يشهد العالم تطورات وأحداثا متسارعة وتحولات كبرى جعلته في حالة لا توازن مؤقتة في انتظار نتيجة الصراعات الدائرة بين مختلف مراكز القوى.
ويشير محللون إلى أن العالم يعيش اليوم بأتون تنافس وصراع الفواعل الأكثر تأثيرا في النظام الدولي. ففي ظل تراجع الدور الأمريكي عالميا، وتنامي صعود الصين، وإصرار روسيا لدخول ذلك التنافس كونها قوة عسكرية هائلة. نجد أن واشنطن تصر على الحفاظ على التوازن القائم لصالح الأحادية الأمريكية، أما بكين وموسكو فيسعيان لإعادة توازن القوى لصالح تعدد الأقطاب، وقد أدخل هذا العالم في حالة خطرة لتأرجح بتوازن القوى، وبات يشكل المرحلة الفاصلة لتحول النظام الدولي. وهذه المرحلة الحساسة أدخلت المهتم بالشأن العالمي في خضم ترقب حول مرحلتين: الأولى: (المرحلة الحالية) كيف ستكون؟ إذ تعتبر هذه المرحلة الفاصلة في الانتقال إلى نظام دوليٍ جديد. أما الثانية، (النظام المقبل) فما هو شكله؟
في هذا الإطار، نظر المفكر الأمريكي جورج مودلسكي حول نمط التغيير في النظام العالمي بشكل عام، فقال: يحصل التغيير كل مائة عام، وهي مقسمة على أربع مراحل كل منها 25 سنة. في أول 25 سنة، ينتج العالم منظومة عالمية جديدة، لكن بعد حرب كبيرة. في المرحلة الثانية من المائة سنة، يظهر المهيمن على المنظومة العالمية، فيرسم قدر المستطاع العالم على صورته. في المرحلة الثالثة، تبدأ شرعية المهيمن بالتآكل لعدة أسباب، منها التعب والامتداد الأقصى، وظهور منافسين جدد. أما المرحلة الرابعة، فهي العودة إلى الفوضى العالمية أو العودة إلى المربع الأول، وهكذا دواليك.
يبدو أن العالم يمر اليوم بمرحلة شبيهة بالمرحلة الثالثة التي تحدث عنها مودلسكي. أي مرحلة تآكل شرعية المهيمن، وبالتالي صعود الدول الأخرى التي تتحدى سلطته وهيمنته. في هذه الحالة، الصين وروسيا تتحديان الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وتكتلاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.
منذ 24 فبراير 2022 تشكل الحرب الدائرة في وسط شرق أوروبا أهم ساحة لامتحان القوى بين النظم السياسية الكبرى، الرابح في هذا النزال سيكون هو من سيرسم ملامح النظام العالمي لعدة عقود قادمة.
يواجه العالم تحولا جذريا تاريخيا. إذ أنهت الحرب الروسية الأوكرانية حقبة تاريخية. وقد نشأت قوى جديدة أو عادت إلى الظهور، بما في ذلك الصين القوية اقتصاديا والحازمة سياسيا. في هذا العالم الجديد المتعدد الأقطاب، تتنافس بلدان ونماذج حكومية مختلفة على السلطة والنفوذ.
متابعة مسار الحرب في وسط شرق أوروبا تمكن من وضع تصور يمكن أن يعتبر الأكثر رجوحا فيما ينتظر العالم من تطورات.
في ستينيات وسبعينات القرن الماضي شكلت حرب الفيتنام وحرب أكتوبر 1973 وتخلي واشنطن عن تغطية عملتها بالذهب وثورة إيران أحد أبرز الفواصل في التحولات الدولية، وبعد ذلك تسارعت التطورات من حرب أفغانستان السوفيتية وحرب الخليج العربي الأولى بين العراق وإيران، وهكذا تباعا حتى سقوط الاتحاد السوفيتي وما تبعه من نظام القطب الواحد وفرض واشنطن إرادتها على العالم لما يزيد على عقدين من الزمن.
خلال كل تلك المراحل من التطور كانت هناك تقديرات متباينة عن مآل الصراعات، حاليا يتكرر الأمر بالنسبة للمواجهة العسكرية في وسط شرق أوروبا والتنافس الأمريكي الصيني السياسي والاقتصادي والسائر على حافة هاوية المواجهة العسكرية.
هناك تقديرات متباينة عن مسار الحرب الروسية مع حلف الناتو على الساحة الأوكرانية غير أن المسجل مع قرب نهاية صيف سنة 2023 هو تزايد المتشائمين في الغرب.
