كم بقي من الوقت حتى تضع الحرب على غزة أوزارها ؟. سؤال يتكرر طرحه منذ 7 أكتوبر 2023 مع بداية عملية طوفان الأقصى. كثيرة كانت التوقعات البعض تحدث عن أسابيع قليلة وآخرون قدروها بشهرين أو ثلاثة، قلة صغيرة جدا رأت أن المواجهة ستتجاوز تلك المقاييس الزمنية وكذلك الحدود الجغرافية، حاليا وبعد أن تخطت المواجهة يومها ال 164 ذهب محللون عسكريون وسياسيون إلى الحديث عن مدد أطول وحتى عن سنوات. هناك ربما مؤشر يمكن اعتماده لتصور عقلاني لمسار هذه المواجهة غير المتكافئة من حيث القوة العسكرية والاقتصادية والبشرية، وهو حجم قدرة كل من الطرفين المتصارعين على الصمود وتحمل تراكم الخسائر البشرية والاقتصادية والعسكرية والسياسية.
مثل الخلافات بشأن توقيتات وحيثيات المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل ومن يحالفهما هناك تباين في حساب الربح والخسارة بالنسبة للقوى المتصارعة. البعض يرى أنه لا يمكن للمقاومة الفلسطينية في المرحلة الحالية ربح المواجهة عسكريا، وأن انتصار الجيش الإسرائيلي مؤكد رغم خسائرهالكبيرة، وأن المقاومة قد تتمكن رغم ذلك من جني مكاسب سياسية تساعد مستقبلا في تمهيد الطريق أمام فرص حل الدولتين وفي منع تطبيع علاقات تل أبيب مع مزيد من الأقطار العربية قبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية. طرف آخر يرى أن استنزاف الجيش الإسرائيلي من جانب المقاومة مؤكد وأن ذلك سيجبره على البحث عن حلول تحفظ ماء الوجه، كما حدث في مواجهات سابقة بين قوى عسكرية متفوقة وأطراف أضعف عسكريا -الفيتنام وأفغانستان مثالا- حيث تمكنت الأطراف الأضعف ماديا من الانتصار في النهاية وفرض إرادتها وقد قدمت من أجل ذلك تضحيات هائلة خاصة بشريا.
استمرار المواجهة العسكرية مكلف إقتصاديا جدا لتل أبيب وكذلكلواشنطن. والتحذيرات الصادرة من طرف المسؤولين الاقتصاديينسواء في إسرائيل أو المراكز المالية الدولية تنذر من أن الكيانالصهيوني مهدد بالتحول إلى دولة فقيرة. تواصل تدهور الوضعالاقتصادي سيدفع مزيدا من المستوطنين إلى الهجرة إلىالخارج، زيادة على أن إسرائيل لن تصبح ساحة مغريةلإستثمارات رؤوس الأموال.
وقدرت وزارة المال الإسرائيلية في أكتوبر 2023 أن كلفة الحربفي غزة على إسرائيل ودون التحدث عن الجبهة اللبنانية تبلغ نحومليار شيكل في اليوم الواحد، أي ما يعادل 267 مليون دولارتقريبا.
الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال الإسرائيلي، رمزي حلبي،صرح، إن "التكلفة المباشرة للحرب تصل إلى مليار دولارأسبوعيا". وأضاف: "الاقتصاد (في إسرائيل) لا يسير فيالاتجاه الصحيح (في زمن الحرب)، وهذا شيء مقلق"، معتبرا أن"كل المعطيات تقول إن الاقتصاد في خطر".
وفي حال استمرار الحرب لفترة طويلة، سيكون "الاقتصادالإسرائيلي على حافة الهاوية، وهذا شيء خطير جدا"، حسبماذكر حلبي.
بداية سنة 2024 أفادت تقديرات وزارة المالية الإسرائيلية أنإسرائيل سجلت عجزاً في الميزانية قدره 4.2 في المئة من الناتجالمحلي الإجمالي في 2023، بسبب ارتفاع الإنفاق الحربي فيالربع الأخير من العام، وانخفاض الدخل الضريبي.
وارتفع العجز المستهدف في موازنة 2024 إلى 6.6 بالمئة منالناتج المحلي الإجمالي، بعد أن كان 2.25 بالمئة.
وقدرت رويترز أن الحرب سوف تخفض النمو الاقتصادي لعام2024 بنسبة 1.1 نقطة، مئوية ليبلغ نحو 1.6 بالمئة. وقالت إنّالأثر المالي للحرب يقدّر بنحو 150 مليار شيكل (40 مليار دولارتقريباً) في 2023-2024، على افتراض انتهاء القتال العنيفخلال الربع الأول من العام الحالي.
