"معهد كارنيغي" يستعرض استراتيجية "داعش" وبداية عصر جهادي جديد، ويحذر من أن ما نشهده في المرحلة الراهنة له جذور ضاربة عميقاً في التاريخ، و"معهد واشنطن" يتناول شروط الفريق المفاوض الأميركي في مع إيران في فيينا، ويشير إلى تجربة كوريا الشمالية وحصولها على القنبلة النووية رغم العقوبات الصارمة.
استعرض "معهد كارنيغي" ما
يعتقده من استراتيجية الدولة الاسلامية، مؤكداً ان "بروز الدولة على المسرح يؤشر على
بدء عصر جهادي جديد"... يستند إلى تفسير متطرف للشريعة ويعزز موقعها، إلى ما هو أبعد
من ثمة منظمة ارهابية، بصرف النظر عن جذورها كفرع لتنظيم القاعدة في العراق." وأوضح أن "عناصر الاستراتيجية تستند إلى جملة عناصر: الرؤيا الواقعية فيما يخص النظام
السوريـ السيطرة، وتطوير المناطق التابعة لها للتحكم بالمواطنين واستقطاب
المقاتلين الأجانب، استغلال العقيدة الفكرية ووسائل الاعلام كأدوات للتحكم
بالمواطنين وتجنيد المقاتلين وجمع التبرعات، واعتماد استراتيجية عسكرية
مركزية". ترابط ظاهرة التيارات الجهادية في كل من
تونس وليبيا كان محور اهتمام "مركز
واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجهها الحكومة التونسية لضبط حدودها المشتركة مع ليبيا خلال
السنوات الاربع الماضية، مما يرجح احتمال مشاهدتنا هجمات جديدة للدولة الإسلامية
مصدرها ليبيا أو مرتبطة بها". كما حذر من أن "ما نشهده في المرحلة الراهنة له جذور
ضاربة عميقاً في التاريخ، تعود لعدة عقود من الزمن، وتمثل معضلة يتم تجاهلها في أغلب
الأحيان، أو الاستخفاف بها، أو إلقاء اللوم على أطراف أخرى، من قبل المسؤولين في
تونس، قبل وبعد ثورة عام 2011". جدد "معهد واشنطن" شروطه
للفريق المفاوض الأميركي، بأنه ينبغي عليه "وضع قيود على برامج ايران للأبحاث، وتطوير
القدرات الصاروخية، جنباً إلى جنب مع القيود النووية، نظراً لما يزعم به بدء ايران ومنذ عام 2004 اعتماد تقنية المخروط الثلاثي – تصميم مرتبط حصراً تقريباً بالقذائف
النووية – في الرؤوس المتفجرة لصواريخ شهاب المختلفة".كما جدد مطالبته "لاستصدار
قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض قيوداً على برامج ايران الصاروخية، وتهديد باتخاذ
عقوبات حقيقية بحق أولئك الذين يوفرون الدعم لبرنامج ايران
الصاروخي".وفند "المجلس الأميركي للسياسة الخارجية"، مزاعم
العقوبات الاقتصادية كسلاح رادع للبرامج النووية، سيما وأن تجربة كوريا الشمالية، أوضحت حصولها على القنبلة النووية، في ظل عقوبات صارمة ضدها، وايران كذلك،
باستطاعتها الوصول لتلك المرحلة. وأوضح المجلس أن "ايران لديها ميزة أفضل من كوريا الشمالية لتطوير سلاح نووي حتى بعد التوقيع على الاتفاق، إذ تتمتع بتبادل اقتصادي أكبر، ولديها بنية تحتية أفضل". وأضاف ان ايران تستند قاعدتها المعرفية إلى طواقمها
العلمية فحسب، بل أيضاً من القاعدة العلمية لكوريا الشمالية، التي تتعاون معها في
المسائل النووية، وبرامج التسليح منذ عدة سنوات".وأوضح أن ما يعزز اعتقاده بذلك، المقابلة التي أجراها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في شهر نيسان/ أبريل الماضي
مع الاعلامي الشهير شارلي روز، إذ "اقر أنه بالرغم من العقوبات المفروضة، فإن ايران
استطاعت مراكمة مواد نووية لتسليح ثمانية رؤوس... - مستدركاً- أن بلاده لم تجري تجارب
على السلاح النووي بعد، لعدم رغبتها بذلك". أعرب "معهد واشنطن" عن
اعتقاده بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ذاهب إلى إجراء انتخابات مبكرة درءاً
"للتدني التدريجي في نفوذ حزب العدالة والتنمية" في أجهزة الدولة، بل خسارة كلية
لسيطرته في بعضها. وحثّ المؤسسة التركية الحاكمة على إقرار "قوانين جديدة تضمن
استقلالية المؤسسات الرسمية عن تعديات السلطة التنفيذية كأفضل سبيل لصون
استقلاليتها".وأوضح أن ما يعزز اعتقاده بخيار الانتخابات المبكرة، هو جملة مؤشرات
من بينها "انتخاب رئيس البرلمان...".
الميادين