الدعم الغربي يتآكل
جاء في تقرير نشرته يوم 19 أغسطس صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية:
فشل هجوم أوكرانيا المضاد حول الحرب إلى مأزق.. والدعم الغربي قد يتآكل. تقرير أمريكي يشير إلى أنه "بينما يتوق الجمهور الأوكراني المنهك من الحرب إلى القادة في كييف لضمان النصر، من المتوقع تضخيم الدعوات لخفض المساعدات لأوكرانيا في واشنطن، في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024".
تحدث تقرير صحيفة "واشنطن بوست" عن "نفاد خيارات أوكرانيا في الهجوم المضاد، الذي صاغه المسؤولون في الأصل على أنه عملية كييف الحاسمة لاستعادة أراضي كبيرة من القوات الروسية هذا العام".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بعد أكثر من شهرين من القتال، أظهر الهجوم المضاد علامات المماطلة، إذ لا يزال تقدم كييف منعزلا في عدد قليل من القرى، بينما تمضي القوات الروسية قدما في الشمال، فيما تأخرت خطة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات إف -16 الأمريكية الصنع".
قال فرانز ستيفان جادي، الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومركز الأمن الأمريكي الجديد، والذي زار أوكرانيا في يوليو، إن "السؤال هنا هو أي من الجانبين سوف يتلاشى قبل الآخر"، وأنه "لا ينبغي أن نتوقع تحقيق أي أهداف عسكرية رئيسية بين عشية وضحاها".
وصرح جادي إنه "مع تعثر قوات أوكرانيا البرية إلى حد كبير، شنت الأخيرة سلسلة من الضربات الجديدة بطائرات بدون طيار على الأراضي الروسية، بما في ذلك أهدافا في موسكو، لكن الضربات تسببت في أضرار طفيفة فقط".
بدوره، أوضح يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، إنّه "مع تقدم قواتها البرية ببطء، تستخدم أوكرانيا ضربات الطائرات بدون طيار لتوسيع نفوذها العسكري وإظهار حسن أدائه، حيث تنتظر ذخائر وتدريبات أكثر تقدما، بما في ذلك قوة جوية أكبر".
وبحسب الصحيفة، تقف وكالة المخابرات الداخلية الأوكرانية المركزية وراء هجمات المسيرات البحرية الانتحارية، التي استهدفت مؤخرا ميناء روسيا رئيسيا وناقلة نفط روسية، بالقرب من شبه جزيرة القرم، وفقا لمسؤول استخباراتي أوكراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
بدوره، أكد بوب هاميلتون، العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي ورئيس الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، أنالأوكرانيين "ليس لديهم القدرة الكافية لبناء ما يكفي من الطائرات بدون طيار والضرب في عمق الأراضي الروسية، على أهداف كافية لتقويض إرادة روسيا للقتال".
وبحسب التقرير الأمريكي، تمتلك روسيا أيضاً أساليب متطورة لمحاربة الطائرات بدون طيار الأوكرانية، بأجهزة التشويش والكشف، وأضاف هاميلتون أنه "لا يعتقد أن أي نظام أسلحة واحد يمكن أن يكون رصاصة فضية (حاسمة)" في الصراع.
كما لفت جادي، إلى أن أوكرانيا "تعمل لضرب أهداف لوجستية روسية بذخائر بعيدة المدى بعيدا عن خط المواجهة منذ شهور، لكن تأثير مثل هذه الضربات لم ينعكس حتى الآن على خط المواجهة الروسي".
كيلي جريكو من مركز ستيمسون، ذكرت إن "إدارة بايدن نجحت في إدارة مخاطر نشوب صراع مباشر مع روسيا من خلال تزويد كييف تدريجيا بأنظمة أسلحة أكثر تقدما وذخائر طويلة المدى"، وسط "قلق من أن ينتهي الأمر ببعض التصعيد غير المقصودللناتو مع روسيا".
وفي مقابل تنبؤات غربية بإنهيار قدرات الكرملين العسكرية، تمارس القوات الروسية مقاومة شرسة، بل وتحرز كذلك تقدما هجومياً في شمالي شرقي أوكرانيا، حيث أمرت السلطات في كوبيانسك بالإجلاء الجماعي للمدنيين.
تشاؤم في البيت الأبيض
بتاريخ 20 أغسطس 2023 ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المسؤولين الأمريكيين ينتقدون بشكل متزايد إستراتيجية الهجوم المضاد الأوكراني، وهم متشائمون بشأن احتمالية نجاحه.