مشاريع تل أبيب للإستعاضة عن العمالة الفلسطينية سواء منغزة أو الضفة الغربية محكوم عليها بالفشل لأنه إذا تم استقدامعمالة من آسيا فيجب ايجاد سكن لها وكل المستلزمات الأخرىومواجهة مشكلة اللغة وفي المجموع سيكون الأمر مكلفا وغيرعملي.
المواجهة الشرق أوسطية الدائرة منذ عقود في أبعادها القطرية والإقليمية والدولية والتي تشكل معركة طوفان الأقصى أحد مكوناتها في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين فيها تعقيدات وتشعبات تفرض في كثير من الأحيان التوجه في مسارات غير متوقعة أو منطقية.
الولايات المتحدة الحليف الأساسي لتل أبيب بعد أن كانت تلك الصفة موكولة لباريس ولندن في عقود سابقة تتخبط في تعاملها مع الصراع لأنها ترى فيه امتدادا أو انعكاسا للمعركة الأوسع التي تخوضها لمنع تعديل النظام العالمي الذي تتفرد بالسيطرة عليه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي، وبالتالي فهي تسعى للتعامل معه بطريقة تسمح بالحفاظ على مصالحها في المنطقة العربية ومنع موسكو وبكين من تسجيل مكاسب جديدة وفي نفس الوقت حماية تل ابيب. هذه المحاولة المزدوجة الأهداف يراها الكثيرون من الخبراء شبه مستحيلة، وستكون ممكنة فقط إذا اتخذت واشنطن قرارا يقول البعض أنه سيعاكس إرادات ساسة تل أبيب الحاليين في مواصلة الحرب على أمل كسب المعركة عسكريا بشكل جلي وكامل ولو مرحليا، قرار تقدر إدارة البيت الأبيض أنه ينقذ تل أبيب من تكبد مزيد من الانتكاسات.
مشكلة واشنطن وغالبية حلفائها الغربيين وهم يتعاملون من أحداث وتطورات كثيرة في المنطقة الشرق أوسطية أنهم يريدون التوفيق بين الحفاظ على مصالحهم وتحكمهم في ثرواتها ومنع دول المنطقة خاصة العربية من بناء تحالفات أو برامج وحدة وتوحيد تحول دولها إلى تكتل عالمي له وزنه في عالم يشهد تحولات جذرية. المشكلة الأخرى غربيا أنهم عندما يتحدثون عن مواقفهم ينعتوها بالدولية والعالمية.
تبدل معادلات الحروب
جاء في تقرير نشرته موقع "اندبندنت" البريطاني يوم 14 مارس 2024:
رغم فجوات التسليح الضخمة بين الأطراف المتقاتلة في حرب القطاع، أحدثت الأسلحة الخفيفة ومنخفضة التكلفة تحولا جذريا.
مع دخول الحرب في غزة شهرها السادس، يعكس طول أمد الصراع وحجم القتال من دون حسم على رغم فجوات التسليح الضخمة بين الأطراف المتقاتلة، مدى التحول الذي أصاب طبيعة الحرب التقليدية التي لطالما اعتمدت على الأسلحة الثقيلة في تحقيق الغلبة العسكرية، إذ سهل انتشار وامتلاك التكنولوجيا وإن بدرجات متباينة في إحداث تحولات نوعية في معادلات "القدرة والكلفة المادية" لإدارة الصراعات.
وبعد أن قادت الطائرات من دون طيار "الدرونز"، ومنظومات الصواريخ المحمولة ومضادات الدروع، لإحداث تحول نوعي على صعيد المواجهات الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أكدت نتائج استخدام الأسلحة المضادة لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لاسيما قذائف "الياسين 105" و"عبوات شواظ"، ومسيرات "الزواري" وبنادق القنص المعدلة، أهمية استخدام الأسلحة الصغيرة والفردية ومنخفضة التكلفة، في مواجهة الأسلحة الهجومية عالية "الكلفة والقدرة"، ما "عطل" قدرة إسرائيل إلى الآن على إعلان الحسم لمصلحتها، على رغم قدراتها الواسعة والدعم العسكري الأمريكي والغربي الصلب لها، منذ السابع من أكتوبر 2023، فإلى أي مدي غيرت تلك الأسلحة موازين الحروب الحديثة؟.
