عندما انهزمت المانيا في الحرب العالمية الثانية، اعترفت بالهزيمة ورفعت الرايةض البيضاء، وهكذا أيضا هو الحال عندما انهزمت اليابان، وكلا الدولتين العملاقتين اقتصاديا و صناعيا وعلميا تعتبران اليوم ليس فقط انهما يشكلان كل منهم الثقل التكنلوجي العالمي والعلمي والاقتصادي و الصحي والرفاهية والديموقراطية، ولكن اهم من كل ذلك هو الاستمرار في التطور والتقدم المستمر علي جميع الأصعدة، الذي يجعل من هاتين الدولتين العملاقتين المثل الاكبر للعقلية الحديثة و استمرارهما بالعلو فوق جميع دول العالم بالعلم والتقنية و الاهتمام بالإنسان و رفاهيته في جميع الجوانب.
العرب انهزموا امام اعدائهم في كل معاركهم العسكرية والعلمية وحولوا كل هزائمهم الي نكسات و نكبات وضلوا يتغنون بانهم لم ينهزموا وانما فقط تراجعوا وانهم يجهزون انفسهم للمعارك المستقبلية بتكديسهم للخردة من الأسلحة التي ينفقون عليها المليارات بينما لا ينفقون على العلم والصحة والصناعة .
العرب كأفراد و أيضا كدول هم يحملون العقلية البدوية الرافضة للتطور والرافضة للأ نخراط في المجتمع الدولي ولم يقبلوا ابدا بالاعتراف بأية هزيمة لأن كبريائهم أهم من ان يعترفوا بانهم منهزمون في كل نواحي الحياة، علميا، ثقتيا، صحيا، اخلاقيا، ومفسدون في الأرض، ومنهزمون في كل الحروب التي خاضوها في العصر الحديث وعبر القرون.
اعتقد انه يجب على كل العرب من الخليج إلى المحيط، التوجه بالنقد الذاتي لأ نفسهم والاعتراف بحقيقة الهزيمة وحقيقة هزائمهم كي يصححوا مسارهم الحياتي في المجتمع الدولي.
عندما كل منا، يعترف بانه فشل وانه انهزم في حياته كدول وافراد، لربما نستطيع ان ننتقل إلى مرحلة البناء الصحيح، ومن ثم يجب علينا ان نعلم الأطفال بالمدارس والمعاهد والجامعات باننا مهزومون و باننا لسنا خير أمة أخرجة للناس و أننا مفسدون على وجه الأرض، ومن ثم يجب علينا ان نتعلم من اليابانيين والأ لمان كيف لنا ان ننتصر على هزائمنا باعترافنا بأ ننا أمة مهزومة وقدرنا الهزائم إلى أن يغير الله الأمر.
اخلص إلى قول الله عز وجل ، بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ صدق الله العظيم [الرعد:11]
بروفيسور هادي شلوف أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية