض اللقاءات مع الإسرائيليين، و"لكن في رأيي أنه ليس من الجيد استبعاد الفلسطينيين من اللقاءات التي تهدف في نهاية المطاف إلى تحديد مستقبلهم".
في الإطار، شدد الوزير الروسي على أن بلاده ستواصل المساهمة في استعادة الوحدة الفلسطينية.
كما أعرب عن أمل موسكو في أن تسمع إسرائيل ما وصفه بصوت الأغلبية الساحقة في العالم بشأن الوضع في غزة، مستعرضا إحصائيات عن أرقام الضحايا من المدنيين في القطاع.
فيما أشار إلى ما أسماها "المعايير المزدوجة" للغرب فيما يتعلق بالصراع الأوكراني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا إنها "تظهر الآن واضحة للغاية".
وتطرق لافروف إلى تصريحات مسؤول إسرائيلي، حينما دعا المجتمع الدولي إسرائيل إلى تجنيب المدنيين في غزة، فقال ذلك المسؤول ذكر شيئا من قبيل "لا يوجد مدنيون هناك، كلهم إرهابيون بدءا من سن الثالثة"، ووصف الوزير الروسي ذلك بقوله "هذه كلمات فظيعة".
مصادر رصد في برلين ذكرت أن رئيس أوكرانيا طلب من تل أبيب تزويده بسلاح نووي كرد على تسليم باكستان قنابل نووية لأنقرة ودولة عربية خليجية.
الوزير الروسي، أوضح أنه "لعقود عدة، تم تجاهل حق الفلسطينيين في دولتهم، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الأراضي المخصصة لذلك كانت تتقلص".
تطهير الحزب
كتب المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف يوم 24 يوليو 2024:
هل يلجأ ترامب لتطهير الحزب الجمهوري وخوض حرب مع إيران؟
سؤال أطرحه على نفسي بعد نتائج القصة الكاملة حول جو بايدن: كيف كان من الممكن حتى الحفاظ على تصنيف شعبيته عند مستوى مماثل لترامب؟
وبغض النظر عن المواقف المثيرة للضحك، التي كان بايدن يقع فيها، وعن السرعة التي تدهور بها خرف الشيخوخة لديه، لم ينخفض تصنيفه بأكثر من جزء بالمئة، وظل عند نفس مستوى ترامب تقريبا. وحتى التضخم الذي صدم الأمريكيين والوضع الاقتصادي المتدهور عموما، لم يتمكن من تدمير فرصه في إعادة انتخابه. لقد تولد شعور لدي أنه، حتى لو مات الرجل، فإن تصنيفه لن ينخفض أكثر من 2-3 في المئة، وستظل لديه فرصة جيدة لإعادة انتخابه...
يحدث الشيء نفسه مع كامالا هاريس: غباء صريح، لسان أعوج، وقلة في الإنجازات، فضلا عن أنها لم تقم بحملة انتخابية بالأساس، ولم يمنعها كل هذا من الحصول تلقائيا على دعم جمهور الناخبين الديمقراطيين بأكمله تقريبا.
إن الأمريكيين من المعسكرين يسعون في الأغلب لمنع الخصوم السياسيين من الفوز بأي طريقة أكثر من رغبتهم في انتظار أي إنجازات من مرشحيهم.
والبلاد منقسمة بشكل أساسي، حتى أن ترشح السياسيين وأداءهم يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد انتماء المرشح إلى معسكره وهو الأمر الأهم. تغيير الأشخاص هنا، مع الحفاظ على المسار، لا يغير من ترتيب الأمور شيئا.
وهذا الترتيب يكرر بشكل كبير عملية الاحتكاك العرقي والاجتماعي للولايات المتحدة، والتي يستحيل أو يصعب تغييرها بسرعة، بمعنى أن تغيير المرشحين، لن يؤثر، على الأرجح، على توازن القوى في هذه الانتخابات. لكن خلال الأربع سنوات القادمة من ولاية الرئيس القادم سيتغير الموقف بالتأكيد، وسيفقد الجمهوريون كل فرصهم للفوز.
