في السابق لم تكن لدينا تلك الأهمية التي تحتاجها كرة القدم، قاريا و عالميا ، كتلك التي لدي معظم دول العالم ، و قدكانت نتيجة ذلك أن حصل امران وهما : فإما ان نتخلى عن كرة القدم و متعلقاتها الرياضية نهائيا ونريح أنفسنا ونريح غيرنا ! و اما نعطيها الاهمية التي تحتاجها مثل بقية الدول التي لها شأن في ممارسة تلك اللعبة الدولية المفضلة !
لقد كانت الفترة التي سبقت رئاسة محمد ولد عبد العزيز تتباشر فيها الفرق الرياضية بأيها يكون فريقنا الوطني ضمن الفرق التي تلعب معها ، لأنهم متأكدون من النصر على فرقنا الوطنية و بفارق مريح يجعلهم يحصلون على نقاط تفيدهم في مبارياتهم القادمة!
و ظل الامر كذلك الى ان التفت السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ذات مساء وهو متغير المزاج نتيجة الهزائم المتكررة لفرقنا الوطنية ، و أتخذ قراره المشهور القاضي ( بلوحة) لصالح الفرق الوطنية ، الشئ الذي جعل الوزراء و المدراء و رجال الأعمال الوطنيين يتنافسون في التبرع لصالح الكرة الوطنية ، و ذلك تقربًا من الرئيس محمد ولد عبد العزيز المعروف بسرعة تغير المزاج ليلا يضرب ببعضهم عرض الحائط و يتركهم ضمن صفوف جيوش العاطلين ، وليست مشاركتهم - قطعا - بدافع الوطنية إرضاء ا للضمير الجمعي الوطني المتعطش إلى رؤية فرقنا الوطنية وهي تتألق منتصرة على غيرها من الفرق الدولية .
اما بعد غياب الرجل و انشغال السلطات في ارثه المدمر جراء الفساد المستشري في البلاد و (الملقوم) بالأوبئة القاتلة ، الشئ الذي كان له انعكاسه السلبي على كل الانشطة الوطنيه بما فيها كرة القدم و بقية الانشطة الرياضية الاخري .
و للخروج من واقع وضع رياضتنا المزري الحالي ، فلا يرى في الأفق القريب سوى سلوك احدى الطريقين التاليين: اولهما أن تتخذ الأتحادية الوطنية التدابير التالية التي تمكنها من عقد صفقات مع كل فريق يلعب معه فريقنا الوطني بإعطاء ذلك الفريق ما يريد من اهداف ، ولوعلى حساب مشاعرنا الوطنية ، مقابل اموال طائلة تنفقها الأتحدية على فرقنا الرياضية ، في حالة إنعدام ميزانيات معتبرة تمكن افراد تلك الفرق من التفرغ للرياضة الوطنية من اجل الرفع من مستواها ، لتنال مكانتها بين الفرق الدولية ، علما أن ذلك النوع من العقود غير مشروع بسبب عدم مشروعية موضوعه !
اما السناريو الثاني و هو تعين محمد ولد عبد العزيز على رأس الاتحادية الوطنية للرياضة ، و بالتالي سوف يتولى هو نفسه الصرف على الفرق الرياضية من امواله الخاصة تلك التي لم تكتشف بعد مخابئها ، وذلك بالنسبة له يعد عربونا مناسبا ربما يسهل عودته الى الحياة العامة ، ظنا منه أن الشعب سوف يتناسى ما آل اليه وضع ملفه الجنحي أوالجنائي ! و بذلك ربما يعيدولد عبد العزيز لرياضتنا ألقها الذي وضعها فيه لأول مرة ، والذي قد تركها تتحلى به ، يوم غادر رئاسة البلاد ومعظم انصاره متشبثون به !
و إني لمتأكد بأن صرامة الرجل و عدم تردده في معاقبة من لا يحقق الأهداف التي يرسم له ، يجعله ذلك قادرا أكثر من غيره على النهوض برياضتنا الوطنية المتعثرة حاليا .
و اخيرا اظن ان هذا هو الحل الممكن في الوقت الحالي، و لكن يتطلب الأمر خروج الرجل من محبسه أولا ، ثم تمكينه لاحقا من رئاسة الاتحادية ، اذا قبل بإدارتها و هي الخاوية على عروشها ، الا ان عائدات رئيسها الحالي من نيابته لرئيس الاتحادية الافريقية ، ربما يشجع الرجل على قبول تلك المهمة الصعبة ، التي إن نجح فيها ربما يراها أيضا تمهيدا معقولا لعودة سالكة لكرسي الرئاسة حلمه الأكبر ، وذلك قبل نهاية المأمورية الاولى للسيد الرئيس الحالي ، كما كان يتمنى حسب رأي البعض، أو على الأقل قبل المأمورية الثانية على أبعد تقدير !
ذ/اسلم ولد محمد المختار ولد مانا