أسلحة عطلت الموازين
على مدار أشهر الحرب الراهنة في غزة، بدت الأسلحة المضادة الفردية والصغيرة ومنخفضة الكلفة لدى الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس"، من العلامات الفارقة في الجولة الحالية من الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، إذ تجلت فاعلية استخدامها وقدرتها على إصابة الأهداف، على رغم التفاوت التقني والمادي الواسع بينها وبين أهدافها، وهو الأمر الذي اعتبرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنها أظهرت "ترسانة عسكرية لدى الفلسطينيين لم تعهد إسرائيل على اختبار قدراتها بشكلها المتطور حالياً من قبل".
وبعد الاستخدام المباغت والمكثف للصواريخ بالتزامن مع هجمات بمسيرات وزوارق بحرية وطائرات شراعية التي حملت مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى مسافة 25 كيلومترا داخل البلدات الإسرائيلية، في يوم السابع من أكتوبر، كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال عملية "طوفان الأقصى"، عن أسلحة نوعية جديدة فاجأت الإسرائيليين أنفسهم، كان منها الطائرات المسيرة محلية الصنع، والقنابل الحارقة التي دمرت "مئات" الآليات والدبابات الإسرائيلية، وعلى رأسها قذائف "الياسين 105"، و"عبوات شواظ" المتفجرة، إضافة إلى صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت تل أبيب، ومنظومة دفاع جوي محلية الصنع أطلقت عليها اسم "متبر 1".
وأمام هذه الترسانة للفصائل الفلسطينية، والتي لا تتجاوز كلفتها بضع المئات من الدولارات أمام استهداف آليات تجاوز كلفتها ملايين الدولارات، تصاعدت التساؤلات حول كيفية حصول الحركة على الأسلحة وتطويرها بهذا الشكل والتدريب عليها، على رغم أنها محاصرة في منطقة مساحتها 350 كيلومترا مربعا وتحت رقابة إسرائيلية صارمة وحصار بحري وجوي وبري.
حماس تقترب من النصر
قال الكاتب الإسرائيلي، يوفال نوح هراري في تقرير له نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت يوم 16 مارس 2024، إن حركة حماس تقترب من إلحاق هزيمة بإسرائيل لأن "الحملة في غزة لا تتعلق بمن يقتل المزيد من الناس، بل بمن يقترب من تحقيق أهدافه السياسية".
ويقول هراري، وهو مؤرخ إسرائيلي وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، أن الأهداف السياسية في حالة حماس، "واضحة تماما" وقد تحقق بعضها بالفعل، بينما في إسرائيل فهي "غامضة إلى غير موجودة".
وذكر إن "خلاصة القول: بدون أفق سياسي، ستهزمنا حماس". ويقول "من يربح الحرب بين إسرائيل وحماس؟ .. في الحرب، الفائز ليس بالضرورة هو الشخص الذي يقتل المزيد من الناس، أو يأخذ المزيد من السجناء، أو يدمر المزيد من المنازل، أو يحتل المزيد من الأراضي.. الفائز هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية".
وتابع "نحن قادرون على كسب جميع المعارك لكننا سنخسر الحرب... أهداف حماس واضحة تماما. وعلى المدى القريب، كان هدف حماس في 7 أكتوبر هو تخريب الاتفاق الناشئ بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية... وهو ما أوقفته حماس".
ويضيف "عندما يتعلق الأمر بمنع التوصل إلى اتفاق إسرائيلي سعودي وتدمير أي فرصة للسلام والتطبيع في المستقبل بين اليهود والعرب، فإن حماس قريبة جدا من النصر. بل على العكس من ذلك، حققت حماس بالفعل أكثر بكثير مما كانت تأمل".
ويشير إلى "الكراهية.. في أذهان مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم (ضد إسرائيل).. معاداة السامية آخذة في الارتفاع، في حين أن مكانة إسرائيل الدولية في مستوى منخفض لم يسبق له مثيل، حتى في الديمقراطيات الغربية التي كانت صديقتنا لسنوات. وكل يوم إضافي يقتل فيه الفلسطينيون أو يتضورون جوعا في غزة تأخذ حماس خطوة أخرى إلى الأمام" نحو النصر.
ويقول هراري إلى أن "الحرب على غزة .. ستؤدي إلى عدم إبرام الأجيال القادمة أي اتفاق سلام أو تطبيع بين إسرائيل والعالم العربي.. تصوير وتوثيق الفظائع في غزة، ألحق أكبر ضرر ممكن بإسرائيل".
