لماذا حصار" كييف" في أوكرانيا، أكثر إيلاما علينا نحن  العرب من الحروب على  اليمن، وغزة، والضفة الغربية، وشمال سورية، وشرق ليبيا، والصومال؟! / د. إشيب ولد أباتي

اثنين, 2022-03-07 14:50

إن الإعلام العربي التجاري الرخيص، قد حجز المقاعد للمشاهدين المندهشين  باسلوب الإثارة، والتشويق، والتعاطف مع الصهيونية، وامتداداتها اليهودية، والنازية في أوروبا، وأمريكا، ما حمل الاعلام الصهيوني في فلسطين المحتلة على التنازل عن رسالته الاعلامية تجاه النازيين الجدد في أوكرانيا طالما الرأي العام العربي، يتشكل عبر الاعلام الموجه، وليس الحر لدى "المطبعين" من المتصهينين في الوطن العربي.!

وحتى أنت(،،،)، وكتابك المحترمين، لم يسلموا من الترنيم على أهازيج الترويج للحرب التافهة بالنظر لأولويات العرب فيما نعانيه في الوطن العربي من تحديات داخلية، وخارجية التي تدافع عنها الإمبريالية الغربية التي نشق مزاراتنا في النعي غير المبرر على الموتى المتوهمين في أوكرانيا التي " تصايحنا "النعاب المأجور على أموات غيرنا، متناسين أمواتنا، في الضفة الغربية، وفي غزة، وفي اليمن، ولما ترتوي من دمائنا شرايين الصهاينة، وأمركا، وبرطانيا، وفرنسا، واتباعها،، وغاب عن  المشاهد التي تشيب لها الولدان، كتابنا الميامين الملتهين ب" الزفة" وصفا، وتحليلا، وتخمينا، وتهويلا لما يجري في بلاد اصحاب العيون الزرقاء، والشعور الصفراء، والقدود الناعمة، جنبا الى جنب مع المشاعر الملتاعة نحو العاب الاطفال المرفودة  من، واليهم، أينما ارتحلوا في القطارات، والسيارات الفارهة، أو حلوا بالمحطات، ومراكز الحدود التي كشفت عن هوية الوعي الأوروبي(الحضاري)، و(الحداثي)، و(المعاصري)..في أوروبا اليوم، وغدا، كما هو بالأمس، وأمس الأمس..!

ولم تخن الذاكرة من شاهدوا بألم، الحروب الصهيونية على غزة منذ 2009 الى معركة سيف القدس الأخيرة، والحرب الظالمة على اليمن منذ سبع سنوات، والحروب على العراق منذ تسعينيات القرن الماضي،، والحرب الكونية  السرمدية على سورية منذ عشر سنوات،، ولا خدشت الذاكرة عن استحضار الحرب على ليبيا لاسترجاع مجد فرنسا التاريخي في القتل، والتدمير في بلاد العرب، وافريقيا،، ولم يغيب  الحاضر، تاريخ امريكا في بصمته الهمجية لاستعادة الإبادة، وقتل الابرياء في الصومال العظيم منذ ثلاثين سنة،،!

ولكن الذاكرة رغم هذا الحضور الفاجع، والمدمر لوعينا الجمعي جراء مواجهة غير كفؤة مع الغرب الذي قضى على مجتمعاتنا، وحداثتها المتنامية، ونظمها السياسية" المارقة" على الغرب الامبريالي،،!

 ولكن كتابنا العرب أجرموا في حق أمتهم حين ألهبوا مشاعرنا المحترقة من قبل هذه الحرب الانتقامية للانسانية على من لايعرفون للقيم معنى، رغم ما تلوكه ألسنتهم من الفاظ  جوفاء، وآهات فارغة من الألم المفتعل، والدموع الغاسلة لأخلاق الغرب الغريزية، وحيواناتهم المسترسلة في المراهنة على اخضاع الشعوب، والسيطرة على مقدراتها،، واستلاب وعي نخبها من الكتاب، وأشباه الكتاب، والمثقفين، واشباه المثقفين من اعلاميين، وناشطين، ومستأجرين من باعة التحليلات العمياء التي لا ترى، لكن تسمع مطيعة لتغرق بمواقفها المنكرة، وسائط  التواصل الاجتماعي، فيخيل للمواطن العربي العادي، أن فلسطين، واليمن، والشام، وبلاد الرافدين، ليست وطن الأمجاد للأسلاف، والأجداد لأمة العرب، وإنما كان وطن العرب، هي بلاد الاسيلافيين الأوكرانيين..!!

ويبقى السؤال الذي لم يجد اجابة في جميع ما كتب ـ ويكتب ـ عن الحرب الانتقامية للانسانية، هو: 

ألا ترون أن ما  كتبتم عن المجازر في مجتمعاتنا العربية منذ إعلان "دولية" صهيون في ال1948 الى الآن، أقل من ثلث ما كتبتم في مناجاتكم المأجورة على الأوكرانيين السيلافيين خلال عشرة أيام فقط ؟!