تخوفات من احتدام الصراع السياسي في ليبيا

سبت, 2022-04-02 12:42

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن ليبيا لا تزال تعيش أزمة سياسية خانقة نجمت عن فشل إجراء إنتخابات رئاسية نهاية العام الماضي لأسباب عديدة، وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تكليف حكومة الاستقرار الليبية بقيادة فتحي باشاغا، من قبل البرلمان، فإنها لم تتمكن، حتى الآن، من دخول العاصمة طرابلس لممارسة أعمالها من هناك، واكتفت بإصدار البيان المندد بمنافستها حكومة الوحدة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، بقصد احتواء المواطنين.

 

يُشار إلى أنه نشأ تحالف بين قائد الجيش خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح وفتحي باشاغا رئيس الحكومة الجديدة منذ أسابيع، ليحتد الخلاف ويتعمق الشرخ القائم بين الليبيين إثر ذلك. حيث ينقسم الشارع الليبي بين مؤيد ومعارض لخليفة حفتر، فالبعض يرى أن حفتر هو الشخصية الأمثل والأقوى لإنهاء حالة الفوضى وعدم الإستقرار التي تعيشها البلاد، أما البعض الآخر يرى أن حفتر يسعى لتولي سلطة مطلقة على ليبيا، للتمتع بحصانة تمنع الجهات المحلية والدولية من ملاحقته ومحاسبته على جرائم الحرب المنسوبة إليه ولقواته منذ عام 2016.

 

وأوضح أن تحالف المصراتي باشاغا مع حفتر، خلق له مشاكل جديدة وأعداء في الغرب الليبي بدلاً من الطمأنينة لأن مجمل الليبيين في مناطق الغرب الليبي لا يثقون بحفتر وينظرون إليه كطامح للسلطة. ويعتبرون أن ترشحه للرئاسة في الإنتخابات الأخيرة قد أفشل إجراءها مما أعاد البلاد الى نقطة الصفر في الحوار الوطني، ويهدد بإندلاع نزاع مسلح جديد.

 

وفي السياق، احتدم التوتر بين خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، بسبب عدم صرف رواتب منتسبي الجيش المسيطر على شرق البلاد رغم مرور ثلاثة أشهر على استحقاقها وطالب ممثلو القيادة التابعة لحفتر، عبر اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" بصرف مرتبات منتسبي القوات المسلحة دون أي تأخير. 

 

وحذّرت قوات حفتر، من أن استمرار قيام حكومة الدبيبة، التي تتخذ من طرابلس بغرب البلاد مقراً لها، بحجب وإيقاف صرف رواتب منتسبي "الجيش" قد يترتب عليه انهيار المسار العسكري والعودة إلى مربع الفوضى.

 

من جهة أخرى، كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأحد عن تعهد حفتر بإرسال مرتزقة إلى روسيا لدعم الجيش الروسي في عملياته العسكرية التي بدأها في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي، وتشير تقديرات إلى أن القوات المنضوية تحت قيادة حفتر نصفها من ميليشيات متطرفة ومرتزقة من دول إفريقية.

 

في حين نفى اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قائد قوات حفتر، صحة تقارير إعلامية عن زيارة الأخير إلى روسيا مؤخراً أو إعطائه وعداً لموسكو بإرسال متطوعين للقتال معها في أوكرانيا. حيث قال في مؤتمر صحفي: هذا "كلام غير منطقي ومجرد أكاذيب وادعاءات".

 

ويرى الخطاب، بأن حفتر وكما يسميه البعض "أمير الحرب" متعطش للسلطة في ليبيا ولن يوفر جهداً في سعيه إليها، ولكنه كما فشل سابقاً في هجومه على طرابلس، سيفشل الآن إن أراد معاودة الكرّة والعودة الى العمل العسكري، فالعالم يقف مع الحوار الوطني وحل المشاكل والخلافات بالطرق السلمية والتحركات ضده في المحاكم الدولية إلا سعي دولي من أجل إزاحته عن قيادة الجيش وإبعاده عن السلطة في البلاد.

 

المصدر : alrahaalhalarab