الحرب شبه الدولية على أرض بلاد الشام ... هل وصلنا إلى الخاتمة ؟ البيت الأبيض ومعضلة الحروب بلا نهاية

ثلاثاء, 2021-06-01 04:53

منذ بداية شهر أبريل 2021 تعرف جبهة بلاد الشام حيث تدور منذ منتصف شهر مارس 2011 حرب شبه دولية، حالة من الإستقرار النسبي حيث تقلصت عمليات التنظيمات المسلحة المدعومة سواء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا أو حلفاء آخرين لهم والمناهضة لحكومة دمشق، وكذلك القوات الأمريكية المرابطة في حوالي 10 قواعد ونقط تمركز أغلبها في منطقة شرق الفرات وشمال شرق سوريا والقوات التركية في جيب ادلب وشريط من الأرض على حدود سوريا الشمالية حيث تغيب حتى الآن سلطة دمشق.

هذا الهدوء النسبي يعزوه الملاحظون لأسباب وتطورات وتوازنات جديدة محلية وإقليمية وحتى دولية. دمشق بمساعدة من القوات الروسية وحزب الله اللبناني وقوات إيرانية تمكنت من عكس مسار الحرب وفرض سيطرة دمشق على أكثر من 72 في المئة من الأراضي السورية وزيادة على ذلك واصلت القوات السورية عمليات القضم التدريجي لبقية الأراضي غير الخاضعة لسيطرتها فيما تقلصت القدرات القتالية للتنظيمات المسلحة التي خاضت ما قد يسمى بحرب السنوات العشر وأخذ الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين جلبوا من 82 دولة عبر العالم حسب تقارير للأمم المتحدة في مغادرة ساحة بلاد الشام بعد أن تقلصت فرص استعادتهم لزمام المبادرة على الساحة.

حجم حماس وعزم وأمل واشنطن وتل أبيب وأنقرة في إسقاط حكومة دمشق انخفض، وجهودهم العسكرية في المنطقة أصبحت مكلفة أكثر ومحاطة بالكثير من المخاطر خاصة على ضوء العداء المتصاعد للوجود الأمريكي من جانب أطراف عراقية سواء المتحالفة مع طهران أو غيرها.

الحصار وجهود خنق وتخريب الاقتصاد السوري الذي تقوده الحكومة الأمريكية بمساندة عدة دول غربية على أمل زعزعة سلطة حكومة دمشق لم يثمر وتتمكن دمشق تدريجيا من خرق هذا الطوق.

التوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط فرضت كذلك واقعها على ساحة الصراع حيث وجد البيت الأبيض أنه يفقد المزيد من عناصر التأثير على الأحداث وعلى الأطراف الإقليمية التي كان لها دور في شن الحرب شبه الدولية على أرض الشام.

انشغال الولايات المتحدة بمواجهة التحدي الصيني الروسي لهيمنتها العالمية فرض على قادة البيت الأبيض سواء في عهد الرئيس السابق ترمب أو الحالي بايدن خفض تركيزهم على منطقة الشرق الأوسط وتحويل الجزء الأكبر من قدراتهم نحو الشرق. 

التطور الآخر الذي قد لا يعيره بعض المحللين الاهتمام الكافي هو أنه على ساحة بلاد الشام ضمرت فعالية الأسلحة الأمريكية أساسا وما يوصف بتفوقها، ذلك أنه طوال العشر سنوات من الحرب في بلاد الشام كان على البنتاغون الأمريكي وذراعه المتمثل في الجيش الإسرائيلي استخدام واستقدام مزيد من أحدث الأسلحة التي في حوزته لمواجهة ما تقدمه موسكو من سلاح في سوريا وهو ما مكن من كشف الجزء الأعظم من أسرار الترسانة العسكرية التقليدية للولايات المتحدة وحتى جزء من الترسانة غير التقليدية.

مع قرب انتصاف سنة 2021 تطرح تساؤلات كثيرة حول التطورات القادمة على ساحة بلاد الشام مع اختلاط الأوراق وتقلب التحالفات وموازين القوى وبروز دعوات في واشنطن لإنهاء الحروب التي لا تنتهي خاصة بعد الانتكاسة الغربية في حرب أفغانستان.

رغم أن بعض الأوساط الأمريكية وبعد 10 سنوات من الحرب تزعم أن مصالح واشنطن في سوريا محدودة، فإن الواقع مخالف. البيت الأبيض في نطاق سياسته للهيمنة على موارد الطاقة في الشرق الأوسط يريد السيطرة على سوريا ليضمن خطا آمنا جديدا لصادرات نفط وغاز دول الخليج العربي نحو أوروبا، كما يرغب في حرمان الصين من أحد أهم حلقات مشروعها "الحزام والطريق". سوريا كذلك أساسية في نطاق جهود واشنطن لبناء طوق حصار على روسيا على جناحها الجنوبي الغربي، وردع الأطراف العربية من تعديل تحالفاتها.

