قانون “نوبك” على محك تاريخي

أربعاء, 2022-10-26 19:10

تعكف لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي الخاصة بمشروع قانون “نوبك” على محاولة تمرير مشروع هذا القانون الذي يعني (لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط) ويتيح هذا القانون رفع دعاوى قضائية ضد منتجي النفط على خلفية قرار أوبك+ تقليص انتاج النفط مليوني برميل عن المستوى السابق، وحظي مشروع قانون “نوبك” بتأييد أغلب أعضاء اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، ويحتاج المشروع إلى اقرار من مجلسي الشيوخ والنواب (الكونجرس) ثم يوقعه الرئيس ليصبح قانونا ساري المفعول، وعندما يكون ساريا فمن خلال هذا القانون يمكن مقاضاة أعضاء أوبك وحلفاءها أمام المحكمة الاتحادية الامريكية؟! فهل سيتم تمرير قانون “نوبك” للضغط على الدول المصدرة للنفط وحلفاءها في أوبك+؟ وهل يتيح الظرف الدولي تمرير مثل هذه القوانين؟ وما مدى تأثيراتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية؟؟

العلاقات الدولية وكما هو معروف عنها مرهونة بالمصالح المتبادلة بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير ومراعاة ظروف الدول الأخرى الصديقة، كل هذه الاعتبارات وغيرها ينبغي مراعاتها في العلاقات الدولية أما التعامل أحادي الجانب فهو سلاح ذو حدين قد ينجح في بعض أحيانا ولكنه لن يستمر دائما مع الأخذ بالاعتبار الظروف والتحولات الدولية .

ينظر الى مثل هذه القوانين على أنها ممارسات إبتزاز وضغوط على بعض الدول الصديقة، وإن كان أغلب القوانين لم تمرر أو بالأحرى لم تنفذ كقانون جاستا على سبيل المثال، وحول قانون “نوبك” قالت المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض جين ساكي في أعقاب تمرير لجنة مجلس الشيوخ لمشروع القانون: “أن الادارة الامريكية لديها مخاوف من التداعيات المحتملة والعواقب غير المقصودة لا سيما في ظل ازمة أوكرانيا، وأضافت “أن البيت الأبيض يدرس القانون”، بينما قالت المتحدثة الحالية باسم البيت الأبيض مارين جان بيير: ” أنه سيتم اجراء مراجعة للسياسة” ولكنها لم تقدم تفسيرات إضافية لنوع هذه المراجعة والتقييم للمرحلة المقبلة .

أعتقد أنه من الصعب تمرير قانون “نوبك” لما له من تداعيات ستلقي بظلالها على خارطة التحالفات الدولية برمتها وستحدث تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة ليس فقط في اطار العلاقات الدولية بين الحلفاء بل قد يطال ضررها بشكل أوسع الولايات المتحدة الامريكية لان الزمان يتغير سريعا ولأن الاوضاع الدولية مختلفة والأهم أيضا أن الدول تضع مصالحها الوطنية في أولوية علاقاتها الدولية ولا يعنيها كيف ينظر الآخرين الى تلك العلاقات .

خميس بن عبيد القطيطي كاتب عُماني

[email protected]