إني قد كنت ومنذ قدمت استقالتي من حزب التحالف الشعبي التقدمي في أواخر التسعينيات من القرن الماضي وأنا أحاول أن أنأى بنفسي عن الصراعات السياسية ذات الطابع القبلي في بلادنا !
وللتاريخ فلقد خضت نضالا طويلا منذ بداية السبعينيات وإلى الآن ، وخلال طيلة تلك المدة فقد زاملت ورافقت وصادقت مئات الشباب والكهول والشيوخ ، وقد كان معظم أولئك طيبين ، ولكن بعضهم للأسف لم يكملوا معي رحلة النضال الشاقة والقاسية والمريرة التي اتفقنا عليها بادئ ذي بدء والتي كانت ستنتهي بقيام حكم وطني وعادل في بلادنا ! وآخر من قد تبقى معي من أولئك فهو عبد الله ولد الطالب الذي كان السبب في افتراقنا تنظيميا وحزبيا لما أصر هو على كونه متجه إلى الانتماء للحزب الجمهوري الحاكم يومئذ وذلك بحجة كون ذلك الحزب يعده (كشكولا ) تتصارع داخل كيانه معظم الحركات السياسية وكل منها تريد لاستحواذ عليه خدمة لمبادئها وكذا أيضا معظم القبائل التي هي الأخرى تعمل فيه لصالحها ما دام مؤسسي ذلك الحزب مبادئهم إن كانت لديهم مبادئ ؟ تنحسر في جمع المال عن طريق الوظيفة أو الصفقات العامة أو السمسرة وغير ذلك من أدوات جلب المال بأي وسيلة ولو كانت غير شرعية !
أما أنا فقد كنت ومازلت أعتقد بأن مؤسسي ذلك الحزب مجرد عصابة تتفق على نهب المال الوطني في ظل غيبة تامة للعدالة والإنصاف وكذا تكافؤ الفرص . وبالتالي فمن ينتمي لذلك الحزب بالنسبة لي فهو راكن للظلم حسب الآية الكريمة " ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "
ورقم خلافنا السياسي فقد ظلت علاقتنا أنا وعبد الله ودية للغاية يغذيها التقدير والاحترام المتبادلين .
وهنا وبعد هذا السرد وكوني قد بلغت مرحلة من العمر متقدمة ولله الحمد ، فإني أقدم شهادة للتاريخ تتعلق بكون عبدٍ الله قد كان مخلصا لمبادئه الناصرية وعمل بمقتضى ذلك من اجل كل مايخدم العمل الناصري وكونه أيضا ظل نقطة اتصال بين الناصريين وأباواب منزله العامر إن شاء الله مشرعة لاستقبالهم وكذا خدمته لهم ما أمكنه ذلك !
ورقم ما سبق فإن عبد الله رغم ما بذل من جهد في جمع شتات الناصريين واعدادهم لجمع كلمتهم حول قيام حزب ناصري مغاير لما عليه حال معظم الأحزاب الوطنية الحالية !
إلا أنه ضمن مجموعة بعضها لا يرغب أصلا في وجود حزب ناصري لحاجة في نفس يعقوب حيث رفضوا فكرة قيام الحزب ! أما عبد الله فلا يمانع في قيام حزب ناصري إن توفرت شروط قيامه ، كما صرح لي بأن عدم حماسه لنشأة حزب ناصري يظهر من جديد في الساحة الوطنية يعود إلى كونه لا يرغب في ميلاد حزب قزم ربما يحط من مستوى ما يتصور الرأي العام الوطني عن حزب يحمل بعض أفكار المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر !
والآن وكون عبد الله يخوض معركة انتخابية ضمن تخالف من احزاب غير ناصرية فإنه بمجرد وجوده هو في ذلك التخالف فإنه سوف يضيفي إليه لونا ومسحة ناصريتين لاشك فيها . وذلك لكون عبدالله ولد الباهن سوف يكون فاعلا وهو يجالد خصومه السياسين في هذه العملية الانتخابية بكل ما أوتي من قوة ، وإن كان ينقصه - للأسف - بعض الأدوات المناسبة للتغلب على بعض صعبات هذا الظرف الإستثنائي بالنسبة له !
وفي الأخير فإني أتمنى على الأخ عبد الله بأنه بعد إيضاح الرؤية وبعد انقشاع غبار حملة الانتخابات بأن يؤوب إلى قواعده الأصلية بغض النظر عن نتيجة الأنتخابات وسيجد أذرعهم وصدورهم كاملة لاستعداد لاحتضانه ووضعه في المكانة التي تليق به ويستحقها بنضاله الناصري السابق في اتحاد طلابنا في المغرب وفي موريتانيًا خصوصا مرحلة تصحيح وضعية الناصريين وكذا دوره المتميز لمًا كان عمدة لمدينة گرو أوحاكما لمقاطعة تجگجة وغير ذلك من مواقفه النبيلة !
وألا يعود أبدا وتحت أي يافطة لحزب ( الغبن ) المدعو تفاؤلا حزب الإنصاف ! ومما يصدق وصفي السابق لهذا الحزب فهم ترشيحاته الحالية تلك المخيبة لآمال معظم المنتسبين إليه !
ذ / إسلمو محمد المختار