في جولة استقرائية سريعة، يمكن القول إن شهر رمضان في الغالب يكون ٢٩ يوما؛ ومن النادر جدا أن يصل إلى الثلاثين. ولا أعلم الغيب ولست من أهل الفلك، ولا أحب تحاذقهم ولا تنطعهم، ولكن بتتبع تاريخ الشهر مما كتب لنا حضوره ومشاهدته، يمكن القول بكثير من الثقة إن رمضان ٢٩ هو العادة ، أما رمضان ٣٠ فنادر.

ونتذكر إدعاءات الفلكيين باستحالة رؤية هلال رمضان لهذا العام، وكذا أيضا هجمتهم الشرسة قبل عامين في رفض أي تحر لهلال شوال (عيد الفطر ، مايو ٢٠٢٠)، ثم شاهده الغرب الإفريقي كله، فعبسوا ووجموا ثم تولوا خجلين. وتسمّر الكثيرون في موريتانيا غالب ليلتهم واللجنة الوطنية للأهلة متلكئة في قبول شهادات متواترة من مستفيضة في كرفور وفي أنحاء البلد، فقد كاد الفيلق الفلكي بترهاته وتكاذيبه يرغمها على رفض ثبوت هلال شوال.

وفي العام الفارط نجحوا في إرباك اللجنة، وقامت إلى ما يشبه الجلسة الخاطفة، ثم أعلنت أنها لم تتوصل إلى ما يثبت رؤية الهلال، وقال البعض إنها لم تتحر بما يكفي لتقصي الرؤية في أنحاء البلد كله.

اللجنة مؤتمنة كما قلت في مناسبة سابقة، ويجب أن تقوم إلى عملها بتفان وإخلاص ودون مراءاة أو محاباة، وأن لا تهتم أبدا لما يقوله الفلكيون ومن سار في دربهم. عليها أن تتثبث وأن لا تتعجل ولا تتسرع، وسواء كان العيد غدا أو بعد غد، فالمهم دائما هو التحقق بالوسائل الشرعية المعروفة وبالعين المجردة، أما ما سوى هذا فلا يلتفت له ولا يعتد به، فقد بان تهاتفه وكذبه في مناسبة سابقة، وبسم الله والحمد لله والله أكبر .
———————————-

#رَمضَان_1443

الكاتب الصحفي سيدأحمد أعمر محم