 

الإنتخابات الرئاسية

 

يوم الجمعة 28 مايو 2021 أعلن رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السورية دمشق، نتائج الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في سوريا، والتي فاز فيها الأسد لولاية جديدة مدتها سبع سنوات. الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا وإسرائيل أساسا عارضت ونددت بالانتخابات واعتبرتها غير شرعية ولا تساعد على تسوية الأزمة، دول أخرى كروسيا والصين والفيتنام وكوبا وفنزويلا وبعض الدول العربية ساندت وهنأت دمشق.

ملاحظون أشاروا إلى أن التهديدات والانذارات التي وجهت للسوريين اللاجئين في لبنان بعد تصويتهم لصالح الرئيس الأسد، ومنع تركيا وألمانيا ودول غربية أخرى مشاركة مئات آلاف السوريين المقيمين على أراضيها من المشاركة في التصويت تثير تساؤلات حول حقيقة دواعي مواقف الدول الغربية المعادية لدمشق.

في الولايات المتحدة اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إجراء سوريا الانتخابات الرئاسية في موعدها يعد فشلاللسياسة الأمريكية، فضلا عن "تحديها الدبلوماسية الأمريكية وحلفاءها لعقد من الزمن".

وقال السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، للصحيفة: "الانتخابات السورية وتصويت الرئيس السوري في مدينة دوما لهما دلالات غير خافية عن أحد"، موضحا أن "ذلك يعد مؤشرا على فشل الدبلوماسية الأمريكية التي راهنت على إحداث نقلة بعيدا من حكم عائلة الأسد، عبر مسار جنيف السياسي، بإشراف الأمم المتحدة المترهل منذ 7 سنوات من دون أي نتيجة".

وأضاف فورد أن الانتخابات "تدل على غياب أي نفوذ للولايات المتحدة. وإلا، لم يكن الأسد سيستطيع تنظيم مثل هذه الحملة بدعم تام من القوات العسكرية والأجهزة الأمنية".

وأكد أن "القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لا تستطيع إزاحة هذا الشخص".

ورأت الصحيفة أن "السياسة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تشير إلى نية انخراطها بفعالية في سوريا"، وهي لم تعين مبعوثاً خاصاً لها حتى الآن".

في موسكو نشرت وزارة الخارجية الروسية، يوم الجمعة 28 مايو، بيانا رسميا أكد أنه لا يحق لأحد أن يملي على السوريين متى وتحت أي ظروف ينبغي أن ينتخبوا رئيسا لدولتهم، لافتا إلى أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا خطوة مهمة نحو تعزيز استقرارها الداخلي.

وحول الموقف الروسي جاء في البيان: “روسيا ستواصل دعم سيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا وستساعد في القضاء على تداعيات الصراع”.

وحول الموقف الغربي أوضح البيان: “تصريحات عدد من الدول الغربية حول عدم شرعية الانتخابات في سوريا ضغط صارخ على دمشق ومحاولة للتدخل في الشؤون الداخلية”.

 

خيارات متقلصة

 

منتصف مارس 2021 نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالًا للكاتب الأمريكي، ستيفن كوك، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، استعرض فيه الخيارات المتوفرة على طاولة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن التعامل مع أزمة سوريا، مسلطا الضوء على أن تجاهل بايدن للصراع السوري يعد بمثابة معضلة من الناحية الأخلاقية، لكنه من الناحية الإستراتيجية قد يكون له ما يبرره.

ويتساءل الكاتب قائلا: هل يجب على إدارة بايدن أن تتوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد؟ أم هل يتجه العالم إلى استخدام أسلوب يمكن أن يكشف عن انفراجة دبلوماسية؟ هل تعتقد أن الأزمة الاقتصادية التي طوقت لبنان، التي تعد قارب نجاة لسوريا، تقوض الدعم الذي يحصل عليه النظام السوري؟.