ويؤكد أن "حكومة نتنياهو تشن هذه الحرب دون تحديد أهداف سياسية... حتى لو نجحت إسرائيل في نزع سلاح حماس، فهذا إنجاز عسكري وليس هدفا سياسيا. هل لدى إسرائيل خطة منظمة تشرح كيف تؤدي هزيمة حماس إلى إنقاذ اتفاق مع السعودية، أو تسوية دائمة في غزة، أو استعادة مكانتنا الدولية، أو أي هدف سياسي آخر نتوق إليه؟ بدون مثل هذه الخطة، من المستحيل اتخاذ قرارات عسكرية مثل مهاجمة رفح أو وقف إطلاق النار".
ويختم هراري قوله أنه "إذا نجحت إسرائيل في نزع سلاح حماس على المستوى العسكري، لكنها بقيت بدون أفق سياسي، فإن ذلك يعني أن حماس قد هزمتنا".
من جانبه حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من الحكم العسكري لقطاع غزة وقال "سيكلفنا أرواح الجنود ويستحوذ على موارد عسكرية لمواجهة حزب الله والضفة"، مطالبا بإيجاد بديل "محلي" لحركة حماس.
الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا آيلاند صرح من جانبه، بأن "حماس" أظهرت قدرتها على استبدال القادة الذين قتلوا بسرعة بآخرين على نفس القدر من الكفاءة والتفاني.
وأضاف: "من وجهة نظر مهنية، يجب أن أشيد بقدرتهم (حماس) على الصمود، لا أستطيع أن أرى أي علامات على انهيار القدرات العسكرية لحماس ولا قوتها السياسية لمواصلة قيادة غزة".
كما انتقد ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، مايكل ميلشتين، تصريحات بعض القادة الإسرائيليين بأن "حماس" وصلت إلى نقطة الانهيار، قائلا إن ذلك يخلق توقعات زائفة بشأن طول مدة الحرب.
وأضاف ميلشتين: "لقد ظلوا يقولون إن حماس تنهار منذ فترة.. لكن هذا ليس صحيحا. كل يوم نواجه معارك صعبة".
صمود حماس
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في بداية النصف الثاني من شهر مارس 2024 تقريرا بعنوان "إسرائيل تكبح تهديد حماس الصاروخي لكنها تواجه الآن عدوا أكثر اتحادا" أعده توم أوكونور، كبير المحررين في السياسة الخارجية ونائب رئيس تحرير قسم الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلة، قال فيه إن المصادر الإسرائيلية ما فتئت تؤكد أنها نجحت في خفض عدد الهجمات الصاروخية التي تطلقها فصائل المقاومة يوميا من غزة والتي فاقت 1000 في فترة ما بعد 7 أكتوبر، ولكنها تعترف في الوقت نفسه بأنها لم تحقق حتى الآن أهدافها الأصلية، مما يعقد الوضع بالنسبة لها.
ونقل التقرير عن جو تروزمان، الذي قدمه بأنه أحد كبار محللي الأبحاث في مجلة الحرب الطويلة التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، قوله إن حركة المقاومة الإسلامية حماس وحلفاءها يركزون الآن على استهداف القوات الإسرائيلية داخل غزة، بدلا من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأكد أن ذلك لا يعني توقف قصف إسرائيل، بل إن الوتيرة انخفضت فقط، والجيش الإسرائيلي يعلن من حين لآخر إطلاق صواريخ باتجاه مناطق في داخل إسرائيل.
وقال تروزمان بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حاول الحد من تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية من خلال الحرب الدائرة على غزة، لكنه حتى الآن لا يزال يواجه تحديات كبرى في تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما استئصال حركة حماس، وثانيهما إنقاذ الأسرى.
وأكد أن نتنياهو أخفق حتى الآن في قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أو أعضاء الدائرة المقربة منه.
ولفت تقرير “نيوزويك” إلى أن الهجمات ضد إسرائيل مستمرة كذلك من جهة الشمال، حيث نفذ حزب الله عشرات الهجمات على أهداف إسرائيلية.
كما أعلنت منظمات عراقية مسلحة الأسبوع الماضي تنفيذ هجوم بطائرة مسيرة على القاعدة الجوية الإسرائيلية "بالماخيم".
وأكد تروزمان أن الوقت ليس في مصلحة إسرائيل، إذ تتزايد الضغوط عليها “للحد من عملياتها.. وأن حماس تستفيد من إطالة الصراع، بحيث إنها كلما صمدت لفترة أطول، أصبح من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها”.