وقد أعطت الظروف الفريدة من نوعها، الخرف المتسارع والملحوظ لبايدن خلال العام الأخير، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لترامب، فرصة أخيرة لكنها كبيرة لممثل الحزب الجمهوري. وبدون مفاجآت غير متوقعة وفريدة أيضا بنفس القدر، فإن احتمالات فوز مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة وبعد القادمة بالطرق السلمية معدومة.
لكن هناك استثناء محتملا، وهو إذا انقسم الحزب الديمقراطي إلى حزب ليبرالي تقليدي، وحزب أقليات قومية متحيز باتجاه الاشتراكية.
فالأمريكيون من أصول أمريكا اللاتينية يشكلون أقلية عرقية، تحمل قيما محافظة. وفي الجيل الثاني يميل كثيرون منهم إلى التصويت لصالح الحزب الجمهوري والحد من الهجرة. في الوقت نفسه، يتقاسم المهاجرون من أمريكا اللاتينية الأفكار الاشتراكية أكثر من غيرهم.
وأعتقد أن زيادة حصة هؤلاء من شأنه أن يؤدي إما إلى تحول أكبر في الحزب الديمقراطي نحو اليسار، أو إلى انقسامه (وهو الأكثر ترجيحا). كما يرجح الخيار الأخير أيضا عامل مسؤولية قيادة الحزب القديمة عن الهزيمة المقبلة في الانتخابات.
في الوقت نفسه، فإن برنامج ترامب (محاولة نقل الإنتاج إلى الأراضي الأمريكية)، لا يمكن أن يؤدي سوى إلى زيادة التضخم، وهو ما سيؤثر في المقام الأول على الفقراء من السود والأمريكيين اللاتينيين قبل أي أحد آخر. بمعنى أنه في غضون عام أو اثنين، وبالتأكيد بحلول نهاية ولاية ترامب المقبلة، من المرجح أن يخسر الجمهوريون أصوات الناخبين المتشككين، والأقليات العرقية الفقيرة. وكلما تطورت الأزمة الاقتصادية بشكل أكبر وأسرع، كلما حدث ذلك على نحو أسرع. وستبدأ حينها تصنيفات شعبية ترامب في الانخفاض بسرعة منذ اليوم الأول له في منصبه، ولن يكون لديه الكثير من الوقت لتنفيذ برنامجه، سنة أو سنتين كحد أقصى، ثم سيستخدم معظم طاقته في محاربة الأزمات الحادة.
عصر مظلم
بالتالي، فمن المرجح أن يدرك الجمهوريون التهديد، وسيكون على ترامب القضاء على الحزب الديمقراطي بشكله الراهن في أسرع وقت ممكن، إذا ما أراد الجمهوريون أن يكون لهم مستقبل على المستوى الفيدرالي. وربما يثير القمع المحتمل ضد القيادة الديمقراطية صراعا وانقساما داخل الحزب، بالتالي فهو مرغوب به على نحو مضاعف بالنسبة لترامب، الذي لا شك أنه يتوق إلى الانتقام.
بدوره، سيحصل الديمقراطيون وبسرعة، في غضون عام تقريبا، على ظروف جيدة لإزاحة ترامب بالقوة من السلطة. سيكون بإمكانهم الانتظار، إلا أن هذا ينطوي على خطر التحول إلى ضحية للقمع الوقائي.
إن الوضع داخل الولايات المتحدة يتطور بشكل مشابه جدا للمواجهة الصينية الأمريكية، حيث يجب على ترامب الولايات المتحدة إثارة الصراع بينما لا تزال لديها الفرصة للفوز، وإلا سوف تختفي من المشهد التاريخي. وهو أيضا من ضمن الاحتمالات المتاحة، وحينها سنشهد بدلا من التصعيد المستهدف رفضا للقتال وانهيارا فوضويا، ولكن في وقت لاحق. لكني أعتقد أن احتمال حدوث مثل هذا السيناريو في عهد ترامب منخفض.
الوقت ينفد
الغرب يخسر تدريجيا الحرب في أوكرانيا، ولكن حتى ولو كان الأمر غير ذلك، فإن استمرار الحرب في حد ذاته يقيد أيدي الولايات المتحدة في العمل ضد الصين، والوقت ينفد.