وخلص الكاتب إلى أنه لا يريد أحد تقريبا فعل الكثير تجاه سوريا، وهو الأمر الذي يترك صناع السياسات دون خيارات صائبة أو جواب واضح عن كثير من التساؤلات. وربما يكون السبب في ذلك أنه لم يكن هناك تحليل، على الأقل في النقاش العام الدائر على مدار العقد الماضي، لحجم المخاطر التي تواجه مصالح الولايات المتحدة فعليا في سوريا، إذا كان هناك من مصالح في الأساس.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أسهمت ثلاثة أهداف أساسية ترمي الولايات المتحدة إلى تحقيقها في تشكيل سياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط: وهي ضمان التدفق لموارد الطاقة من المنطقة، والمساعدة في الحفاظ على أمن إسرائيل، والتأكد من عدم قدرة أي دولة أو تحالف من الدول على تحدي القوة الأمريكية في الشرق الأوسط بما يعرض المصلحتين السابقتين للخطر.

وبالإضافة إلى هذه الأهداف الثلاث، غالبا ما يلحق بها بعض المحللين هدفا رابعا وهو منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وبافتراض أن السياسة الأمريكية تعتمد على هذه الأسس، فما رأي هؤلاء المحللين وصناع السياسات بشأن كيفية تعامل واشنطن مع سوريا؟.

وبالنسبة لحفاظ الولايات المتحدة على القوة الأمريكية في الشرق الأوسط حتى لا يمكن لأي دولة من دول المنطقة أن تتحداها، يرى الكاتب إن سوريا مستنقع لهذه القوة الأمريكية. ومن المؤكد، أن قادة المنطقة أعجبوا باستعداد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتدخل وإنقاذ حليف من شبه هزيمة.

 

الغوص في وحل سوريا

 

رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تتعهد بالانسحاب من سوريا أثناء الحملة الانتخابية، فإن افتقارها الواضح إلى إستراتيجية خروج قابلة للتطبيق، من المرجح أن يعزز المشاعر الحالية المناهضة للتدخل في الصراعات الدولية.

هذا ما بدأ به المحلل بموقع ستراتفور الأمريكي، ريان بوهل خلال شهر مارس 2021، تقييما للموقف الأمريكي من الصراع السوري الذي قال إن الحديث عنه عاد إلى الظهور لأول مرة في عهد بايدن بعد أن قصف الجيش الأمريكي المليشيات العراقية المدعومة من إيران على الحدود العراقية السورية في البوكمال يوم 26 فبراير 2021.

ولفت الكاتب إلى أن بايدن، على عكس سلفه، لم يضمن أجندته قضية الانسحاب من سوريا، لكنه على الرغم من اقتراح وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، وغيره من كبار المسؤولين بإدارته أن تصبح واشنطن أكثر انتظاما في الدبلوماسية لمحاولة إنهاء الحرب السورية، فإن بايدن لم يقدم سياسة واضحة من شأنها أن تخلق الظروف المناسبة لجعل الانسحاب الأمريكي من سوريا ممكنا عن طريق تنشيط عملية التفاوض مع دمشق.

وأضاف أن إستراتيجية البيت الأبيض في سوريا لا تزال تركز على مسار للتفاوض والمصالحة الوطنية لا يرجح أن ينجح، وهو يهدف إلى منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، مع تأمين الحقوق الإنسانية والسياسية لحلفاء الولايات المتحدة مثل قوات سوريا الديمقراطية.

وأرجع الكاتب سبب عدم ترشيحه لنجاح مثل هذا المسار إلى كون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يظهر أي اهتمام بالمفاوضات التي يجريها مع فصائل المعارضة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، إذ يرى أن ذلك من شأنه إضعاف قوته شديدة المركزية.

ورأى الكاتب أن مهمة الولايات المتحدة ستظل راكدة ما لم تتم عبر حل تفاوضي أو تستجد ضرورة للأمن القومي الأمريكي، مما سيغذي الدعوات إما إلى الانسحاب الجزئي أو الكامل للقوات الأمريكية من المشرعين والناخبين الأمريكيين المهتمين بإنهاء حروب بلادهم الطويلة في الشرق الأوسط.

وفي نهاية مقاله، قال بوهل إن روسيا والحكومة السورية دأبتا على مضايقة القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، حيث مناطق السيطرة معقدة وتكون غالبا غير واضحة، في محاولة لتقييد تحركات القوات الأمريكية وإقناع واشنطن بأن مواقعها في سوريا تهدد بحدوث صدامات مع موسكو ودمشق يمكن أن تجر الأمريكيين إلى حرب أخرى لا تحظى بشعبية.

 

دور تركي أكبر

 

تقدر مصادر رصد أوروبية أنه في مقابل إدراك أمريكي بتقلص الدور الذي لا يزال في إمكان إسرائيل القيام به على الساحة السورية لأسباب مختلفة، هناك آمال متصاعدة في البيت الأبيض بشأن دور تركيا التي تولت منذ سنة 2011 القيام بأهم أوجه الحرب شبه الدولية، والتي لها مطامح وأهداف تفوق الدور المناط بها بصفتها حليفا للولايات المتحدة.