هجرة معاكسة
أفاد تقرير حكومي إسرائيلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" خلال شهر مارس أن أكثر من ربع مليون إسرائيلي غادروا مناطق سكنهم منذ إطلاق حماس وفصائل فلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في 7 اكتوبر.
وذكر التقرير إن السلطات طلبت من 164 ألف إسرائيلي مغادرة أماكن سكناهم، في حين قرر 150 ألف إسرائيلي الهروب من عدة مناطق في الشمال والجنوب دون تلقي أمر أو توصية من السلطات، خوفا من تعرضها للقصف من جانب المقاومة الفلسطينية أو حزب الله.
وأشار إلى أنه سيتم نقل سكان مستوطنات في غلاف غزة إلى مناطق وكيبوتسات جديدة، حيث سيتم وضعهم في "كرافانات" مؤقتة.
المشكلة الأكبر من التنقلات الداخلية للمستوطنين التي تواجه سلطات تل أبيب هي الهجرة إلى دول أوروبية وأمريكية، وحسب تقارير لأجهزة رصد ألمانية وروسية فإن حوالي 282 الف إسرائيلي غادروا إلى الخارج حتى نهاية شهر يناير 2024 ويقدر أن أكثر من نسبة 80 في المئة منهم بصفة نهائية وذلك بدافع البحث عن الأمان والإفلات من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
مقابل الهجرة المعاكسة ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها يوم الأحد 3 مارس 2024 إن آلاف الأمريكيين شاركوا في الحرب على غزة، وهو ما أثار معه أسئلة عديدة عن حجم التورط الأمريكي في الحرب، وأخرى تتعلق بالقيود التي ينبغي للولايات المتحدة فرضها على حاملي الجنسية الأمريكية بشأن القتال لصالح دولة أجنبية.
التقرير ذكر أن آلاف الأمريكيين والإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية غادروا الولايات المتحدة للانخراط في القتال.
وأفادت الصحيفة إنه بالرغم من أن الأمريكيين الذين يحملون الجنسية المزدوجة يشكلون أقل من 2 في المئة من سكان إسرائيل، فإن 10 في المئة من الجنود القتلى في غزة منذ بداية الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع يحملون الجنسية الأمريكية.
ونقلت عن السفارة الأمريكية في القدس المحتلة قولها إن 23 مواطنا أمريكيا على الأقل قتلوا في الأشهر الأخيرة في أثناء خدمتهم في الجيش والشرطة الإسرائيليين.
وتضمن تقرير الصحيفة -الذي أعده الصحفيان ستيف هندريكس وشيرا روبين- مقابلات مع 3 عائلات أمريكية قتل أبناؤها خلال المعارك في غزة.
التكلفة الاقتصادية
يهمل البعض في تحليلهم للصراعات العسكرية الجانب الاقتصادي رغم ما يشكله من تأثير حاسم.
يوم الاثنين 4 مارس 2024 حذر الرئيس التنفيذي لبورصة تل أبيب، إيتاي بن زئيف، من تحول إسرائيل "من بلد غني إلى فقير"، بسبب حرب غزة التي تدخل شهرها السادس.
وقال بن زئيف إن الحكومة "تشجع الإسرائيليين عن غير قصد على إرسال الأموال لخارج البلاد بدلا من استثمارها في الداخل"، وفق ما نقل موقع صحيفة الأعمال الإسرائيلية "غلوبز".
وفي حديثه أمام مؤتمر سنوي لاتحاد الشركات المتداولة، الإثنين، تساءل بن زئيف قائلا: "هل سيكون ذلك مفيدا للناس هنا؟ بالتأكيد لا. لماذا لا نحتضن رجال الأعمال والمستثمرين الذين يعيشون هنا وندعم الاقتصاد الإسرائيلي؟ مثلما تقوم شركة ببناء خطة عمل خمسية، لماذا لا نفعل ذلك هنا أيضا؟".
وتابع: "قبل بضعة سنوات، قالوا إن سوق رأس المال هو مكان للأثرياء. لا يوجد مواطن في إسرائيل ليس لديه معاش تقاعدي. إذا استيقظنا بعد 10 سنوات لنجد أن المال ليس هنا، سنتحول من دولة غنية إلى فقيرة".
واعتبر ذلك بأنه "منحدر زلق"، معربا عن أمله بأن يكون 2024 عام الإصلاح. وقال: "ليس عيبا أن نفعل ذلك ثم القول إننا فشلنا، لكن من المهم جدا أن نحاول". ودعا بن زئيف الحكومة الإسرائيلية إلى "العمل على تعزيز الاستثمار في إسرائيل".