من هنا تزداد وتيرة الجهود والحديث عن مؤتمر سلام بشأن أوكرانيا، واستعداد ترامب لتقديم تنازلات لروسيا، التي تكتسب المزيد والمزيد من الأوراق الرابحة كل يوم. وأعتقد أنه إذا لم يتم التوصل إلى تسوية مؤقتة مع روسيا (أعتقد أن الأمر سيستمر على هذا النحو)، فسوف يتخلى ترامب ببساطة عن أوكرانيا، ما سيمنح أوروبا "شرف" التعامل مع هذه المشكلة. وليست خطة ترامب للسلام في أوكرانيا سوى خدعة، ولن ينفذ تهديداته ضد أي من طرفي النزاع.
في الوقت نفسه، أصبح الوضع بالنسبة لإسرائيل لا يطاق على نحو متزايد، والتكاليف الاقتصادية للحرب والحصار اليمني تدمر اقتصاد البلاد بشكل متزايد. والخروج يتطلب التصعيد، وهو ما سيشمل الولايات المتحدة، أو النصر بأي طريقة أخرى، وربما جذرية للغاية. وهذا يعني أن الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط تبدو حتمية وقريبة بشكل متزايد أو محتملة جدا كحد أدنى، ومن المستحيل بدء حصار أو حرب مع الصين دون إغلاق ملف الشرق الأوسط، إما عبر تنازلات (غير واردة) لإيران، أو من خلال الحرب.
لذا تنقسم أهم أولويات ترامب بين هدفين: تحييد الصين والحزب الديمقراطي. أما المهمة الثالثة من حيث الأهمية، لكنها الأولى من حيث التوقيت، فتتلخص في تجميد الحرب بأوكرانيا، وإما تجنب الحرب في الشرق الأوسط أو إنهاؤها بسرعة.
هناك حجة أخرى لصالح المشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب بالشرق الأوسط، وهي أنها ستسمح لترامب باستخدامها لفرض حالة الطوارئ وقمع الديمقراطيين بذريعتها. وقد تقلل مثل هذه الخطوة احتمالات نشوب حرب أهلية من خلال إضفاء الشعور بشرعية القمع.
إضافة إلى ذلك، فإن الحرب في غزة تؤدي إلى انقسام الحزب الديمقراطي، ومن مصلحة ترامب تصعيد هذه القضية قدر الإمكان، لتحقيق أقصى قدر من المواجهة غير القابلة للتسوية داخل الحزب، كما أنه من الممكن أيضا استخدام الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، التي ينظمها الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، كذريعة لحظر الحزب.
مع ذلك، وحتى بدون هذا الدافع، فإن الحرب في الشرق الأوسط يجب أن تصل بسرعة إلى درجة قصوى من الوحشية، ذلك أنه يجب على الولايات المتحدة تحييد إيران بسرعة، إذا ما أرادت أن تضمن نجاحها في مواجهة الصين.
للوهلة الأولى، قد تبدو السيناريوهات المذكورة متطرفة للغاية، ولا تصدق. لكن رأيي المتواضع أن المشكلات والمتناقضات لا يمكن حلها بالطرق السلمية السابقة، لهذا يصبح الاختيار الوحيد هو بين هذه السيناريوهات المتطرفة، وبين انتحار الولايات المتحدة على طريقة الاتحاد السوفيتي، الذي انهار بينما كان يمتلك أكبر ترسانة نووية، وجيشا قويا، واقتصادا متطورا ومكتفا ذاتيا. لذلك لا أدعي أن كل ما وصفته سيتحقق، لكنني فقط أقول إنه إذا اختارت قيادة إسرائيل والولايات المتحدة والغرب ككل طريق مقاومة الهزيمة الحتمية، فإنها سوف تضطر إلى اتخاذ أقصى ما يمكن من تدابير جذرية، وغياب هذه التدابير في العامين المقبلين سيكون بمثابة هزيمة ذات عواقب كارثية، ولكن بعد ذلك بوقت قليل.
عمر نجيب