إن الأستاذ محمد السالك ولد إبراهيم، الكاتب واسع الإطلاع، والمثقف الرزين المتوازن في فهمه لتطور حياة الإنسان، وما يعيشه عالمنا المعاصر من دوافع التنافس، والتعارض، مقابل ضرورات التعاون والتعايش، قد أتحفنا، مشكورا برواية حول هذا المضمون بعنوان (لغز إنجيل برنابا) معينة لمن يقرأها علي اقتناء صورة واعية ذات طابع فكري وثقافي عن الصراع البشري اليوم، والتدافع، والتفاعل علي طريق تشكيل صورة عالم الغد. وإن محتوي هذه الرواية يفوق بكثير ما يوحي به عنوانها، بل إنني أري أن دور هذا العنوان تشويقي أكثر منه واقعي. فبمجرد أن تبدأ في قراءة الصفحات الأولي من ل ٤٢٤ صفحة، التي هي مجمل عدد صفحات الكتاب، تجد نفسك تتعاطي مع كم غني جدا من المعلومات التاريخية الدقيقة، والتحليلات الإجتماعية العميقة، والأفكار الأنثروبولوجية المستنيرة… وغير ذلك منما لا يمكنك توقعه من خلال العنوان أو استشرافه كمحتوي لهذه الرواية. فيصبح العنوان وكأنه طُعم ومصيدة للقارئ، ومتي وقع في شباكه فلن يفلت من قبضته إلا بعد قراءة الجملة (طيب… إذن، سأخبر الجانب الإيطالي بذلك.. وسنبدأ في التحرك حالا)
ولا أريد أن أخبرك بمكان هذه الجملة، لكنني متأكد أنك ستصل إليها وأنت لازلت مستمتعا بقراءتك، شريطة أن لا تكون من من يستعجل الثمرة قبل أوان قطافها!
وقتا ممتعا، وفهما أعمق لعالمك بعد فراغك من مطالعتك
يحيي اكاي