من جانبه، حذر الرئيس التنفيذي لاتحاد الشركات المتداولة في بورصة تل أبيب، إيلان فلاتو، من خطورة زيادة ميزانية الدفاع "بما يتجاوز ما هو مطلوب" بسبب الحرب.
وتابع: "إذا تم تجاوز الإطار، ستكون لذلك عواقب وخيمة، بما في ذلك على الرفاهية".
وصرح فلاتو إن إسرائيل "يمكن أن تعود إلى العقد الضائع الذي أعقب حرب أكتوبر عام 1973، عندما استنفدت الميزانية وانخفض معدل النمو في الاقتصاد إلى النصف أو أكثر".
وتضرر اقتصاد إسرائيل البالغ حجمه 500 مليار دولار خلال الحرب التي تدور رحاها منذ 7 أكتوبر 2023 ضد حركة حماس في قطاع غزة، كما استقطبت الآلاف من القوة العاملة الإسرائيلية الذين انضموا لقوات الجيش.
وكان الاقتصاد الإسرائيلي في طريقه لتحقيق نمو إجمالي بنحو 3.5 بالمئة خلال عام 2023 قبل الحرب.
وفي 19 فبراير، أظهر تقدير أولي لمكتب الإحصاءات الإسرائيلي المركزي، أن اقتصاد إسرائيل انكمش 19.4 بالمئة على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2023، متضررا من الحرب.
والإثنين، أقر الكنيست ضرائب إضافية تصل إلى 2.5 مليار شيقل (700 مليون دولار) على البنوك الإسرائيلية على مدى العامين المقبلين، ضمن مساعي المشرعين لإيجاد سبل جديدة لتعزيز الخزانة العامة المستنزفة بفعل نفقات الحرب.
كلفة حرب غزة 60 مليار دولار
في اليوم 93 للحرب على غزة أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوم الأحد 7 يناير 2024، أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة رغم دخولها شهرها الرابع، وسط تكلفة اقتصادية هي الأكبر وصلت إلى 217 مليار شيكل (59.35 مليار دولار).
جاء ذلك، في تقرير موسع للصحيفة تحت عنوان " الحرب الأغلى – وأهداف إسرائيل لم تتحقق بعد.. صورة للوضع بعد 3 أشهر".
وتشمل التكلفة كلا من الميزانية القتالية للجيش، والمساعدات الواسعة للاقتصاد في جميع المجالات.
وأوضح التقرير أن تكلفة اليوم القتالي للجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2023، بما في ذلك تجنيد 360 ألف جندي احتياط في بداية الحرب بلغت مليار شيكل (270.35 مليون دولار).
وتابع: "نظرا للتسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود في الأيام الأخيرة، تبلغ التكلفة حاليا 600 مليون شيكل (164.11 مليون دولار) يوميا".
واستمرت إسرائيل في دفع مبلغ 300 شيكل (82 دولارا) يوميا حتى نهاية 2024 لكل جندي احتياط تم تجنيده، لافتة إلى أن "هذه المدفوعات وحدها وصلت حتى الآن إلى نحو تسعة مليارات شيكل (2.46 مليار دولار).
وعلى المستوى المدني، تصل التعويضات بالفعل إلى عشرات مليارات الشواكل، ومن المتوقع أن تدفع الدولة للشركات المتضررة من دورات النشاط في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 حوالي 10 مليارات شيكل (2.74 مليار دولار).
وخلص التقرير إلى أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد خطيرة بشكل خاص.. "هناك عجز كبيرة يبلغ 111 مليار شيكل (30.36 مليار دولار) في ميزانية الدولة، سيتطلب تخفيضات في الإنفاق وزيادة في الضرائب، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة".
ولفت التقرير إلى أن ما سماه "الدعم العالمي" أو بالأصح الغربي لإسرائيل يتضاءل في كل يوم تتواصل فيه الحرب، وذكر إن "المنظمات اليسارية المتطرفة، إلى جانب أنصار الفلسطينيين، الذين قادوا الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعي، تسببوا في اندلاع الكراهية تجاه إسرائيل واليهود حول العالم".
وأضاف: "كل هذا تستغله الصين وروسيا اللتان تعملان على إضعاف الغرب.. الروس بشكل عام يحتفلون، لأنه منذ أسابيع لم يعد هناك حديث عن غزو أوكرانيا.
استنزاف مخزونات الجيش الأمريكي
الإمدادات العسكرية الأمريكية الكبيرة للجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 ولدت خطرا على القدرات العسكرية الأمريكية.