وأوضحت أن ذلك أدى إلى تعميق التوترات بين كييف وواشنطن في أكثر النقاط أهمية في الحرب مؤكدة أن كييف شنت هجومها المضاد ضد القوات الروسية في وقت سابق من الصيف بدعم قوي من الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة أن المحللين يقولون إن أوكرانيا "ستكافح لاستعادة أراض مهمة قبل موسم الأمطار الذي تعيق فيه الأرض الموحلة المناورات أو نفاد قوتها القتالية".
ويأتي التشاؤم بشأن الهجوم المضاد في واشنطن قبل أسابيع فقط من انتهاء أجل حزمة 43 مليار دولار من التمويل الأمريكي لأوكرانيا، مما يتطلب من إدارة بايدن الحصول على موافقة الكونغرس على المزيد من المساعدة لكييف.
وصرح صموئيل شاراب، كبير المحللين السياسيين في مؤسسة "راند": "لا أعتقد أنكم ستسمعون حجة من أي شخص بأن هذا يسير على ما يرام في الوقت الحالي أو أن هذا يتجه إلى مكان يعتبره الناس جيدا، ولكن ليس هناك الكثير عن طريق الخطة ب".
وخططت الولايات المتحدة وأوكرانيا في الأصل لشن هجوم ربيعي من شأنه أن "يقضي بسرعة على القوات الروسية في الصيف". لكن التقدم البطيء على الأرض دفع كييف إلى العودة إلى التكتيكات التقليدية بدلا من مناورات الأسلحة المشتركة التي علمتها لها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في أوروبا في وقت سابق من عام 2023.
وذكر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي: "نبذل قصارى جهدنا لدعم أوكرانيا في هجومها المضاد، لن نعوق النتيجة. ولن نتنبأ بما سيحدث لأن هذه الحرب كانت بطبيعتها غير متوقعة".
المسؤولون الأمريكيون يستعدون بشكل خاص لما يبدو بشكل متزايد أنه حرب استنزاف ستستمر حتى عام 2024، بينما يكررون علنا دعمهم المستمر لكييف.
وتركزت إحدى نقاط التوتر بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين حول كيفية نشر كييف لقواتها العسكرية، وشجع المسؤولون الأمريكيون أوكرانيا على أن تكون أقل نبذا للمخاطر وأن تلتزم بشكل كامل بقواتها في المحور الرئيسي للهجوم المضاد في الجنوب، حتى تكون لديها فرصة لاختراق الخطوط الروسية للوصول إلى بحر آزوف، مما يؤدي فعليا إلى قطع الجسر البري الروسي في جنوب أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم، التي تعتبر مركزا عسكريا مهما.
كما حثت واشنطن أوكرانيا على إرسال المزيد من القوة القتالية إلى الجنوب، والتوقف عن التركيز على الشرق، حيث يشارك ما يقرب من نصف قواتها. لكن أوكرانيا نشرت بدلا من ذلك بعضا من أفضل وحداتها القتالية في شرق أوكرانيا في معركة لاستعادة أرتيوموفسك.
ودعا المسؤولون في كييف بمن فيهم الرئيس زيلينسكي وبعض منتقدي إدارة بايدن، الغرب إلى تقديم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، ويقولون إن تقدم الهجوم المضاد سيظل بطيئا ما لم ترسل واشنطن المزيد من الأسلحة بعيدة المدى والقوة الجوية لدعمها.
لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الولايات المتحدة لا تنتج ما يكفي من الصواريخ الباليستية التكتيكية لتوفير الأعداد التي من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في ساحة المعركة.
ويقول بعض المحللين، إن تركيز كييف على الأسلحة بعيدة المدى في غير محله، نظرا لتأثيرها المتواضع في حرب خاضتها بشكل متزايد بالمدفعية، بما في ذلك الذخائر العنقودية التي أرسلتها الولايات المتحدة مؤخرا إلى أوكرانيا بحجة تعويض الإمدادات المتضائلة من الذخائر الأخرى.
وأدرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، التمويل المخطط له بمبلغ 13 مليار دولار أخرى كمساعدات فتاكة لأوكرانيا، في طلب ميزانية إضافي للكونغرس في وقت سابق من شهر أغسطس، وسيستمر التمويل حتى نهاية العام.
لكن التمويل الإضافي يواجه مسارا صعبا للمرور في مبنى الكابيتول وسط معركة أوسع حول مستويات الإنفاق الحكومي التي قد تؤدي إلى إغلاق العمليات الفيدرالية في أقرب وقت ممكن في أكتوبر.