اعتماد واشنطن على العامل التركي في الصراعات الدائرة في المنطقة العربية يواجه تهديدات منها التقلبات غير المتوقعة في سياسة الرئيس أردوغان، وفي نفس الوقت احتمالات سقوط أسهم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وتولي قوى حزبية تركية السلطة في أنقرة وتخليها عن الالتزام بتنفيذ كل ما تطلبه الادارة الأمريكية من توجهات في المنطقة العربية وسوريا على وجه خاص، وكذلك شكل العلاقات مع الكرملين.

جاء في تقرير نشر في واشنطن يوم 27 مايو 2021:

تشوب العلاقة بين روسيا وتركيا 3 خلافات "مستترة"، بمعنى أن تداعياتها لم تخرج إلى العلن وبشكل رسمي، بل بقيت خلال الأسابيع الماضية ضمن خانة الأخذ والرد غير المباشر، وهو ما أظهره الجو العام الذي ألقى بظلاله السلبية بصورة مفاجئة، وبسبب تحولات طرأت.

ومن شأن هذه الخلافات بحسب مراقبين أن تعقد "معادلة التوازن الصعبة" التي تسير بها موسكو وأنقرة منذ سنوات، حيث يحاول كل طرف أن يسير بهدوء بموازاة الطرف الآخر من أجل تحقيق المصالح المرحلية. وفي المقابل قد لا تفض هذه الخلافات في نهاية المطاف بالوصول إلى درجة عالية من التوتر والتصعيد، بناء على عدة اعتبارات.

وتتداخل المصالح الروسية التركية في عدة ملفات إقليمية ودولية، من بينها الملفين السوري والليبي، بالإضافة إلى ملفات تصدرت الواجهة مؤخرا وتركزت الأنظار عليها، أولا في أثناء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وصولا إلى التطورات المتعلقة بملف أوكرانيا وبولندا التي أعلنت عزمها منذ أيام شراء طائرات مسيرة بدون طيار من أنقرة.

ويسير الطرفان أيضا في صفقة لشراء منظومة الصواريخ الروسية "s400"، والتي كانت وما زالت حجر عثرة في طريق العلاقات بين تركيا وحليفتها في "الناتو" الولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك تقاطع اقتصادي كبير أيضا، يتعلق بجزء كبير منه باتفاق مشروع خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبيا عبر تركيا، وهو الذي يركز عليه الساسة الأتراك والروس بشكل كبير، ويتداول ذكره كثيرا الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

 

ضغوط خفية

 

فيما يخص الخلافات بين البلدين فكان أولها في مطلع أبريل 2021، بعد التوتر العسكري الذي نشب بين روسيا وأوكرانيا، وما تبع ذلك من زيارة أجراها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة التركية أنقرة، من أجل توقيع اتفاقيات، من بينها عسكرية، وتخص الحصول على توريدات من الطائرات المسيرة التركية.

الزيارة أثارت غضب موسكو آنذاك، وتمت ترجمته بتصريحات لنائب رئيس الوزراء الروسي، يوري يوريسوف بقوله إن روسيا ستدقق في احتمالات التعاون العسكري والتقني في تركيا، إذا باعت أنقرة طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا.

وفي مقابل ذلك صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف تعليقا على تقارير أن أنقرة قد تبيع طائرات بدون طيار لكييف، بأن موسكو حثت الدول المسؤولة، بما في ذلك تركيا، على "تحليل الوضع وتصريحات نظام كييف العدائية التي لا تنتهي" وحذرتها من تأجيج هذه التطلعات العسكرية.

وعلى الرغم من رسائل الطمأنة التي بعثت بها أنقرة إلى موسكو بشأن صفقة الطائرات المسيرة، إلا أن ذلك لم يكن كفيلا بزوال المخاوف الروسية والتحذيرات أيضا، الأمر الذي دفع الأخيرة لخطوة اعتبرت بمثابة الخلاف الثاني.

بعد ذلك وفي 12 من أبريل 2021 أي بعد زيارة الرئيس الأوكراني إلى أنقرة، أعلنت روسيا تعليق جميع الرحلات الجوية الأسبوعية إلى تركيا باستثناء رحلتين، بحجة العدد المتزايد لحالات "كورونا" في تركيا.

وحينها أوضحت رئيسة الصحة العامة الروسية، آنا بوبوفا القرار بالقول إن 80 في المئة من حالات كورونا بين الروس العائدين من الخارج جاءت من تركيا.