يوم 12 مارس 2024 أفادت وكالة "بلومبيرغ" بأنه في حالة نشوب صراع جديد واسع النطاق، مع الصين مثلا، ستعتمد الولايات المتحدة على شركائها الإقليميين بعدما استنفدت مخزونات أسلحتها في أوكرانيا وإسرائيل.
وأشارت الوكالة إلى أن الصراعات "في أوكرانيا والشرق الأوسط استنزفت مخزونات الأسلحة الأمريكية وأثارت مخاوف بشأن حالة القاعدة الصناعية الدفاعية في البلاد".
وأضافت: "في أي صراع مستقبلي محتمل، خاصة مع الصين، قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على إنتاج كل الأسلحة التي تحتاجها للانتصار. والخبر السار هو أن واشنطن لديها شركاء إقليميون يمكنهم المساعدة في سد هذه الفجوة".
وأكدت أن القواعد الحالية والجمود البيروقراطي لا يسمحان للولايات المتحدة بالاستفادة الكاملة من الإمكانات الصناعية لحلفائها.
ونوهت الوكالة بأنه في الصراع المحتمل مع الصين، قد تنفق الولايات المتحدة في أسبوع واحد كامل ترسانتها من الصواريخ طويلة المدى المضادة للسفن، والتي يستغرق إنتاجها عامين، كما أن أحواض بناء السفن الأمريكية لا تملك الوقت لإصلاح السفن، ناهيك عن بناء سفن جديدة، في حين أن الصين قادرة على زيادة الإنتاج بسرعة نسبيا.
نظام عالمي يتزايد هشاشة
جاء في تقرير نشرته وكالة انباء رويترز يوم 11 مارس 2024:
ذكرت وكالات مخابرات أمريكية، الاثنين، إن الولايات المتحدة تواجه "نظاما عالميا يتزايد هشاشة" وسط ضغوط سببها التنافس بين القوى الكبرى وتحديات عابرة للحدود وصراعات إقليمية.
جاء ذلك في تقرير أعدته وكالات المخابرات قبل أن يدلي رؤساؤها بشهاداتهم في مجلس الشيوخ.
وقالت الوكالات في التقرير السنوي لعام 2024 الذي تصدره لجنة من المخابرات الأمريكية عن تقييم التهديدات إن "الصين الطموحةوالقلقة وروسيا التي تميل إلى المواجهة وبعض القوى الإقليمية، مثل إيران، وجهات فاعلة غير حكومية بقدرات متزايدة كلها تمثل تحديا لقواعد النظام الدولي القائمة منذ فترة طويلة، فضلا عن تفوق الولايات المتحدة داخله".
وركز التقرير إلى حد كبير على التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا، أكبر منافسي الولايات المتحدة، بعد أكثر من عامين من شن روسيا حربها على أوكرانيا.
وذكر التقرير أن الصين تقدم مساعدات اقتصادية وأمنية لروسيا في حربها في أوكرانيا بدعمها القاعدة الصناعية الروسية.
وأضاف "التجارة بين الصين وروسيا تزايدت منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وارتفعت الصادرات الصينية من السلع المحتمل استخدامها عسكريا لأكثر من ثلاثة أمثال منذ عام 2022".
وفي شهادتها، حثت أفريل هاينز، مديرة وكالة المخابرات الوطنية، المشرعين على الموافقة على تعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقالت "من الصعب تصور مدى قدرة أوكرانيا" على الاحتفاظ بأراض تستعيدها من روسيا دون مزيد من المساعدات من واشنطن.
وأشارت إلى احتمالات أن يؤدي الصراع في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس إلى اتساع نطاق انعدام الأمن العالمي. وصرحت هاينز "الأزمة في غزة مثال صارخ على ما تحمله التطورات الإقليمية من آثار محتملة أوسع نطاقا بل وعلى المستوى العالمي".
واستشهدت بالهجمات التي يشنها الحوثيون على طرق الشحن. وقالت إن جماعات مسلحة معادية للغرب "تتخد حماس مصدر إلهام لها"، وتحث أنصارها على شن هجمات ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
مناورة أم تعديل
جاء في تقرير نشرته يوم 16 مارس 2024 شبكة "ABC News" الأمريكية:
صرح مسؤول إسرائيلي كبير إن واشنطن بدأت بتأخير بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل، وهو تأكيد نفاه مسؤولون أمريكيون كبار، وقد يكون هذا دليلا إضافيا على زيادة توتر العلاقة بين الحليفين.
