أحداث السنغال لمن نسيَ جرائم إفلام

ثلاثاء, 2024-07-09 22:11

خُصِّصت سنة 1988، في السنغال للتعبئة المُمنهجة ضد موريتانيا..
في 3 ابريل 1988م استقبل الرئيس السنغالي "عبدو ديوف" وفدا من المنحدرين من منطقة الضفة برئاسة"الشيخ منتقى تال" الذي يتزعَّم لوبي ضغط من "الهالبولار" الموريتانيين.

في 18 يونيو انعقد اجتماع آخر قرب ضريح "سيدو نورو تال" بمبادرة من "منتقى تال" أيضا أُعلنتْ فيه التعبئة العامة ضد موريتانيا، و انبثق عنه إنشاء "لجان اليقظة والدفاع الذاتي" التي ستكون فيما بعد رأس الحربة في أزمة ابريل1989.

فاتح يناير 1989 حَرَّمتْ السنغال من جانب واحد دخول السّلع الموريتانية متجاوزة بذلك اتفاقيات مجموعة CDAO.

وذكرت جريدة "Sopi" المعارضة الصادرة يوم 31 مارس 89 على صفحة "المنوعات" أن اجتماعا انعقد يوم 29 مارس في "كران يوف" برئاسة عمدة داكار "مامادو ديوب" للتحضير لأعمال تخريب تستهدف أسواق داكار يوم 3 ابريل 1989 مساء، تنفذها عصابات من قطاع الطرق مأجورة ب2500 افرنك غرب افريقي.

30 مارس استولت فرقة سنغالية تحملها قوارب نهرية متسللة من قرية Djawara" ادياوارا" بمقاطعة "باكل" الحدودية على مئات الأغنام من الضفة الموريتانية المقابلة،.. وقد أطْلَعَ حاكم "سيلبابي" يوم 1 ابريل نظيره السنغالي في "باكل" على الحادثة، مطالبا إياه بإعادة الأغنام المسروقة، فرد عليه يوم 5 ابريل أنها استهلكت في احتفالات العيد الوطني للاستقلال 4 ابريل.

في يوم الأحد 9 ابريل 1989م عَبَرَتْ مجموعة من "سونينكي" السنغال من قرية "دياوارا" وهاجمت مجموعة من "فلان" موريتانيا في قرية (سونكو بسيلبابي) وقد كان بينهما عداء تقليديا.

قُتل مهاجمان سنغاليان برصاص بندقية عيار 12 وهو سلاح متداول عند الفلاحين والمدنيين في الضفة وأحتجز 13 آخرون.

الاثنين 10 ابريل سَلَّمت السلطات الموريتانية الجثث والمحتجزين للسلطات السنغالية لتندلع في نفس اليوم أعمال شغب عند الساعة الواحدة زوالا في "باكل" ضد الموريتانيين والسنغاليين من اصل موريتاني.
تناولت وسائل الإعلام الحادث، وكانت بين مُعتدل ومُشنِّع بتقديم الأحداث على أنها بين "بيظان و اكور" بينما كانت بين "سونينكي وفلان".. وشُكِّلَت لجنة تحقيق مشتركة، لكن وزير الداخلية السنغالي ما لبث أن صرَّح لجريدة "Le Soleil" واسعة الانتشار برواية جديدة مفادها أن حُرّاس الغابات الموريتانيين هم من قتل ضحايا قرية "دياوارا " السنغالية.

و في يوم الإثنين 16 ابريل نُهبت حوانيت البيظان في "ماتام" و "أرسرقي" (الضفة السنغالية).

يوم 18 ابريل، توجه جبريل ولد عبد الله، وزير الداخلية الى السنغال عزَّى في الضحايا و اجتمع بالرئيس "ديوف"، واعرب يوم 19 ابريل عن قلقه من وجود مجموعات مُتنقّلة تدبِّر عمليات النهب والسطو ضد الموريتانيين وفي نفس اليوم قتل مواطن موريتاني في محطة السيارات ب"ماتام".

يوم الخميس 20 ابريل أجْبَرَتْ العصابات السنغالية التّجار الموريتانيين على دفع فدية مقابل حياتهم.

الجمعة 21 ابريل، نُهبت المحلات الموريتانية،.. حاول السّفير الموريتاني الاتصال بوزير الداخلية فقالوا إنه "مُتغيِّب عن داكار"، وعجزت السفارة عن التواصل مع أي سلطة لتبلغها نداءات الاستغاثة التي تصلها.

يوم الأحد 22 ابريل استولت العصابات على الشارع وامتد النهب ل "تييس، امبور، تامباكوندا، كولدا، كولخ، و زكَنشور" وكافة مدن الضفة. وشمل السفارة والقنصلية، وَ وَرَدَ في صحيفة " Le Monde " الفرنسية عدد 24 ابريل: «..السفارة الموريتانية لم تنج من حُمّى كراهية الأجانب التي ظهرت في نهاية الأسبوع..»

