رأت النور مؤخرا صفحة يقال إنها تتبع للمكتب الإعلامي للرئاسة وتواكب نشاطات السيد الرئيس وتنشر بعض الأخبار وإن كان بدون زخم كبير أو لمسات فنية بديعة وظاهرة.
سمعنا في الخريف الماضي أن صحفيا من الجماعة المحظورة في مصر ومن فلول الجماعة هنا في موريتانيا قد كُلّف بإدارة المكتب الإعلامي للرئاسة وحتى هذه التسمية غريبة ودخيلة ومن قاموس الجماعة والتنظيم الدولي الإخواني (المكتب السياسي، مجلس الشورى والتكاذيب المعروفة)، وكان من الحصيف تجنب أي مصطلحات قد تثير اللبس واللغط. لكن للأسف يترك الأمر لفلول لم تك أبدا ظهيرا في دعم الشيخ الغزواني، ولم تشارك بشكل جدي إبان مسيرته المظفرة إلى منصب الرئاسة.
تعيين مدير مكتب الرئاسة الإعلامي لم يعلن في وسائل الإعلام الرسمية كما هو الحال في تعيينات الرئاسة، وربما ذلك لأن منصبه في درجة أقل من مستشار أو مكلف بمهمة، وبحثت كثيرا لأقف على آثار له أو كتابة تشفع له في هذه الترقية وهذه الثقة، فلم أقف على أي مقال أو معالجة جدية رصينة تشهد له، فقلت ربما خروجه عن صف الجماعة يورثه تلقائيا أن يتبوّأ مكانا ما خصوصا أن "جماعته الراشدة" ما فتئت تتلقى الهدايا والمكاسب مذ غادرت مواقعها إبان الحراك الذي سبق الانتخابات الرئاسية الماضية.
وكنت أتصور أن الرئاسة لن تترك لغريب في الفكر والممارسة أن يشكل فريقا على مقاسه وحسب تخرصاته، بل تقوم إلى عملية غربلة وتمحيص في الكفاءات الموريتانية التي ساهمت وبشكل موثق ومثبت في مسيرة صعود السيد الشيخ الغزواني إلى سدة الحكم. فهمت قبل أيام أن المكتب الإعلامي-بحسب معجم الجماعة- قد شكل، وفي نطاق ضيق، وعلى حين غفلة وفي ظلمة من الليل البهيم دون أن يعلم أحد ودون إتاحة الفرصة للطاقات الشابة أن تأخذ مواقعها المناسبة والمستحقة.
لا يزكي المرء نفسه ولا يمتدحها وفي الغالب عليه أن يتجنب كل مدح أو ثناء أو إطراء، لكن ربما إن خشي ظلما أو خاف غمطا، فلا بأس أن يبين بعضا مما يكره.
تلقيت بمزيد الحبور والسرور نبأ ترشح الشيخ الغزواني للرئاسة وكتبت أن الخير وموريتانيا مقترنان ومصطحبان وأنهما سيواصلان صحبتهما المظفرة بانتخاب الشيخ الغزواني. ثم استقبلته في جمع غفير في باركيول ظهر يوم الرابع إبريل ٢٠١٩، وشرفني المحفل المجتمع بأن أتولى المنصة وتوزيع الأدوار الخطابية، وقمت إلى عملي بأحسن ما يكون.
ثم عملت على كتابة صورة قلمية عن السيد الرئيس المترشح بعنوان إشراقة ضياء وبشارة رخاء وهي موجودة نصا وصوتا وفي كل ركن، يكفي للباحث أن يضعها في محرك البحث وسيراها ظاهرة عالية وبلمسات احترافية. ثم وقفت يوم التصويت في أحد مكاتب القرية وكتبت عن هذا اليوم وكيف كان الصراع مع رئيس المكتب وترصده لأن يخرجني من المكتب، فأحسست ذلك منه، فلاينته حتى خرجنا مظفرين لم يمسسنا سوء، وتكبدنا أن تعمد رئيس المكتب إبطال صوت لمرشحنا، لكن في المحصلة حصل على أغلبية أصوات مكتب المركز الصحي في كلير.
وواصلت في خلال السنتين الاثنتين والنصف دعمي ومؤازرتي لمسيرة السيد الشيخ الغزواني للبناء والنماء والرخاء، وسأواصل هذا الدعم من غير شروط ولا انتظار مكافأة، ولا يحز في نفسي تأخر ولا نسيان، ما يحز في نفسي هو أن أرى آخرين يكرمون ويقربون ويجازون وهم لم يقوموا إلى ثلث ما قمت أنا به، وكما قال أبو نواس من قبل:
فـإنْ تُـولِني مـنـك الجَمِـيـلَ، فـأهْـلُـهُ ***وإلاّ فـإنّـي عــاذرٌ وشَـكُــورُ.
———————————-
رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الكاتب الصحفي : سيدأحمد أعْمَرْ محم