ولا ترى في وجه النادل ولا في تقاسيم وجهه أي أسف أو أسى أو تحسر وهو يبلغك بالأمر . ولم أكن أحسب أبدا أن مقهى ذائع الصيت وفي وسط العاصمة وعلى شارع كبير يمكن أن يعزب من عين الرقابة التي تلزمه بتوفير دورة مياه واحدة على الأقل للمرتادين إلا بتمالؤ من شخص ما أو مجموعة. ولو أني لا أعرف بالقطع إن كنا نلزم المنشآت بذلك.
ترى من يتحمل مسئولية خلو مقهى شهير من دورة مياه ؟ ولأي إدارة من إداراتنا تتبع وصاية المقاهي؟ ولم لا يلزموا كل مقهى وكل منشأة على شاكلته بأن يوفر لرواده دورتي مياه إجباريتين ومنفصلتين للجنسين؟
هذا في كل بقاع العالم وبديهي ولا يثير أي نقاش أو جدل أو استهداف! في إسبانيا التي أعرف، يلزم كل محل أو منشأة مهما كانت صغيرة وتستقبل الجمهور أن تتوفر على دورتي مياه للجنسين ولا يحصل المحل على صك مزاولة العمل إلا بعد أن تزور فرقة من البلدية المحل وتتأكد من أنه يستجيب للشروط بما في ذلك دورتي المياه. وقد كنت شاهدا مرة على تأخر منح مزاولة العمل لمواطن موريتاني في محل للتلفون بسبب سوء ترتيب دورات المياه.
لن نستطيع أن نمر إلى المدنية والتحضر والنظام من دون الاعتناء بدورات المياه ( وأي كلام أو تهاون في هذا يبقينا في تصانيف فظاظة وسماجة وقسوة) وإلزام كل مؤسسة أو هيئة تستقبل الجمهور بتوفير وتهيئة دورات مياه نظيفة ومرتبة لراحة المراجعين والمرتادين.
الكاتب الصحفي سيد أحمد ولد أعمر ولد محم