لقد لاحظنا في هذه السنوات الاخيرة ان فرنسا بدأت تتنمر او تتسبع على الدول الاسلامية و ذلك من خلال استخفافها بالعرب ، لما رأتهم قد اصبحوا أيتاما بفقدانهم لآبائهم الكبار: امثال المرحوم جمال عبد الناصر و المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز و المرحوم صدام حسين و المرحومين حافظ الأسد و معمر القذافى .
ان ذلك التنمر الفرنسي قد بدأ مع فرضهم الحجاب على المسلمات العربيات و حتى اللائى كن يحملن الجنسية الفرنسية!
الى ان وصلوا أخيرا مرورا بمراحل كثيرة من الاستهزاء بمحاصرة المساجد و إقفال بعضها ، و تحريم ختان الأطفال ذكورا و اناثا، و ذاك من خلال القانون العنصري الجديد المتعلق (بمبادئ الجمهورية )كما يدعون! و كذا منعهم اطفال المسلمين من التعلم في منازلهم كل ما يتعلق بعقيدتهم او دينهم ، و ذلك الان الدولة الفرنسية لا تعلم الدين اصلا لكونها تدعي العلمانية ، تلك العلمانية (المتصهينة) التي تحارب الدين الاسلامي ، في حين تكرم الديانتين المسيحية و اليهودية و ربما المجوسيه و البوذية و غير ذلك من النحل !
ان الدمقراطية و العلمانية اللتان تدعيهما فرنسا موجودتان ايضا في كل من آمريكا و برطانيا و هاتان الدولتان لا تتدخلان ، لأي مواطن او مقيم على اراضيهما في كل ما يتعلق بدينه او عاداته او تقاليده او الزي الذي يختار لباسه و الذي يبيحه له دينه .
اما في فرنسا التي تعودت على ان كل ضغط تمارسه على العرب الا و يجعلهم ذلك يجثون على ركبهم امام (حضرتها ) و يجلسون القرفصاء على ارصفة شوارعها استجداء لرضاها الميئوس منه اصلا بالنسبة لهم !
اذا فما دام الواقع المعيش هكذا و هو كذلك للاسف فإني ادعوا ان كانت فيه صحوة و طنية او غيرة على الدين او الكرامة ان نعامل فرنسا بالمثل ، و ليس ذلك بمجرد مقاطعة بضائعها فحسب ، و انما بفرض الحجاب علي كل انثي فرنسية بلغت السنة العاشرة من عمرها على الاراضي الموريتانية، و كذا غيرها من الدول الاسلامية، و الا يظهر من جسدها الا الوجه او الكفين ، و على كل رجل فرنسي يحل بأرضنا ان يغطي مابين سرته و ركبتيه بالثياب على الأقل حتى ولو كان على شاطئ البحر! و ان توقف البعثات التبشيرية في البلاد و ان تراقب موعظة الرهبان في كنائسهم الفرنسية داخل البلاد الموريتانية و غيرها من البلاد الاسلامية!
فهذا جزء بسيط من مبادئ دين الجمهورية الاسلامية ، ان كانت تلك مبادئ جمهوريتهم الفرنسية ، تلك الجمهورية التي ساهم شبابنا العربي و الاسلامي من مختلف أقطارنا في إنشائها و انتصارها على الملكية الرجعية و كذا في حروبها العالمية التي خاضتها في القرن الماضي !
و أخيرا و في هذه المقام فإني اقول ان فرنسا ( ما يكر فيها الخير )! ،
و في نفس الوقت أهنئ رئيس البرلمان الموريتاني و كذا بعض نوابنا المحترمين الذين هشموا كبرياء فرنسا بوقف التعامل بلغتهم داخل قبة البرلمان الوطني ، التي كانت تعد تلك الرطانة أداة الاتصال الوحيدة بين نوابنا داخل قبة مجلس النواب الموقر للأسف ، و بالتالي يجب احلال لغاتنا الوطنية محل تلك اللغة للقيام بذلك الدور النبيل!
ذ/اسلم ولد محمد المختار