أيها الفاعلون في الأمتين المذكورتين أعلاه فكيف تغطون في نومكم العميق على أرائكم الوثيرة ويداعب جفونكم النوم وأنتم تشاهدون الأطفال الرضع والنساء والشيوخ تسحب جثامينهم من تحت الأنقاض المتراكمة جراء انهيار المباني بسبب هذا الزلزال المدمر !! خصوصا في الجانب السوري المحاصر أصلا ومنذ أكثر من عقد من الزمن وذلك من طرف بعض إخوته للأسف وكذا من بعض الدول العربية والإسلامية وذلك كما يبدو إرضاء للغرب الحامل لواء الدفاع عن إسرائيل سواء كانت ظالمة أو مظلومة ، لا لشيئ آخر مؤكدا منه سوى ما قد ذكرت آنفا !!
علما أن تركيا كانت أفضل وضعا من سوريا بسبب وجود بعض أراضيها واقعا في القارة الأوربية وكذا كونها أيضا عضوا فاعلا في حلف شمال الأطلسي ، كما أن لها دورها الذي تلعب دائما كوسيط سياسي دولي بين دول الغرب والشرق من جهة . وكذا أيضا بين الدول العربية نفسها من جهة ثانية ،
كل هذا وذلك جعلها تتلقى المساعدات الفورية من معظم دول العالم وكذا العرب خاصة وذلك بعد حدوث الزلزال مباشرة !
أمًا دولة سوريا والتي بسبب الحصار المفروض عليها والذي يعود معظمه إلى كونها لم تستسلم وهي صاغرة لدولة إسرائيل دونما قيد أو شرط !! والتي قد تركها بعض أشقائها العرب وكذا إخوتها المسلمون أيضا شبه ضحية لتلك العزلة الدولية والمجاعة الناتجة عنها مما سهل للدمار الشامل الذي حل بها جراء هذا الزلزال الأخير بأن يوغل بالإضرار في شعبها ! والتي حتى الساعة لم تتلقى سوريا أي مساعدة تذكر بعد حصول هذه الكارثة لكي تمكنها ولَو جزئيا من جبر بعض الأضرار التي حلت بشعبها وكذا بنيتها التحتية !!
إن سوريا الدولة العربية الإسلامية التي لولا الروس الأرتدكس الذين لديهم قاعدة عسكرية في أراضيها . وكذا الإرانيون الفرس ذو المذهب الشيعي الآملين إلى نشره لا نهارت دولتهم على عروشها ! ولحلت مكانها تلك ال دويلات التي سوف تمثل فسيفساء بعضها تابع لداعش وتوجه تلك الدول التي قد كانت وراء نشأة حركته وكذا تنظيمه والتي مازالت تؤمنهما وتمويلهما !
وبعضها يدعي الأنتماء للمذهب السني كالقاعدة و النصرة ومن ورائهما من أنشأهما وأمنهما ومولهما ومازال كذلك
وربما ستنشؤ هنالك أيضا دويلة شيعية تحتضنها دولة إران وتمولها وتدافع عنها !
ثم أيضا خلق أكثر من دويلة مسيحية سواء كانت كاثلوكية أوابروستنتية وحتى أورتدكسية ! إن كل ذلك قد خطط له سابقا وبإحكام شديد من أجل أن ترتاح إسرائيل بهذا الوضع من مجرد احتمال حصول أي عمل قد يكدر صفوها !
وذلك من أجل التفرغ لاحقا وبعد تطبيع بقية الدول العربية معها إلى تقديم طلب استرجاع ما تعتبره حقوقها التاريخية المدعية بها على المملكة العربية السعودية !
وفي ختام هذه العجالة الكاشفة لما قد حصل وهو مازال قائما للأسف الشديد أن يراجع الإخوة العرب وكذا غيرهم من المسلمين أنفسهم ويستفيقون من تخويف الغرب وترويعه لهم وأن يوجهوا خوفهم ذلك ورعوعهم من الله عز وجل وحده ! كما عليهم أن يستغلوا ظروف فرصة هذا الحدث الجلل لليعودوا إلى رشدهم وذلك فلر بما باحتضانهم لجارحة منهم هي تلك التي تدعى الجمهورية العربية سورية ، لكي يتمكنوا لاحقا من تضميد جراحها ! كما عليهم كذلك أيضا أن يمدوا يد العون والمساعدة لأشقائهم في الدولة التركية التي عليها هي الأخرى أن تسثمر كامل طاقاتها المتعددة من اجل قيادة تلك الدولة الإسلامية المنتظرة التي تدعي هي نفسها العمل من أجل عودتها ، والتي لا يمكن قيمها بشكل فاعل من دون وحدة الأمة العربية لكونها ستكون مستقبلا - كما كانت تاريخيا - هي قلب تلك الإمة النابض ، ولكي يتمكن بذلك بقية أطراف الدولة الإسلامية المنشودة بأن يلتحم بعض أجزائها ببعض لتكون بعد ذلك دولة مكتملة الأركان والشروط والتي سيمكنها تكاملها الأتصادي ذلك وكذا الثقافي من منافسة الدول الكبيرة . بل ربما متفوقة على معظمها بعقيدة العدل والمسواة التي قد كانت تختص بها وحدها دون معظم دول العالم حاليا على الأقل . ورغم غياب تلك الخصائص أيضا عن معظم الدول الإسلامية والعربية الحالية للأسف الشديد !
اسلمو ولد مانا .