ثلاثة أحداث مر بها البلد في الفترة الأخيرة شكلت هزات عنيفة لحياتنا السياسية وتماسكنا الاجتماعي و أضرت بأمننا الوطني .
تصفية مناضل حقوقي وطني في أحد مخافر شرطتنا وعلى يد من يفترض فيهم الحرص على سلامته وصيانة عرضه وممتلكاته.
انتخابات تشريعية وبلدية وجهوية كشفت إلى أي مدى فشلت تجربتنا الديمقراطية بالنهوض بوعينا السياسي ومدى هشاشة مؤسساتنا الحزبية و عجزها عن منافسة القوى القبلية ذات التأثير القوي في توجيه رأينا السياسي وتحديد خياراتنا الانتخابية.
فوضى النهب والتدمير والسلب التي قامت بها عناصر اجرامية بعضها أجنبي والآخر وطني متلبسة بدم المرحوم جوب ذريعة بعدما تلقت جرعة من التحريض والدعوة للانتقام قادها سياسيون حاولوا زيادة أسهمهم في بورصة السياسة غير مكترثين بما ينجر عن تصرفهم الانتهازي.
الفوضى التي شابت امتحانات ختم الدروس الاعدادية والتي شكلت أول صفعة لمشروع المدرسة الجمهورية وبينت قابلية المجتمع لظاهرة الغش والاختلاس .
هذه الاحداث يترتب على وقوعها مجموعة أسئلة تحتاج الاجابة بعد الدراسة والتحليل:
ما هي مكامن الخلل في منظومتنا الأمنية :أضعف في التأهيل المهني أم ضعف المستوى الماي لأفراد الشرطة ؟
هل ما تزال الشرطة حض آمان أم أضحت مصدر خوف على حياة الناس؟
كيف نعيد الثقة بين المواطن والجهاز الأمني؟
هل تطورنا السيولوجي لا يزال عند مستوى القبيلة ولم نصل بعد إلى مرحلة الدولة الوطنية ؟
هل الديمقراطية التعددية تلائم بنيتنا السسيوثقافية أم أن تجربة الاستنساخ الديمقراطي التعددي تجني على واقعنا وعنف سياسي مارسته النخب الحاكمة على المجتمع بوعي منها أو باكراه من الغير؟
أية مصداقية بقيت لامتحاناتنا الوطنية بعد تكرار عمليات التسريب والفشل في رقابة الامتحانات؟
هل نضحك على أنفسنا عندما نربي قادة المستقبل على خصال الغش والتزوير ثم نطمح للتطور على أيديهم؟
بدل التفكير والتمعن في هذه الاحداث وما ينبغي أن يترتب عليها من استحقاقات يتم دفع الجمهور إلى معارك هامشية تنسيه وجع الأحداث وتشغله عن المطالبة بالاستحقاقات ،تارة يثار بصوتية لشرائحي يسب شريحة أو انفصالي يطالب باستقلال ذاتي أو كلام لمرجع ديني يخرج من سياقه ليعيد بنا إلى حقب تاريخية تحيي امجاد البعض وتحط من قيمة الآخر وفق معايير وسلما اجتماعية لم يعد لها من ذكر سوى في مخابر الأنتربلوجيا.
إلى متى سنظل ضحية لفن الالهاء.
شيخنا محمد سلطان.