تلك الخطوة وعلى الرغم من تأطيرها من جانب روسيا وتركيا في خانة "السلامة الصحية"، إلا أنها تعدت ذلك ووصفت بأنها إجراء سياسي من قبل موسكو، للتعبير عن غضبها من أي تعاون عسكري كبير بين أنقرة وكييف.

وفي عام 2019 كانت أوكرانيا قد اشترت واختبرت طائرات تركية بدون طيار من طراز Bayraktar TB2، وتخطط لتزويدها بذخائر صغيرة ذكية من طراز MAM-L تنتجها شركة Roketsanالتركية، التي تقدم إنتاجات أمريكية وإسرائيلية تحت غطاء علامات تركية.

ويرى الباحث في الشأن التركي، محمود علوش أن تركيا تسعى لتعزيز حضورها في مناطق تعتبرها روسيا "حديقة خلفية" لها كالقوقاز وآسيا الوسطى وشرق أوروبا، وهذا يثير حفيظة موسكو التي تراقب بحذر هذا التوسع التركي.

ويقول علوش في تصريحات لموقع "الحرة": "الأتراك حريصون على عدم تقديم أنفسهم كلاعب جديد مهدد للمصالح الروسية في هذه المناطق، بل كطرف يمكن أن يلعب دور الوسيط بين روسيا وخصومها كما فعلوه في التوتر الأخير بين موسكو وكييف".

ومنذ أزمة إسقاط المقاتلة الروسية في سوريا، أطلق البلدان مسارا جديدا في العلاقات ارتكز على مقاربة التعاون التنافسي بدلا من التصادم.

ويعتبر علوش أن المقاربة المذكورة كانت "فعالة للغاية"، ومكنت الطرفين من تجنب الصدام في أكثر من قضية وتحقيق الحد الأقصى من المنافع، لكنها تبقى غير مستقرة بالمطلق وعرضة لبعض الاهتزازات، خصوصا عندما تتضارب المصالح وتكون فرص التعاون محدودة.

ويشير الباحث التركي: "لذلك نجد أن مسار التعاون يتأثّر صعودا أو هبوطا بحسب تداخل المصالح".

في غضون ذلك لم تتوقف الخلافات "المستترة" بين البلدين على الملفين السابقين، بل انسحبت في الأيام الماضية إلى ملف ثالث فتحته بولندا، بإعلانها شراء طائرات مسيرة تركية نوع "بيرقدار".

هو تطور يراه مراقبون أنه يحمل أبعادا إستراتيجية ومن شأنه أن يثير غضب موسكو مجددا، كون بولندا تقع بالجوار الروسي لكنها ضمن "المعسكر الغربي"، وتشوب علاقتها معها اضطرابات وتوتر مستمر.

الغضب الروسي بدت ارتداداته واضحة على المشهد العام، منذ أيام بعد إحياء تركيا الذكرى السنوية لتهجير تتار القرم والشركس من قبل روسيا.

وقالت الخارجية التركية تعليقا على ذلك: "إن نحو 250 ألف شخص من تتار القرم سلخوا عن وطنهم الأم في ليلة 18 من مايو 1944"، مشيرة: "لا زالوا يواجهون صعوبات ناجمة عن الضم الروسي غير القانوني لشبه جزيرة القرم".

وعلى أثر ذلك هددت روسيا بالرد على تركيا في حال مواصلة خطابها "المغرض" اتجاهها، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "تصريحات تركيا بشأن تتار القرم وشبه جزيرة القرم مثيرة للقلق، إذا لم تتغير هذه التصريحات فسنضطر إلى إثارة المشاكل الدينية والعرقية في تركيا".

 

خلافات ضيقة بسبب الناتو

 

ويستبعد المحلل السياسي الروسي، ديمتري بريجع أن تكون الخلافات بين روسيا وتركيا واسعة، وقد تذهب إلى مناح متصاعدة.

ويتوقع بريجع في تصريحات لموقع "الحرة" أن الخلافات بين البلدين "سوف تبقى في مسار ضيق في الظروف الحالية، لأن عامل الناتو يستمر في التأثير على العلاقات الروسية التركية".

ومع ذلك، يبدو أن أهمية الخلافات المذكورة اليوم أقل نوعا ما "نظرا لأزمة المعاني في التحالف العسكري السياسي الغربي، فضلا عن ظهور أولويات تركيا الخاصة التي تختلف عن أولويات الناتو وأجندة في مجال ضمان الأمن القومي التركي".