وحتى لو سمح الكونغرس بأحدث حزمة من التمويل الأوكراني الذي طلبه البيت الأبيض، يقول بعض المسؤولين والمحللين الأمريكيين أنه من غير المرجح أن تكون واشنطن قادرة على تقديم نفس المستوى من المساعدة الفتاكة لأوكرانيا عام 2024، بالنظر إلى الانتخابات الرئاسية التي تلوح في الأفق وقلة الذخيرة والجدول الزمني الطويل الأجل للمصنعين لزيادة الإنتاج.
في حين ظل بايدن راسخا في دعمه لأوكرانيا، تعهد دونالد ترمب، سلفه والمرشح الأول عن الحزب الجمهوري للرئاسة، بإنهاء الحرب على الفور إذا تم انتخابه.
مبالغات كييف العسكرية
بدت صحيفة "فيلت" الألمانية متشائمة حيال إمكانية تحقيق كييف نجاحا في ساحة المعركة حتى لو حشدت 3 ملايين شخص وشنت حرب تحرير وطنية، ويعود ذلك إلى القدرات والتشكيلات العسكرية الروسية.
وبحسب الصحيفة فإن النجاح في مواجهة روسيا يتطلب من أوكرانيا حشد حوالي 3 ملايين شخص، مبينة أنه "ليس هناك سوى طريق واحد للمضي قدما عبر شن حرب جدية كأنها حرب تحرير وطنية".
وأشارت الصحيفة الألمانية في مقالها المنشور خلال الثلث الأخير من شهر أغسطس 2023 إلى أن التقلص في عدد سكان أوكرانيا أمر صحيح، ولا يزال هناك أقل من 30 مليون شخص، بحيث يمكن فقط أن يتم إيصال العدد الإجمالي للقوات المسلحة في البلاد إلى 3 ملايين فرد.
ووفق الصحيفة: فإن امتلاك أسلحة عالية الدقة وشن ضربات الطائرات المسيرة قد تؤدي إلى نجاح ملموس لأوكرانيا في هذه المعركة. و"يمكن أن تكون فعالة فقط في حال تمكنوا من تحديد أهداف ذات أهمية استراتيجية، وهي ليست مهمة سهلة. لأن وجود الأقمار الصناعية الاستطلاعية لدى روسيا ونقلها للمعلومات حول الحركة الفعلية حتى للدبابات فرادى.. ناهيك عن التشكيلات العسكرية الكبيرة.. هذا كله يجعل من المستحيل إجراء مناورات سريعة من شأنها السماح للقوات المسلحة الأوكرانية بالنصر في ساحة المعركة من دون أن تتكبد خسائر فادحة".
ووصف كاتب المقال ساحة المعركة بأنها "شفافة وغيرت كل شيء". موضحا أنه بإمكان الروس أن يشاهدوا التحرك الأوكراني في الوقت الحقيقي وأن يحشدوا المزيد من قواتهم في مواجهته.
كما وجهت الصحيفة اللوم لقوات كييف التي "بالغت في تقدير" إمكانيات دبابات "ليوبارد" الألمانية الثقيلة، والتي "أصبح الكثير منها صيدا سهلا" لمجمعات صواريخ "كورنيت" الروسية المضادة للدبابات.
وتابع المقال: "عندما بدأ الهجوم الذي طال انتظاره من أوكرانيا، لسوء الحظ، تم تدمير بعض دبابات ليوبارد باهظة الثمن، والتي كان من المفترض في الواقع أن تعمل على تمهيد الطريق أمامتقدم القوات".
وأكدت مقالة "فيلت" أنه "بالنسبة للاقتصاد الروسي، فإن الأخبار ليست قاتمة بما فيه الكفاية. وأن الحرب لن تنتهي بسبب استسلام روسيا الاقتصادي"، واختتمت: "على عكس الصين، فإن روسيا قادرة على تزويد نفسها بالطعام والوقود وعموما تقوم بإنتاج كل ما تحتاجه تقريبا".
الخيارات الصعبة
كتب الإعلامي الألماني جوليان ريبك، إن كييف لم يبق أمامها سوى الخيارات الصعبة لإنهاء النزاع مع روسيا، محملا الغرب المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي بلغته أوكرانيا.
وكتب في مقال نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية خلال الثلث الأخير من شهر أغسطس: "أوكرانيا باتت في وضع متدهور ولم يبق أمامها سوى الخيارات التي تتناقض مع رغبتها لإنهاء النزاع".
