ما هي اوجه الاختلاف عن الذي شاهدناه من انتفاضات الربيع العربي" المؤمرك" في ذكراه العاشرة، وبين "الحوليات" التاريخية؟

اثنين, 2021-01-18 14:01

سؤال يستحث الكتاب من فئات المؤرخين، والباحثين الذين يرصدون التحولات الاجتماعية الكبرى لهذه الأمة التي هي مركز الاحداث الكونية منذ فجر التاريخ البشري، وستبقى الاحداث  الداخلية تصيرها  الى تفاعلات  ذاتية ممضة، لكنها تخرج من تدميرها كطائر" الفينيق" الذي لايموت حسب الاسطورة،، بينما للحروب الخارجية المتحدية للوجود الحضاري للأمة حكايات، واقاصيص تجمع على انها تستنهض الأمة، فتجمع شملها، وتستحثها لإقامة مشاريعها الكبرى لإثبات الذات  الحضارية، وتحديات  تستزيد رصيدها الحضاري،، ولوحة الوقائع التاريخية تستوقف القارئ في قوله صلى الله عليه وسلم عن معركة ذي قار:"هذا اول مرة انتصفت العرب على العجم وانتصروا بي "
لقد كان انتصارا للعرب حين تحالفت" بنو بكر" و" بنو أياد" في تلك المعركة التي غيرت مجرى التاريخ العربي حينئذ،، وغيرها كثير من الوقائع التي شكلت تاريخا حيا، هو مرجعيات بقدر ما هو بشريات تتنزل  بمقاصدها التي توصل ما انقطع في ذاكرة التاريخ، وهي العبر، الحكمية التي تستحضرها الذاكرة الجمعوية،، كمقولة يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى، لرسول الفونسو" ليس ما سمعت عنا، كما سترى" وكان قصده التهديد الذي واجهه  به في معركة "الزلاقة" الخالدة  التي يستحضرها المؤرخون الواعون بدورهم  في استقراء "حوليات" التاريخ التي تنوه بوعي الأمة الذي تتقدم  به حينا، وتتراجع حركتها بدونه احيانا جراء الخذلان الراهن الذي يعتور حكامها الفاسدين من" المطبعين" في الحلف الملكي ـ الأميري المتصهين،،
لقد كان النداء الذي تناقلته وسائل الاعلام  في 14 من يناير سنة 2011 عن المحامي التونسي عبد الناصر عن هروب المخلوع " زين العابدين بن علي" وغيره من النداءات الصوتية المزلزلة : كمقولة " هذه اللحظة التي انتظرناها طويلا"،،كلها حملت اخبارا سارة، لكنها كانت خالية من  توجيه الاحداث التالية التي تمت صناعتها في الحجرات المظلمة للدوائر الاستخباراتية الامريكية، واعوانها من قادة الحركات التي  دجنها الغرب في مهاجره منذ ثمانينات القرن الماضي،،وقد خبر استعداد متطوعيها في الحرب في افغانستان ضد نظام حكمها التقدمي الذي كان متحالفا مع الاتحاد السوفييتي،،ولذلك أعادت الاستخبارات  تحالفها مع الاسلاميين لتوجيه الهبات الشعبية التي لا قادة سياسيين لها في الداخل، وان كانت ضد انظمة فاسدة اراد الغرب التخلص من  تبعاتها، لكنه  لم يقبل ان تحل محلها قوة تستجيب لمطالب المجتمعات العربية المنتفضة جراء الحيف في تونس، ومصر، واليمن، لذلك استجمع الشباب العربي الليبي، وغيره في الغرب، وتم تدريبه في معسكرات  بالسويد  تابع للعاصمة" ستكهولم"، وغيرها،
 وقد حاولت الاتصال  دون جدوى بزميلي في الدراسة والمهجر معا " علي الرماح" المصراتي ، وكان آخر لقاء معه في هلسينكي قبل شهرين من اندلاع مؤامرة 17  فبراير في ليبيا،، كان انتقاله من ليبيا الى السويد مع زوجته من اجل الدراسات العليا، وعلى منحتين من الدولة الليبية بالاضافة الى راتبهما الوظيفي قبل  السفر الى الدراسة واثناها، وعندما اصبح لديهما طفلان، توقف "علي الرماح" عن كتابة مشروعه، واعطى فرصة  لزوجته لاستكمال رسالتها، وقد استدعيت للتدريس في جامعة " هلسينكي "، فانتقلا  الى "فنلندا" واستقرا فيها الى ان غابا، او غيبا  رغما عنهما، وانقطعت اخبرهما عني الى حين كتابة هذه السطور،،
لكن السؤال  الذي يتعلق بانتفاضات مجتمعاتنا العربية، هو: هل كانت  القوى المستجلبة  من الخارج ـ ومعظمها من الطلاب الجامعيين الذين كانوا يحضرون بحثوثا علمية، أو من الموظفين الذين فضلوا الاستقرار في أروبا ـ تحمل مشروعا تغييريا، او فرض عليها التفاعل السلبي مع احداث كانت توجهها قوى معادية لمجتمعاتها، وامتها؟!
ما هي ثوابت هذا الوعي، ومتغيراته لدى الشباب الاسلامي الذي غرر به للمرة الأولى في افغانستان، والثانية لتدمير الجزائر في التسعينات، والثالثة لتدمير بلاده في ليبيا وسورية واليمن، والصومال، وارجاعها الى ما قبل الدولة، او قيام الانظمة التحديثية فيها،،؟ 
واين هو من وعي جمعيات الشباب العربي  في مؤتمر باريس، وفي جمعية نجم شمال افريقيا في بداية القرن الماضي؟ واين وعيهم  الزائف  الميت من الوعي الحي الخالد لدى الشباب الجزائري الذي التحق بالثورة قبل الفاتح من نوفمبر سنة 1954، وقد لبى النداء من مختلف العواصم الأروبية، وسطر البطولات الكفاحية التي استرجع بها هوية الجزائر،وتاريخ الجزائر، وارض الجزائر، وشعب الجزائر، وحسب 
المغرب العربي جميعا مما كان قد اسماه  الفيلسوف الألماني " هيجل" افريقيا الأوروبية؟ 

اشيب ولد اباتي