ويضيف المحلل الروسي أن أزمة عام 2015 "أظهرت أن وجود مشاريع استراتيجية مشتركة وعلاقات إنسانية وثيقة، السياحة من روسيا إلى تركيا والعائلات المختلطة الروسية التركية، في حد ذاته لا يضمن عدم ظهور أزمات في العلاقات الروسية التركية".

من جانبه يشير الباحث التركي، محمود علوش إلى "قناعة مشتركة" بين أنقرة وموسكو "بضرورة الحفاظ على هذه المقاربة للعلاقات ومنع تأثير أي خلافات في أي قضية على مسار التعاون في القضايا الأخرى، وهذا الأمر يساعد في الحد من أي أضرار على العلاقات ككل".

ويرى الباحث أن "تجارب التعاون في سوريا وليبيا وجنوب القوقاز أثبتت للطرفين أهمية الاستمرار في هذه المقاربة وحمايتها. لا موسكو ولا أنقرة تنظران إلى هذه الشراكة كتحالف استراتيجي، لكنهما لا ترغبان أيضا في التخلي عنها".

أمام ما سبق لم تتضح الصورة الكاملة التي ستكون عليها العلاقة بين تركيا وروسيا، وهما البلدان اللذان يصفان نفسهما بـ"الشريكين" وليس "الحليفين".

وإلى النقطة التي تتعلق بحظر سفر السياح الروس إلى تركيا فيرى المحلل الروسي، ديميتري بريجع أن "روسيا تستفيد من خسارة تركيا السياح الروس، وبذلك تحسن السياحة الداخلية. لكن الحكومة الروسية تفهم جيدا بأن جودة السياحة الداخلية ليست بجودة السياحة في تركيا".

أما بخصوص العلاقات الروسية التركية فاعتبرها المحلل الروسي "جيدة لكنها تعاني من بعض الأزمات، لأن المصالح التركية لا تتقاطع مع مصالح روسيا في الكثير من المواضيع ولاسيما بما يخص موضوع شبه جزيرة القرم".

وتعتبر تركيا شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا وليس من روسيا، وتعتبر السيطرة الروسية كاحتلال، وبذلك يمكن مستقبلا أن تحدث نزاعات بخصوص ملف القرم وملفات أخرى، لكنها "لن تصنع حروب كبيرة".

وبوجهة نظر بريجع: "يجب اعتبار الفجوة الكبيرة في العلاقات الثنائية هي الافتقار إلى إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون العسكري والسياسي والتجاري والاقتصادي بين روسيا وتركيا، على الرغم من أن كل من عملية أستانا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي يتمتعان بإمكانية التنمية".

ويضيف لموقع "الحرة": "على الرغم من أنهم غير قادرين على تحقيق التوازن بين عوامل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إلا أن ظهور أساس مؤسسي في العلاقات الروسية التركية لا يمكن المبالغة فيه".

 

مناورات أنقرة

 

محللون يقدرون أن التوتر بين موسكو وأنقرة سيعرف تصعيداخلال صيف سنة 2021 بعد أن انكشفت مناورات حكومة اردوغانلخداع الكرملين. فيوم 31 مايو 2021 أعلنت تركيا أنها سترحلخبراء الصواريخ الروس، الذين يشرفون على تكنولوجيا منظومةالدفاع الجوي إس 400- التي تسببت في توتر العلاقات معالولايات المتحدة ، إلى وطنهم. 

غير أن أنقرة استبعدت إلغاء منظومة الدفاع الجوي بشكل كلي.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن هذه التصريحات ، التي تأتي قبيلاجتماع مقرر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيسالأمريكي جو بايدن على هامش قمة حلف شمال الأطلسي"ناتو" في منتصف شهر يونيو في بروكسل، يؤشر على استعدادأنقرة للإستجابة لمطالب الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد أعلنت أنه ينبغي على تركيا إنهاء وجود الخبراءالروس في البلاد حيث يتولون مهمة التدريب على استخدامالصواريخ وتجميعها كما اشترطت الغاء الصفقة العسكرية معموسكو.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قال إن المنظومةالصاروخية ستكون تحت السيطرة التركية عندما يغادر الخبراءالروس، وأن أنقرة لن تتزحزح قيد أنملة فيما يتعلق بطلب الولاياتالمتحدة التخلص من منظومة الصواريخ لكي يتم في المقابل رفعالعقوبات الأمريكية.

وذكرت قناة تي آر تي التركية الحكومية يوم الاثنين أن تشاووشأوغلو أوضح أثناء زيارته لليونان قائلا ” صواريخ إس 400- ستكون تحت سيطرتنا بنسبة 100 في المئة وأننا أرسلنا الكثيرمن الفنيين إلى روسيا للتدريب وأن الخبراء العسكريين الروس لنيبقون في تركيا”.