وأضاف أنه بالنظر إلى ما وصلت إليه الأمور قد يكون أحد الخيارات هو هجوم مضاد ثان سنة 2024، خاصة بعد اعتراف الدول الغربية الداعمة لكييف، بعدم نجاح الهجوم الحالي، مشيرا إلى أن ذلك ممكن فقط إذا استمر الغرب في إرسال الأسلحة لكييف.
وأكد أن الخيار الأكثر "فظاعة" بالنسبة لأوكرانيا هو إمكانية شن القوات الروسية هجومها الشامل.
وفي الوقت الذي تكبدت فيه أوكرانيا خسائر فادحة في الأرواح والسلاح، ودمر الجيش الروسي معظم الأسلحة الغربية التي وصلت إلى كييف، تتحدث تقارير غربية عن انهيار القوات الأوكرانية وفشل الهجوم المضاد واستنفاد كييف قدراتها على مواصلة القتال.
في كييف أكد ميخائيل بودولياك، مستشار مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن أي وقف لإطلاق النار سيمثل "انتصارا لروسيا، وهزيمة كبيرة للعالم الغربي"، مجددا المطالبة بمزيد من المساعدات العسكرية الغربية لبلاده من أجل "مواصلة الحرب ضد روسيا". مشيرا إلى أن ذلك سيعني أيضا "انتصارا شخصيا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين".
وأضاف بودولياك أن أي وقف إطلاق نار سيكون أيضا "نهاية النظام الأمني العالمي القائم".
وأشار إلى أنه لا يمكن أن تكون هناك "أي عملية تفاوضية في ظل الوضع الراهن"، مشددا على أن "الوضع الراهن يجب تغييره في ميدان القتال".
الربيع المقبل
سخر المحلل السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية، لاري جونسون، من نية كييف شن هجوم مضاد جديد بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواتها، وتقدم الجيش الروسي مستفيدا من هذا "الهجوم".
وقال: "طالما يتلقى نظام كييف التمويل والدعم من الولايات المتحدة، يمكنه الحفاظ على وهم تنفيذ عمليات عسكرية في أرض المعركة، لكن على أرض الواقع قوات كييف عاجزة عن توجيه أي ضربات فعالة ضد القوات الروسية، ناهيك عن تراجع قدراتهم العسكرية بشكل سريع".
ولفت جونسون إلى أن قوات كييف تخسر يوميا أعدادا كبيرة من الجنود المدربين، إلا أن نظام زيلينسكي لا يمتلك ما يكفي من الجنود ليحلوا مكان القتلى.
وانطلق الهجوم الأوكراني المضاد في الـ4 من يونيو 2023 على عدة محاور في جنوبي دونيتسك وزابوروجيه.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات كييف تكبدت في هجومها المضاد خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، أكثر من 43 ألف قتيل، وعشرات آلاف القتلى في المواجهات التي سبقت ذلك.
جاء في تقرير نشر في واشنطن يوم 15 أغسطس على موقع تابع للحكومة الأمريكية: بدأ الاستراتيجيون العسكريون، وصانعو السياسيات في الدول الغربية، التفكير في الهجوم الأوكراني المضاد للعام المقبل، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا التحول في التفكير يشير إلى أنه من المرجح أن تستمر المعركة ضد القوات الروسية من وقتا طويلا.
وصرح إيفو دالدر، الذي كان سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، "أعتقد أن هناك إدراكا في الإدارة بأن أوكرانيا لن تستعيد كل أراضيها في أي وقت قريب".
وفي الوقت الذي تقول فيه روسيا إن الهجوم الأوكراني المضاد "فشل"، ترى الدول الغربية أن "الوقت لا يزال مبكرا للحكم على مدى نجاح هذه العمليات العسكرية".
ويجادل القادة العسكريون وصانعو السياسات لدى حلفاء أوكرانيا بالفعل في مسألة ما يمكن تحقيقه خلال الأشهر القليلة المقبلة وكيفية الاستعداد لصراع طويل الأمد.
وتهدف كييف الآن لتتويج هجومها الحالي بمكاسب كافية حتى تظهر لمواطنيها الأوكرانيين والداعمين في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، أن دعمهم في محله ويجب أن يستمر.
ويواصل البنتاغون تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة - أحدثها ذخائر عنقودية - ويزيد الحلفاء من القوة العسكرية لما يزودونه بأسلحة مثل صواريخ كروز التي تطلق من الجو.
