رمضان في مخيلة طفل!

أحد, 2022-04-03 00:01

يفرح الأطفال بقدوم رمضان وينخرطون بنشاط وفضول في الأجواء الرمضانية الماتعة. ويحضرون -وبمستوى محتشم ومؤدب نوعا ما- مأدبة الإفطار في جزئها الأول، لكن ما يلبثوا غير قليل حتى يحدث عراك أو صفع وتناوش للظفر بالفتات خصوصا إذا خلت المائدة من الكبار.

وإذا تبلغ الطفل من حضور مائدة الافطار، تاقت نفسه إلى السحور وتشوّق إلى بلوغ هذا الوقت. لكن كيف السبيل للاستيقاظ في هذا الوقت العصي من الليل؟ يحاول هذا الصبي بوسائله الخاصة أن يدرك وقت السحور. ويظن أنه اتخذ كل الإجراءات الضرورية لذلك. لكن لا يشعر بشيء إلا وقد أصبحته أنوار الشروق ما قبل الطلوع فيصاب بخيبة أمل كبيرة. ويكرر المحاولة وبنفس الشروط السابقة لكن يلقى نفس المصير من التحسر والتوجع.

ويقرر الطفل تغيير شروط بلوغ وقت السحور، ولا يدري في البدء كيف يكون ذلك. ثم فجأة، يعلم أن هذا الأخ (أصديف) والذي يسكن معنا وهو كأحدنا أو ربما أقرب يستطيع أن يمد يد المساعدة. ويتعهد لك علنا وبقوة أن يوقظك إلى هذا الوقت الذي لا تحسب أن أحدا يمكن أن يدركه.

وتنام إلى جانبه وقد أوصيته وأخذت عليه عهدا جديدا بأن لا يفوت لك لحظة السحور. ولا تعلم شيئا ولا تفطن له، إلا وهو يهزك هزا عنيفا والنار موقدة، فتطير من مرقدك، وتحتسي الشاي على الفرن، وتتناول حليبا ساخنا وقد جلب للتو، ثم تسكب شيئا منه على الكسكس وتتناوله هنيئا مع الذي كان سببا في هذه السعادة الغامرة الهزع الأخير من الليل.  ولا يذكر هذا الصبي في خياله صورة وادعة مترعة هنيئة كلحظة السحور هذه والتي كانت يتيمة ووحيدة ولا تزاحمها أخرى في ذكريات رمضان أيام الصبوة.

#رَمضَان_1443

الكاتب الصحفي سيدأحمد أعْمَرْ محم