لكن الوزير التركي رفض دعوات الولايات المتحدة إلى عدم تفعيلالصواريخ قائلا إن من غير الممكن قبول دعوات من دولة أخرىإلى “عدم استخدامها” .

غير أن ملاحظين يرون في تصريحات أوغلوا محاولة لحفظ ماءالوجه.

وجدير بالذكر أنه في نهاية شهر أبريل 2021 نشبت أزمة بينروسيا وتركيا بسبب أوكرانيا حيث أرسلت موسكو عددا منالإنذارات إلى أنقرة، بشأن سياسة تعزيز أردوغان لكييف بكلالوسائل.

في ذلك التوقيت كشفت موسكو عن صنعها طائرة مسيرة“انتحارية” من طراز Lancet 3، من شأنها أن تدخل تغييراتكبيرة في الحروب الجوية. في الفيديو الترويجي الرسمي للطائرةالذي نشرته روسيا، قام السلاح الروسي بتفجير طائرة تركية فيالجو من طراز Bayaraktar TB2  بعد ساعات، ذكرت موسكوإنها ستعيد النظر بعناية في التعاون العسكري والفني مع تركياإذا سلمت أنقرة طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا. 

 

حجم المؤامرة

 

خلال شهر مارس 2021 خرج السيناتور الأمريكي السابق "ريتشارد بلاك" ليكشف عن حجم المخططات التي تنفذها واشنطن لتدمير سوريا من دعم المجموعات الإرهابية وسرقة خيرات وثروات البلاد إلى إنزال أقصى العقوبات بحق شعبها وحرمانه من مقومات الحياة الأساسية.

وفي مؤتمر معهد شيللر العالمي في الولايات المتحدة حول عدوانية أمريكا والحرب الإرهابية على سوريا ودور الولايات المتحدة والناتو في ذلك: قال بلاك في كلمة له "أشعر بالذهول من فاحشة العدوان الأمريكي على سوريا" مشيرا إلى أنه "من المهم الاعتراف بعد عشر سنوات من الحرب أن الغرب يحب الإرهابيين الذين يمقتهم الشعب السوري"، موضحا أن واشنطن لا تخوض حربا على الإرهاب كما تدعي بل انها متحالفة بشكل وثيق مع الإرهابيين مثل تنظيم "القاعدة" لتنفيذ أجنداتها السياسية وتدمير الدول التي ترفض إملاءاتها.

وأشار بلاك إلى أن واشنطن وضعت منذ العام 2006 مخططات مفصلة لزعزعة الاستقرار في سوريا تم نشرها على نطاق واسع في أوساط البنتاغون وأرسلت إلى قيادات حلف الناتو مضيفا إن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا هاجمت ليبيا في مارس 2011 ثم سلمت الولايات المتحدة السيطرة على مطار ليبي ثم إلى الأتراك الذين استخدموه لنقل أسلحة متطورة نهبت من ليبيا لتزويد الإرهابيين الذين كانوا يجندونهم للقتال في سوريا"، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أضفى عام 2013 الطابع الرسمي على الدعم الأمريكي طويل الأمد للإرهابيين من خلال التصريح سرا لوكالة المخابرات المركزية بتدريب وتسليح ودفع آلاف الإرهابيين للقتال ضد سوريا وقال: لقد "كانت تلك الجيوش الإرهابية تحت سيطرتنا تماما".

السيناتور الامريكي السابق لم يغفل عن الحملات الدعائية الكاذبة التي كانت تشنها الولايات المتحدة والناتو ضد سوريا واتهاماتهم الباطلة للجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية لإيجاد ذريعة للعدوان على سوريا لافتا إلى أنه وفي العام 2018 اعترف وزير الدفاع الأمريكي حينها جيمس ماتيس بأنه ليس لدى الولايات المتحدة دليل على هذه الاتهامات.

يشار أنه ويوم 27 مايو 2021 ولتخفيف الانتقادات لسياسة واشنطن في سوريا، قرر الرئيس بايدن عدم تجديد الإعفاء الذي سمح لشركة نفط أمريكية بالعمل في شمال شرق سوريا بموجب تعهد الرئيس السابق دونالد ترمب بـ "الحفاظ على إنتاج النفط" في المنطقة.

وتحظر قواعد وزارة الخزانة الأمريكية على معظم الشركات الأمريكية ممارسة الأعمال التجارية في سوريا.