وفي هذا الصيف، كان المسؤولون الأمريكيون وغيرهم من الغربيين يأملون في أن يؤدي الاختراق الأوكراني الكبير إلى تراجع القوات الروسية بما يكفي حتى يحضر الرئيس، فلاديمير بوتين، إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت هذا الشتاء لإجراء محادثات جادة حول نوع من التسوية. ويقول دبلوماسيون إن فرص حدوث ذلك تبدو الآن ضئيلة.
وبدلا من ذلك، تعمل روسيا على تعزيز دفاعاتها المادية في أوكرانيا، وإضافة المزيد من الجنود وزيادة إنتاج الذخيرة والأسلحة. ويعمل الغرب أيضا على تنشيط الصناعات العسكرية، مما يزيد من احتمالية حرب استنزاف طويلة الأمد.
ويتطلع الاستراتيجيون إلى عام 2024 بآمال تتمثل في أنه بمرور الوقت - حتى مع تعزيز روسيا للعوائق أمام الهجمات الأوكرانية - يمكن للقوات الأوكرانية اكتساب المهارات والخبرات التي تسمح لها بالتغلب على القوات الروسية.
ويمكن لأوكرانيا أن تستمر في القتال حتى الشتاء، رغم أن الأمطار والثلوج تؤدي إلى إبطاء تحرك المعدات الثقيلة مثل الدبابات، لكن القوات الأوكرانية أثبتت فعاليتها حتى الآن بالعمل على استخدام معدات أخف.
وذكر، غوردون سكيب ديفيس، اللواء المتقاعد من الجيش الأمريكي، والذي شغل منصب نائب مساعد الأمين العام لحلف الناتو سابقا، "يواصل الجيش الأوكراني التكيف بشكل أسرع من الجيش الروسي".
وأضاف ديفيس: "مع مرور الوقت، ستوظف أوكرانيا في النهاية المزيد من الألوية المدربة والمجهزة من قبل الناتو، بينما ستكافح روسيا للحفاظ على معدل إطلاق النار وتماسك خط المواجهة".
مصاعب الجبهة
بعد ستة أيام من التقرير السابق نشر في نفس الموقع الأمريكي التقرير التالي: تتناقص خيارات أوكرانيا في هجومها المضاد الذي وصف بأنه أمل كييف الحاسم لاستعادة أراض كبيرة من القوات الروسية هذا العام.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه بعد أكثر من شهرين من القتال، يظهر الهجوم المضاد علامات على التوقف، كما تتقدم القوات الروسية في الشمال وتأخرت خطة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات أف-16 الأمريكية الصنع.
ويؤجج عجز أوكرانيا عن إظهار نجاح حاسم في ساحة المعركة المخاوف من أن الصراع أصبح مأزقا وأن الدعم الغربي قد يتآكل.
وتوقع تقرير استخباراتي أمريكي سري جديد أن يفشل الهجوم المضاد في الوصول إلى مدينة ميليتوبول الرئيسية في جنوب شرقي البلاد هذا العام.
وفي واشنطن، من المتوقع أن تتضخم الدعوات لخفض المساعدات لأوكرانيا في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وأفاد محللون للصحيفة أن روسيا وأوكرانيا تحاولان استنزاف بعضهما البعض أكثر من محاولة تحقيق اختراقات كبيرة في الجبهة. كما إن نافذة الوقت المتاحة لأوكرانيا للقيام بعمليات هجومية هي محدودة.
وفي عام 2022، لم تحرز القوات الأوكرانية تقدما يذكر. وفي شهر يوليو توغلت القوات الأوكرانية في سترومايورسكي وهي أول قرية تسترد منذ أسابيع مما أثار الآمال في أن يكون التقدم انفراجة تغير الإيقاع بمشاركة قوات الاحتياط التي دربها الغرب.
لكن استغرق الأمر ثلاثة أسابيع أخرى قبل أن تحرر القوات الأوكرانية قرية أوروزاين المجاورة، ويقال إنها تكبدت خسائر فادحة.
ويقول المحللون للصحيفة إنه في حال لم يحدث شيء مفاجئ، أو تحصل كييف على مجموعات أسلحة قوية للغاية قادرة على تغيير التوازن، فمن الواضح إن خيارات أوكرانيا تبدو محدودة جدا.
إمدادات الأسلحة الغربية
ذكر تقرير لقناة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن "الهجوم المضاد الأوكراني، الذي بدأ في يونيو 2023، اصطدم بالجدار الروسي (خطوط الدفاع الروسية). وقبل بدء الهجوم، وصلت أسلحة من الحلفاء الغربيين إلى أوكرانيا بأنواع مختلفة كدبابات ومدفعية ومعدات أخرى".