وجاءت الروايات المتضاربة حول ما قاله زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو "ضل طريقه" ويجب أن تجرى انتخابات لاختيار بديل له، حيث قال شومر الخميس 14 مارس: "أعتقد أنه يجب على إسرائيل لتحقيق هذا السلام الدائم - الذي نتوق إليه - إجراء بعض التصحيحات المهمة في مسارها".
ووفقا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، تحدث إلى شبكة "ABC News" الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن شحنات المساعدات العسكرية الأمريكية في بداية الحرب بين إسرائيل وحماس "كانت تصل بسرعة كبيرة"، لكننا "نجد الآن أنها بطيئة للغاية"، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة والضغط على إسرائيل في أثناء محاولتها تدمير حركة "حماس" في غزة.
وأفاد المسؤول بأنه ليس متأكدا من السبب، لكن إسرائيل تدرك تماما مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب، وأن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير المساعدات الإنسانية لغزة.
وعندما سئلوا عن هذا الادعاء، أجاب العديد من المسؤولين الأمريكيين بأنه لم يكن هناك تغيير في السياسة الأمريكية أو أي تأخير متعمد في تسليم المساعدات التي وعدت بها إسرائيل في السابق أو مبيعات الأسلحة.
وبموجب اتفاق مدته عشر سنوات تم التفاوض عليه من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل حوالي 3.8 مليار دولار في شكل أنظمة دفاعية عسكرية وصاروخية كل عام.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن هناك مناقشات حول نوع النفوذ الذي قد تتمتع به الولايات المتحدة لدى إسرائيل للضغط على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، خاصة أن إسرائيل تدرس كيفية توسيع عملياتها العسكرية من خلال غزو مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، لكن المسؤولين الأمريكيين أشاروا أيضا إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن استخدام أي نفوذ، وقالوا إن من الممكن تقديم مساعدات إضافية - وليس أقل - كحافز.
وجهان
عندما سئل عن البطء المحتمل في مساعدات الأسلحة أو مبيعاتها، أوضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تواصل تزويد إسرائيل بما تحتاجه.
وصرح لشبكة "ABC News" قائلا: "لن أتحدث عن الجدول الزمني لكل نظام فردي يتم توفيره..نحن مستمرون في دعم إسرائيل في ما يتعلق باحتياجاتها في مجال الدفاع عن النفس. وهذا لن يتغير، كنا صريحين للغاية بشأن ذلك".
ووفقا للمسؤول الإسرائيلي الكبير، هناك نقص متزايد في قذائف المدفعية عيار 155 ملم وقذائف الدبابات عيار 120 ملم. وكانت الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بذخائر مماثلة، وهي أبلغت أيضا عن نقص في قذائف المدفعية عيار 155 ملم.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي الكبير أن هناك حاجة أيضا إلى بعض معدات التوجيه الحساسة، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل، لافتا إلى أن أي تأخير مثير للقلق بشكل خاص، لأن الدول الأوروبية أصبحت الآن مترددة في بيع الأسلحة لإسرائيل.
وبين المسؤول أن إسرائيل "قد تخسر هذه الحرب" لأنها لكي تفوز تحتاج إلى الذخيرة والشرعية، وكلاهما بدأ ينفد، على حد قوله.
ورفض جيش الدفاع الإسرائيلي التعليق لشبكة "ABC News".
وفيما يخص تعليق شومر، لفت حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيان له إلى أن "إسرائيل ليست جمهورية موز بل ديمقراطية مستقلة وفخورة" وهي التي انتخبت رئيس الوزراء.
وجاء في البيان: "خلافا لكلمات شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد الانتصار الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وأردف الحزب: "من المتوقع أن يحترم السيناتور حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها". "هذا صحيح دائما، بل وأكثر من ذلك في زمن الحرب".
ويأتي الخلاف حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب دعمها لإسرائيل بعد حوالي خمسة أشهر من الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، حيث تحاول تدمير "حماس" وتحرير الأسرى الإسرائيليين والدوليين، على حد قولها.
وصرح المسؤول الإسرائيلي الكبير لـ"ABC News" إن الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل بشأن بعض تكتيكاتها في تحقيق أهدافها العسكرية يعني أن التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى أو وقف إطلاق النار هو أقل احتمالا في المستقبل القريب. لكن المسؤول أوضح أن التصور الدولي الإيجابي بشكل عام أصبح أكثر أهمية من الذخيرة، لأن إسرائيل، على حد قوله، يمكنها هزيمة أعدائها في ساحة المعركة ولكنها ستخسر الحرب إذا أصبحت دولة منبوذة.
عمر نجيب