وكان الإعفاء لصالح شركة "دلتا كريسنت إنيرجي" قد صدر في أبريل 2020، بعد أشهر من إعلان ترمب رغبته في إبقاء بعض القوات الأمريكية في المنطقة الغنية بالنفط للحفاظ على السيطرة على أرباح النفط ومنع دمشق من استعادتها.

وتأسست الشركة عام 2019 على يد جيمس كاين، سفير الولايات المتحدة في الدنمارك في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وجيمس ريس وهو ضابط متقاعد من قوة دلتا بالجيش، وجون دورييه جونيور وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة "غلف ساندز بتروليم" ومقرها في المملكة المتحدة.

 

كشف أسرار أحدث الأسلحة

 

يؤكد خبراء عسكريون ألمان في برلين أن أحد الأخطاء الخطيرة للقيادة العسكرية الأمريكية في الصراع على الساحة السورية أنها ومع طول فترة المواجهة أقدمت على استخدام متدرج لأحدث أسلحتها ومدت تل أبيب بها في مواجهة روسيا وما تقدمه من معدات للجيش السوري، هذا الأمر أتاح للجيش الروسي تجربة أسلحته المنافسة والحصول على معلومات لا تقدر بثمن في سباق التسلح العالمي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر إن جيش بلاده جرب أحدث الأسلحة التي يمتلكها وأثبت مواصفاتها الفريدة" في عمليات نفذها في دعم للجيش العربي السوري. 

جاء ذلك في اجتماع عقده، يوم الخميس 27 مايو 2021، مع المسؤولين عن تطوير الصناعات الدفاعية وقادة بالجيش الروسي في مدينة سوتشي.

وأفاد بوتين بأن تحليل الصراعات العسكرية في السنوات الأخيرة وتجارب الجيوش الرائدة عالميا، أظهر مدى ضخامة الدور الذي تلعبه الصواريخ الجوالة والذخائر الموجهة على مختلف المستويات.

كما أشار إلى أن الجيش الروسي "يمتلك أحدث الصواريخ الجوالة بعيدة المدى وراجمات الصواريخ والقنابل الموجهة، التي تمتلك مواصفات فريدة، تجعلها أفضل من نظيراتها الأجنبية".

وأضاف: "تم تأكيد هذه المواصفات في أعمال عسكرية حقيقية أثناء العمليات التي جرى تنفيذها في سوريا".

وأكد الرئيس الروسي أهمية الحفاظ على وتيرة إنتاج الأسلحة الحديثة لاستخدامها واختبارها في التدريبات العسكرية خلال السنوات القادمة. 

وخلال السنوات الماضية، عززت روسيا تواجدها في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية الساحلية على المتوسط غربا، وقامت بتوسيع مساحته ليصبح أكبر قاعدة روسية في المنطقة، الأمر الذي أتاح لها موازنة المكاسب التي تتمتع بها القوات الأمريكية بفضل التسهيلات التي توفرها لها إسرائيل بقواعدها على البحر المتوسطوتلك الموجودة بتركيا.

يوم الثلاثاء 25 مايو 2021 قالت روسيا إنها باتت لأول مرة تملك القدرة على تشغيل قاذفات استراتيجية طويلة المدى مزودة بقدرات نووية من قاعدتها الجوية في سوريا، لتوسع بذلك قدراتها وتتيح لمثل هذه الطائرات التدريب في مناطق جديدة.

وتدير روسيا قاعدة حميميم الجوية في سوريا على ساحل البحر المتوسط، وسبق أن شنت منها ضربات جوية دعما للجيش السوري.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن ثلاث قاذفات قنابل طويلة المدى من طراز توبوليف تو-22 إم 3 توجهت إلى قاعدة حميميم.

وأضافت أنه تم إطالة مدارج الطائرات في القاعدة وتحديث أحدها كي يتسنى لروسيا تشغيل كافة أنواع الطائرات من القاعدة.

وذكرت وزارة الدفاع أن قاذفات القنابل التي وصلت في الآونة الأخيرة ستجري تدريبات في مناطق جغرافية جديدة فوق البحر المتوسط قبل العودة إلى مطاراتها الدائمة في روسيا.

كتب أحد خبراء الأسلحة أن النشر الكامل للطائرة “توبوليف 22 إم 3” في قاعدة حميميم الجوية، سيسمح باختبار كامل للنسخة المطورة من القاذفة في ظروف القتال. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشر القاذفات في سوريا سيعزز نفوذ روسيا في البحر الأبيض المتوسط. إذا نجح الانتشار، يمكن لروسيا إرسال قاذفات صواريخ أخرى إلى سوريا وهو ما سيزيد من المخاطر التي يتعرض لها الاسطول الأمريكي السادس.

عمر نجيب

[email protected]