ونقلت القناة عن الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الولايات المتحدة، برادلي بومان قوله: "لقد أرادوا تحقيق نتائج بالأمس، لكن ذلك لم ينجح عندما تواجه جيوشا مثل الروس".
وأفاد التقرير: "يطالب الكثيرون في كييف بمقاتلات غربية مثل طائرات إف-16، لكن مجرد إرسال هذه الطائرات إلى أوكرانيا لن يغير الوضع بين ليلة وضحاها. سيستغرق الأمر شهورا، إن لم يكن سنوات من التدريب للاستفادة الكاملة من هذه المقاتلات باهظة الثمن".
وأعرب الجنرال المتقاعد بالجيش الأسترالي، ميك رايان، عن رأيه بأن "هذه الأسلحة ليست رصاصات فضية. لا يوجد نظام سلاح واحد سيحقق النجاح. يمكن تحقيقه عندما يكون لديك العديد من أنظمة الأسلحة المختلفة على الأرض وفي الجو".
وفي وقت سابق، أفادت شبكة "سي إن إن" بأن المسؤولين العسكريين في الجيش الأمريكي، يشككون كثيرا في إمكانية نجاح الهجوم المضاد الأوكراني، وخاصة بعد الخسائر الفادحة التي يتكبدها نظام كييف.
وأوضحت "سي إن إن"، أنه "طيلة عشرة أسابيع من القتال، بقيت الخطوط الأمامية على حالها. في الوقت نفسه، كما يشير المحللون، إلى أن استمر الهجوم المضاد الأوكراني لفترة أطول، زادت فرصة فشله، وزاد تكبد الخسائر".
وأشار المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لاري جونسون، إلى أن قوات كييف ستوقف القتال بعد شهر بسبب أمطار الخريف والأضرار التي لحقت في المعارك بالأفراد والمعدات، مضيفا أن الجيش الأوكراني يعاني من خسائر فادحة لدرجة أن موجة جديدة من التعبئة الإجبارية في أوكرانيا ستكون قريبة.
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية، عن ضابط عسكري أمريكي درب القوات الأوكرانية، أن "الناتو" أمل وتوقع من الهجوم الأوكراني المضاد حدوث معجزة وعدت بها كييف.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن الإخفاقات في الهجوم المضاد أدت إلى تبادل الاتهامات بين كييف وحلفائها، مشيرة إلى أنه ربما "قد حان الوقت للتفكير بجدية أكبر حول الخطط طويلة الأمد للحرب، وبالتالي فإن البت في مسألة التسوية السلمية بشأن أوكرانيا قد يكون خيارا مطروحا".
تكتيكات الحرب الأمريكية
تناول تقرير في مجلة "نيوزويك" الأمريكية ما ذكر أنها أسباب فشل تكتيات الحرب الأمريكية في أوكرانيا، ويشير إلى أنّ تدريب حلف شمال الأطلسي للقوات الأوكرانية لم يكن ناجحا كما كان مأمولا.
ذكر محللون في مجلة "نيوزويك" الأمريكية يوم 7 أغسطس، إن "تكتيكات الناتو الجديدة التي تم تدريب القوات الأوكرانية عليها بسرعة تفشل، لأن أوكرانيا لا تهيمن على السماء".
وأدرجت القوات الأوكرانية مؤخّرا أسلوب حلف شمال الأطلسي القتالي في قواتها المسلحة، إلى جانب المعدات الغربية التي وصلتها، مثل الدبابات والعربات المدرعة التي قدّمتها الولايات المتحدة.
لكن تقريراً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أشار كذلك إلى أنّ "تدريب حلف شمال الأطلسي ربما لم يكن ناجحاً كما كان مأمولاً".
وكتبت صحيفة "التايمز" البريطانية أنّ "الجيش الأوكراني وضع جانباً في الوقت الحالي أساليب القتال الأمريكية، وعاد إلى التكتيكات التي يعرفها بشكل أفضل".
وبحسب مجلة "نيوزويك"، هناك سبب رئيسي واحد لذلك، وهو أن "دول الناتو تقدّر الأسلحة المشتركة، حيث تعمل جميع مكونات الجيش معا، ولكن لكي يعمل النهج الغربي بفعالية، فأنت بحاجة إلى جميع العناصر، والعنصر الرئيسي في ذلك هو القوة الجوية"، وفقا للعقيد المتقاعد في الجيش البريطاني هاميش دي بريتون جوردون.
ويقول خبراء إن أسلوب حلف شمال الأطلسي في القتال، الذي يعتمد على السيطرة على السماء، لم يختبر إلّا في السنوات الأخيرة في الساحات التي كان للحلف فيها تفوق جوي.
