مما أثارته التدوينة السابقة، وبغض النظر عن بعض تفاصيل المعتقد والممارسة التي لم ولن يتفق عليها اثنان ممن يتناولون الموضوع، فقد قصدت أن أسجل الملاحظات التالية عن الطرق والحركات الصوفية ورجالها:
- كل علماء البلد تقريبا قديما وحديثا متصوفة إلا النادر.
- الطرق الصوفية هي أكبر من ساهم في نشر الإسلام بإفريقيا وبعض من أوروبا وأمريكا وآسيا ولا زالت، ولها الفضل الأكبر في ذلك.
- الطرق الصوفية كانت رأس الحربة في قيادة المقاومة مسلحةً وغير مسلحةٍ ضد الإستعمار في بلادنا وإفريقيا المسلمة، ومشايخها وقياداتها دفعوا ثمن ذلك غاليا.
- بعض الممارسات أو الأقوال التي يُشنع عليهم خصومهم - وبأي اتجاه- هي محدودة وليست مما يُكفر به أو يُخرج من الملة، ولا يُستمع فيها لمن لا يدرك كنهها وخلفياتها، فالرمزية رديف التصوف منذ نشأته، ومع ذلك فهذه المسلكيات والمعتقدات لا تلزم أحدًا، وربطها بالشيخ حمداً أو الشيخ آياه فيه من التعسف الكثير، فهي سلوك وأقوال لا تخلو منها مدرسة إسلامية، وأحاديث غلاة "السلفية" عن مشايخهم وقياداتهم وما ألفوا حولهم من خوارق وكرامات لا حصرله.
- أخيرا فالمتصوفة لم يقتلوا أحدًا، ولم يفجروا مسجد مخالفٍ لهم، ولم يفخخوا سيارة، ولم يهدموا صرحا، ولم يُكفروا مسلما، كما لم يفرضوا آراءهم واجتهاداتهم بقوة السلاح، بل قدموها للناس اختيارا وبكامل حريتهم، وتَمنع عليهم قواعد تربيتهم أن يتلفظوا بألفاظ نابية بحق أي كان.
لذلك شكلوا تجربة تعالت على التباين العرقي والفكري واللغوي، وكانوا دوما سفراء سلام.