لقد كنت أمر دائما في قراءتي بهذه الآية الشريفة دون انتباه أو تعمق في إدراك عمق معانيها ودلالاتها الكثيرة !
إلا أني اليوم في 9 / 6 / 24 20 م وأنا أتصفح جزءا من الذاكرة الوطنية المتعلقة بالمقاومة الوطنية وغيرها من تلك البطولات الوطنية حيث لاحظت كون معظم أولئك الأبطال الذين قادوا ذلك النضال الوطني وقد سطروه في صفحة الذاكرة الجمعوية بحبر من ذهب ! بحيث لم نر أي ذكر لمن قد خلفوا من أبناء وأحفاد يسيرون على ضوء نهجهم ذلك الذي قد حجزوا لنا به مكانا واسما جميلين نميز بهما ونعرف من خلالهما للأمتين العربية والإسلامية بل وحتى أيضا في القارتين الإفريقية والأوربية تحت عنوان ( الشناقطة )
ولقد جازاهم الشعب الموريتاني بأنه قد فتح أمام أبنائهم وأحفادهم أبواب كل بيت لمن أراد منهم التقدير ولاحترام وحتى المصاهرة ! وغيرذلك من التقدير ولاحرام ! ويتمثل البعض من ذلك مثلا بتخليد أولئك الأبطال ( بلكرز وكذا اتهيدين أولبتوته ) وحتى تسمية الأبناء والأحفاد عليهم !
ولقد نهجت الدولة الموريتانية الحديثة نفس ذلك النهج والتقدير بحيث منحتهم كل الإمتيازات بما في ذلك شغل المناصب الكبيرة التي قد لا تسمح لمعظمهم مستوياتهم العلمية والأدبية بشغلها ودون اختبار أو مسابقة في حين قد اتكل أولئك الأحفاد على إرث الأوايل ! وبدلا من متابعة مسار أجدادهم نضالا وكفاحا فبدلا من ذلك فقد ارتكسوا وهم صاغرون يتسابقون وباستماتة في خدمة من يجلس على كرسي الرئاسة أو الإدارة ! ولو لم يكن أبوه قد ناضل أوجاهد مثل آبائهم بل ولربما قدكان أبوه مغمورا أو حتى عونا للمستعمر الفرنسي البغيض !
وأثناء تأملي وأنا غارق في اتخاذ العبر مما قد سلف ذكره وإذ لم أزل في حيرة من امري لكوني لم أجد سببا مقنعا يبرر ما قد آل إليه أمر ذلك التناسخ البشري حتى فإذا بي أتذكر تلك الآية الكريمة السابقة (( كل امرئ بما كسب رهين )) وإذا بآية أخرى تدعم سياق سابقتها وهي (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) صدق الله العظيم !
ونستنتج مما قد سبق فهو كون مجتمعنا منذ أول انقلاب عسكري قد حدث في بلادنا وذلك منذ 1978 ونحن نسير شبه القهقري وبسرعة دلو مقطوع الرشاء ، بعد إن امتلأ وقارب الوصول إلى فهوة البئر ، بحيث فجأة قد انساب وبسرعة البرق في اتجاه ذلك القاع المظلم !
و أخيرا فأتمنى من الله العلي القدير السلامة لبلادنا من كل تغيير سلبي قد يحدث فيها من طرف حكامها الجدد وذلك منذ أول انقلاب حدث في بلادنا وإلى مابعد هذه الاستحقاقات الأخيرة نهاية شهر يونيه ووسط ذي الحجة !
ذ / إسلمو محمد المختار ولد مانا