إننا في الماضي القريب أيام الحكم العسكري لبلادنا لم يكن بإمكاننا الإعتراض على أي تصرف سياسي يصدر من الحكومة ، أو من رئيسها شبه المنتخب !
والآن وبعد أن فرض الغرب نوعا من الحريات العامة على دولتنا أصبح لدينا هامش من الحرية يسمح لنابمجرد التساؤل - ولو همسا - عن أسباب تصرف ما يصدر عن ذلك الرئيس شبه المنتخب ، أو من أحد أفراد حكومته !
ومن تلك التساؤلات - المشروعة - التي ظلت مكبوتة لدينا يدور بعض منها حول أسباب تعيين السيدة المحترمة الناهة بنت مكناس كوزيرة .
وهل تم ذلك على أساس كفائتها العلمية أم خبرتها الإقتصادية ؟ أم نبوغها السياسي ؟ أو تم كل ذلك على اعتقاد مجرد التفاؤل بإرث والدها المرحوم حمدي ولد مكناس الدبلوماسي المشهور ؟وزير خارجيتنا الأسبق المحترم ! وهل ترثه الناهة وحدها في السياسة بالفرض والتعصيب ؟ أم هوناك من يشاركها في ذلك الإرث ؟ !
وربما يقول البعض فلم ذلك التساؤل الذي ظل يدور حولها هي وحدها دون غيرها من أولئك الوزراء الذين يثار اللغط الكثير حول تعيينهم ؟!
ويرد البعض قائلا بأن ما لفت الأنتباه نحو السيدة الناهة دون معظم أولئك الوزراء ، هو عدم كفائتها في إدارة بعض الوزارات التي عينت على رأسها . ومن جهة ثانية الأخطاء التي ارتكبتها في بعض أسفارها المثيرة للجدل :
مثل سفرها إلى ليبيا حيث أشيع أن البرتكول الليبي قدعزلها عن بقية أفراد وفدها في تلك الإستضافة ! وإن كان ذلك الأمر قدحصل فلماذا تتقبله هي ؟
وما هو الغرض منه أصلاإن كان قد حصل ذلك فعلا ؟ !
ثم سفر ها الثاني نحو مصر حيث لوحظ عليها يومئذ من طرف المصريين عدم وجود مساعدين معها يتولون عنها شؤون الشحن وغير ذلك من الأعمال التي لا تناسب وظيفتها كوزيرة لدولة تقلد الغرب في معظم سلوكه واطواره !
الملاحة الثالة والتي سببت الكثير من الحرج للشناقطة عموما وهي ظهورها في السودان الذين تعودوا إستقبال حجاجنا وعلمائنا في أحسن هيئة واحترام . فإذا بهم يرون بأم أعينهم إحدى سيدات الشناقطة -وإن كانت وزيرة - وهي في حالةجلسة لا تخلو من شبهة التبرج وإلى جانبها كاتب الرئيس الأسبق البشير ، والذي من المفترض أنه غير محرم لها ، والذي يبدو أن دواعي التحفظ قد رفعت بينهما هي وهو في تلك الجلسة على الأقل شبه الحميمية ! ومن المعلوم لدينا أنه " من قد
وقع في مواقع التهم اتهم " !
أما الملاحظة الأخيرة والتي قصمت ظهر البعير فتتعلق بزيارتها الأخيرة إلى دبي - قصد ترميم مايمكن ترميمه - مما أفسدته تلك الموظفة المقايضة وظيفتها بوظيفة عمدة ( مقامة ) كما يقال ، في تلك المقاطعة التي ربما لايعرف معظم سكانها مجرد إسم السيدة الوزيرة ! كماأننا بالأمس القريب قد شاهدنا السيدة الناهة وهي تتجول في القسم الموريتاني من معرض دبي 2020 expo صحبة وزير إماراتي شاب كما يبدو في زيارة مجاملة لها ، وإذا بها مبهورة بلقائه رغم أنه يصغرها سنا وهي شبه عاجزة عن النطق أمامه باسمه وحتى باسم وزارته ، كما شاهدناها ايضا وهي تتلعثم في حضرته ، وكأنها فتات قاصر في بداية المراهقة قد وجدت نفسها فجأة أمام صهرها (والد زوجها ) لا تعرف بالضبط ماذا تقول أمامه !
إذا فماهو سبب ذلك الأرتباك وكذا صوتها ( المستزوي ) الأقرب إلى الغنج العذري منه إلى الحديث السياسي بين وزيرين متكافئين ، وما سبب ذلك الأرتباك ياترى ؟ إذا لم يكن الأنبهار بالمكانة الدولية والإقتصادية والمالية للإمارات ، ومدى الفرق الشاسع بيننا وهم في كل شيء ! إذن فلايوجد مبررمعقول غير ذلك ، خصوصا إذا علمنا أن تلك الوزيرة هي الناهة المخضرمة الناضجة التي قابلت من قبل - بعض -الرؤساء والوزراء من مختلف الدول والأعمار ، وهي كذلك التي تربت في بيت وزير خارجية مشهورولمدة طويلة من الزمن !!
ولقد حان الآن الجواب على السؤال السابق القائل فما هو السبب وراء تعيين الناهة بنت مكناس وزيرة ؟ حيث يرى بعض المحللين السيا سيين المغمورين مثلي أن الدافع الأول وراء ذلك هو إرضاء شفقة الغرب على المرأة - التي يريدونهاحاضرة في كل شيئ ، حتى ولو كانت عارية من ورقة التوت فوق خشبة المسرح امام الجمهور - وذلك لتفادي محمد ولد عبد العزيز امكانية طعن الأوربيين في مشروعية نظامه ، وهو القريب عهد بالإنقلابات العسكرية المتكررة !
الأحتمال الثاني فهو استغلال تعيينها كطعم ربما يصطاد به بعض المساعدات من طرف القذافي الذي يقال أنه كانت لوالدالوزيرة حظوة لديه. وربما أشياء أخرى يراهن على تحقيقها داهية جمع المال بمختلف الطرق (محمد ولد عبد العزيز ) !
ثلثا : محاولة دغدغة مشاعر شيوخ حزب الشعب الذي كان والدها أحد فرسانه المحببين لديهم !
والأحتمال الرابع : والأقرب إلى المنطق و المبرر لتعيينها فهو إرضاء سكان الشمال عموما ، واهل انواذيبو خصوصا ، لمكانة والها لديهم ، كمعظم الموريتانيين يوم كان وزيرا للخارجية .
أما استمرارها في كل الحكومات المتعاقبة والتي عينت بعد رئاسة ولد الغزواني يقال أنه كونها من الموالين المخلصين للسيد الرئيس من جهة ، والتي تعد كذلك من جهة ثانية من أكبر الممولين لحملته الماضية ، ومن المحتمل أيضا لتلك القادمة إن شاء الله !
وأخيرا وليس آخرا فإني أرى أن الوظيفة الأكثر تناسبا مع قدرات السيدة الناهة والأقل ارتباطا لها بالخارج - إن كان لابد من الأحتفاظ بها كوزيرة ، أو شيئ من ذلك القبيل ، فعندئذ يستحسن تعيينها كرئيسة لديوان السيد الرئيس، شريطة أن يكون ذلك مقبولا ومرحبا به ملدن السيدة الأولى مريم بنت الداه ، لأن موافقتها شرط وجود لتحقيق ذلك الأمر !
ذ / إسلمو محمد المختار مانا .