لعويجه (بلدية بنعمان): حراثة وأصالة وتعفف!

أحد, 2021-03-14 22:26
محمد بن مسعود من مزارعي سهل لعويجه

هذا محمد بن مسعود من مزارعي سهل لعويجه الممتد على مرمى البصر، وهو واحد مما يقرب حالا من سبعمائة مزارع وكانوا سابقا في حدود ألف مزارع يفلحون الأرض ويبذرون الحب ويحصدون الحصاد والتعفف، لا يسألون الناس، وإن سألهم الناس جادوا بما في أيديهم، وجودهم  من الأيدي لا من اللسان كما يقول المتنبي.

تسأل محمد المزارع منذ متى وهو يزرع الأرض فيرد عليك بعفوية محلية بالغة ومؤثرة قبل عام أو عامين من اعتقال (أحكيم) صالح ولد حننه. وتستدرك عليه أنه كان في هذا اليوم من هذا الشهر ومن هذا العام فيتهلل مستبشرا ويسأل هل أنت على علاقة به أو معرفة؟ فترد أن كلا، إنما الوطن كله كان على علم بهذا وكان القلق والتوجس يجوس خلال الديار وكنا في صدمة وذهول حين بلغنا عصرا في قريتنا أن المصطفى (العمدة الحالي لكلّير)كان ممن قبض عليهم أيضا في تلك الأيام الحزينة.

وتسأله عن أي أنواع الحبوب يزرع وعن الحصاد فيقول إنه يزرع الذرة البيضاء (بشن) والفاصوليا، أما الحصاد فلابأس به عموما. وتطلب منه أن يعطيك أرقاما فيقول إنه حصد في العام الفائت بضعا وثلاثين مدا (والمد العرفي أربعة كيلوغرامات كما هو معروف، غير مد رسول الله والذي هو ملؤ اليدين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين)، وفي العام الذي قبله بضعا وأربعين مدا.

وقبل الوداع وقد لحظ صاحبي المزارع  أنني مندهش مما سمعت للتو، فيقول كان الأبناء فيما مضى يساعدون وقد ذهبوا في دروب واهتمامات أخرى، إلا أني لم أشأ أن أترك عملي، فهو يحفظ كرامتي ويحافظ على أصالتي وماء وجهي في غير حاجة لأحد أو استجداء له. ولم أفعل غير أن شكرته وودعته، وأنا شديد التعجب منه.

تحياتي لك يا محمد!

الكاتب الصحفي سيدأحمد ولد أعمر ولد محم