إذ "لم يشهد أي عضو حيّ في القوات المسلحة للناتو قتالا قريبا لما شهده الأوكرانيون خلال الأشهر الـ 18 الماضية، فطريقة حلف شمال الأطلسي في الحرب البرية لم تختبر بجدية ضد خصم دولة كبرى"، يؤكد ديفيس إليسون، المحلل الاستراتيجي في مركز لاهاي للدراسات الأمنية.
وأضاف أنّ "القوات المسلحة الأوكرانية خضعت لتدريب سريع للتخلص من عقيدة الحقبة السوفياتية، وهو أمر لا يختلف كثيرا عن الأساليب التي تستخدمها قوات موسكو"، ولكنه لفت إلى أنّ "بعض عناصر هذه العقيدة الراسخة تختلف اختلافاً جوهرياً عن الطريقة التي تعلم بها القوات الغربية أوكرانيا الآن القتال، وذلك إضافة إلى نقص هائل في الأفراد ذوي الخبرة تعانيه كييف".
ويتساءل المحللون في الصحافة الغربية منذ فترة طويلة عما إذا كان تدريب أوكرانيا سيترجم إلى نجاح في ساحة المعركة، ومع تحقيق مكاسب صغيرة فقط في أسابيع من القتال ضمن الهجوم الأوكراني المضاد، واجهت أوكرانيا انتقادات بسبب بطء وتيرة التقدم، وهناك مخاوف بشأن أداء كييف أمام دفاعات موسكو المتحصنة في شرقي وجنوبي أوكرانيا.
الاقتصاد الأوروبي
تتعزز المطالب في غرب أوروبا بضرورة إيجاد تسوية سلمية والتخلص من التحكم الأمريكي في السياسة الأوروبية وفي هذا الاطار صرح رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون في بودابست يوم 20 أغسطس، بأن الحرب التي يشنها "الناتو" ضد روسيا في أوكرانيا تدمر الاقتصاد الأوروبي.
وأضاف في الحديث الذي نشرته "وول ستريت جورنال": صمود روسيا أمام العقوبات سيكون موضوعا للدراسة في المستقبل
وقال فوتشيتش: "تدمير السيل الشمالي بشكل مباشر من قبل إدارة بايدن أو وسطائها يقتل الاقتصاد الألماني فقط - وهذا هو أكبر اقتصاد في أوروبا، والباقي بعيدون عنه".
وأضاف الرئيس الصربي: "عواقب ما هو في الأساس هجوم من قبل إحدى دول الناتو على دولة أخرى يتم الشعور بها في جميع أنحاء أوروبا. هذا مجرد جنون، جنون تام. هذه الحرب تضرب الجميع على المدى الطويل باستثناء روسيا".
وفي وقت سابق، صرح الصحفي الألماني، ألبريخت مايير، بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خلفت ضررا أقل بكثير على روسيا مما كان متوقعا سابقا.
وأشار إلى أن وكالة "Scope" الألمانية كانت تتوقع منذ عام أن روسيا لن تتمكن من التغلب على تداعيات العقوبات المفروضة عليها خلال السنوات العشر المقبلة.
وأضاف: "لكن الأمر يبدو بشكل مختلف. ففي نهاية يوليو 2023 رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الروسي للعام الحالي من 0.7 في المئة إلى 1.5 في المئة... وتتابع برلين هذا النمو عن كثب".
يشار إلى أن الاقتصاد الهولندي دخل في حالة ركود حيث انكمش بنسبة 0.3 في المئة على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من 2023، وفقا لتقديرات أولية نشرتها هيئة الإحصاء الهولندية.
وبذلك يكون خامس أكبر اقتصاد في منطقة اليورو قد انكمش للربع الثاني على التوالي، بعد تراجع بنسبة 0.4 في المئة تم تسجيله في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
الركود الاقتصادي كان مدفوعا بانخفاض الإنفاق الاستهلاكي والصادرات، حيث أدى التضخم إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة في هولندا وشركائها التجاريين.
وحذرت وكالة "بلومبرغ" من أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي سيواجه مشاكل ضخمة عام 2024 بسبب تشديد السياسة النقدية، والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة.
ووفقا للوكالة فإن الاقتصاد الأوروبي يواجه خطر حدوث انكماش بنسبة 5 في ألمئة في العام المقبل 2024 في ظل ارتفاع أسعار الطاقة وتقليص إجراءات الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الفائدة.
عمر نجيب