الاثنين 24 ابريل، أحداث محدودة في نواكشوط ضد الجالية السنغالية.
الثلاثاء 25 ابريل اعتداءات جسدية على بعض الرعايا السنيغاليين في نواذيبو ونواكشوط خلّفت قتلى، تدخلت على إثرها القوات المسلحة بإطلاق الذخيرة الحية وسيطرت على الوضع مع المساء. و القي القبض على 200 شخص شاركوا في أعمال النهب وفرض حظر التجول
في يوم 6 ابريل، نُهبت بقية الحوانيت في داكار وازداد عدد اللاجئين في الجامع الكبير بداكار بشكل مضطرد.

الجمعة 28 ابريل 1989م، جمعة الرُّعب (حسب جريدة Le Monde)، جمعة
طاردت الغوغاء بقية العرب الموريتانيين والسنغاليين من ذوي الأصل العربي وذبحتهم في ديارهم وفي المساجد، وأحصى مراسل وكالة رويترز يوم 30 ابريل 38 قتيلا في مستشفى " Le Dantec" وحده، أُعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول في داكار.

يوم السبت 29 ابريل، عادت أعمال القتل بأشد من وتيرة اليوم السابق، وشملت "طوبى وكولخ" والولايات المحاذية للنهر وهوجم المنمون في القرى النائية وتنازعت السلطات وقوى الأمن و السكان اقتسام حيواناتهم، وقد سجلت أعمال سادية وجنونية منها التمثيل بالأجساد والجثث و الاغتصاب والذبح... وكتب مراسل جريدة "Libération "الفرنسي، « ...لقد كان الجنود لا يكادون يظهرون للعيان غاضين الطرف عن السنغاليين المسلحين بالعصي الذين يجوبون الشوارع بحثا عن أي موريتاني.»

يوم السبت 13 مايو مجموعة "منتقى تال" ترفض أي تصالح مع موريتانيا وتدعو الى وقف كل المبادلات بينها مع السينغال.

من 17 مايو الى 20 يوليو، وساطة مالية كللت بالفشل. ووساطة مغربية قُيِّمت بأنها شبه منحازة للسنغال.

16 أغسطس وصول وفد مصري للوساطة، وتوزيع منشور من قبل السفير السينغالي في نواكشوط ينتقد سياسة البلد و وزراء في الحكومة، لتعلن موريتانيا في 21 أغسطس أنه شخص غير مرغوب، فردت السنغال بقطع العلاقات في اليوم نفسه. وتم تأمين مغادرة السفير وطاقم السفارة ، في حين صادرت السلطات السنيغالية ممتلكات البعثة الدبلوماسية الموريتانية.
من ضمن الضحايا الموريتانيين الذين قدروا بالمئات:
- "اتقانه ولد الوالد"، مدير مؤسسة "الشيخ سعدبوه"
- "الشيخ سعد بوه "سعدنا" ولد الشيخ أحمد أبي المعالي" و 19 شخصا آخرين، في المنزل رقم 46.
- "كران دكار" 19 قتيلا حرق بعضهم أحياء في أفران الشواء.
"كران يوف" 7 قتلى.
"دير كل" 26 قتيلا.
"كاستور" 21 قتيلا.
سوق المواشي 15 قتيلا
"كيد بواي" 20 قتيلا.
"رفيسك" 19 قتيلا.
"بيكين" (خورو نار) حي "البيظان" 178 قتيلا.
"تييس" قتل موريتاني في الثكنة التي لجأ إليها.

طوبى 18 قتيلا اعترف الخليفة العام بقتلهم من طرف غرباء على مدينته.
كما تعرضوا للتنكيل على أيدي قوى الأمن أثناء انتظارهم للإجلاء عبر الجسر الجوي (طائرات جزائرية، مغربية، اسبانية و فرنسية) و خصوصا الإهانة والإذلال في معرض داكار.

و في "جُرْبل" تم تجميع الموريتانيين في مفوضية الشرطة لترحيلهم في حافلات نُصب لها كمين على بعد امتار وقضي على 350 شخصا اضرمت فيهم النار أحياء.

كما قتل مجموعة من المرضى والجرحى كانت تتعالج في مستشفى "اللوغه" بعد أن ابعد عنهم الطبيب الموريتاني المتدرب الذي ظل يساعد الجرحى.
عَرضت السلطات السنغالية جثث الموريتانيين من ذوي البشرة البيضاء على السفير وطمروا ذوي البشرة السوداء في قبور جماعية، وتم ابعاد ما يقارب 170.000 موريتاني وسنغالي من أصل موريتاني.

طالبت السنغال بإعادة مواطنيها وتفاجأت بتعدادهم الذي فاق توقعاتها (قرابة 70.000) فأسبغت على بعضهم الجنسية الموريتانية، وكرد بالمثل أبعدت موريتانيا أيضا الموريتانيين من أصل سنيغالي الذين تحصلوا على هوياتهم بعد سنة 1966م.

استحوذ السنغال إلى اليوم على مليارات الفرنكات في شكل : أصول عقارية و أموال سائلة و ذهب و قطعان مواشي من التجار و صاغة الذهب (ساحة بليز ديان) و المنمين الموريتانيين، والحسابات المصرفية حتى حسابات السفارة، في حين أُودعت الممتلكات الزهيدة للجالية السنغالية لدى بعض السفارات الغربية وكنيسة نواكشوط.

منقول

/
كامل الأسى