قال أفصح العرب : هل تحملني أم احملك؟ بمعنى هل تكلمني أم أكلمك؟
وبعد أن قررت مخابرات الاحتلال عدم إعلان منعها الانتخابات الفلسطينية في القدس حتى لا تتحمل مسؤولية تعطيل الديمقراطية في مجتمع أنهكته الحروب ودمرته الجغرافيا . لا يبدو أننا سمعنا بمشاريع انتخابية واضحة حتى الساعة !
ولغاية الآن لم يظهر قائد جديد يرفع شعارات جديدة . ومعظم أسماء المرشحين معروفين وكانوا حتى يوم قريب في أعلى هرم السلطة .
وربما هي حالة عجيبة في العالم \ أن المرشحين لا يتحدثون كثيرا ، بينما يتحدث الناخبون . ويقتصر دور المرشحين على محاولة التماهي مع ما يقوله الناخب !!
التقيت مع عدد كاف من المرشحين .. ولفت انتباهي أنهم لا يتحدثون عن برامج انتخابية ، أو عن مشاريع مقترحة ، أو خطط سياسية مختلفة ، أو خطة إنقاذ اقتصادي محددة . بل يتحدثون عن الفرق بين المرشحين وقادة القوائم فقط . وكأن مشكلة الانتخابات أن يقرر الناخب عاطفيا أي المرشحين أقرب إلى مشاعره .
وحتى اليوم يبدو المرشحين من جميع التنظيمات , نوعان :
-نوع نجح في حياته الشخصية ووصل إلى رتبة عالية وحقق تحسين حال اقتصادي وسيكولوجي ومالي ومادي ومعنوي له ولأفراد عائلته . فترى هذا النوع يعلن نجاح المشروع الوطني وأننا نسير في الاتجاه الصحيح وعلى الجميع مواصلة دعمه . والحقيقة أن المشروع الوطني لا يسير في الاتجاه الصحيح وإنما هو شخصيا يسير في الاتجاه الصحيح . لذاته، ولموقعه ، ولنجاحه في مشروع السلامة الفردية .
-ونوع ثان فشل في تحقيق المستوى الشخصي الذي يطمح فيه ، وفشل لسبب ما في " تسلق " السلم الإداري والوظيفي والاقتصادي والنفسي والمعنوي . فتراه يصرخ أن المشروع الوطني ليس بخير ويسير في الاتجاه الخاطئ ولا بد من تصحيحه . والحقيقة أنه لم يتغير شيء أبدا على المشروع الوطني . بل هو الذي غفل وسار في الاتجاه الخاطئ على سلم التسلق ، ويريد البحث عن فرصة أخرى ليتسلق أعلى وأعلى .
هي ذاتها . نفس التنظيمات ، ونفس الوجوه ، ونفس البرامج ، ونفس الشوارب ، ونفس الأخطاء ، ونفس السيارات ، ونفس القوة ، ونفس الجماعات ، ونفس المساجد ، ونفس الفنادق ، ونفس البنادق ، ونفس وسائل الإعلام ، وحتى نفس الصفحات المزورة ونفس الذباب الالكتروني .
وقوله تعالى " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "صدق الله العظيم.
د. ناصر اللحام