بيان صادر عن نخبة من الاكاديميين والمثقفين.. تطبيع أم اعتراف؟

خميس, 2020-10-29 01:59

في الوقت الذي تتسع فيه “حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل (BDS)”، تلجأ زعامات انظمة عربية الى فك الخناق عن النظام العنصري الصهيوني، وانقاذه من عزلته الدولية المتزايدة وتدني شعبية زعمائه. مسددة بذلك طعنة للشعب الفلسطيني والتضامن العربي وقوى العدالة في العالم وجهود استعادة الشرعية الدولية.

ان ما يسمى ب” التطبيع”، هو في حقيقته اعتراف بالكيان الاستعماري الاستيطاني، عن طريق اتفاقيات علنية توجت علاقات سرية طويلة، تهدف الى خلق تحالف عسكري- أمني – اقتصادي بين المطبعين والكيان الاستيطاني . وهي عملية مرفوضة من الشعوب المتطلعة للحرية والعدالة في كل مكان، ومنها الشعوب العربية والإسلامية، وبالأخص الشعب الفلسطيني. ويصيب رشاش ضررها أصحابها أنفسهم، كما اكتشفت انظمة وحركات طبّعت مع الكيان الصهيوني. فبالاضافة الى تغذية الغطرسة الصهيونية ومانتج عنها من زيادة الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية، لم ينتج عن سيرورة الاعتراف غير زيادة التآمر واضعاف البلدان العربية واعاقة تطورها، مما يشير الى ان الحملة الاخيرة، مهما زاد عدد الملتحقين بها، سوف يكون مصيرها ذاته.

 ان التاريخ يخبرنا ان كل المحاولات التي جرت لطمس الهوية العربية الفلسطينية قد فشلت، والتاريخ يخبرنا، ايضا، ان الانظمة العنصرية، مهما طال عمرها هي في زوال، كما شهدنا في جنوب أفريقيا والتجارب العنصرية الاخرى في نفس القارة. وقد فشلت أيضا الحملات الصليبية القديمة والحديثة، ومحاولات الاستيطان في الجزائر، مثلاً، والمحاولات التبشيرية التي رفضها العرب من جميع الأديان.

ان الامة العربية، منذ ان استطاعت اقطارها التخلص من الاستعمار الغربي المباشر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لم تمر بحالة من الانحطاط والتراجع والهوان كالتي تمر بها الان، والتي بدأت بالتحديد منذ ان تنازلت مصر عن دورها الرائد في الدفاع عن قضايا الامة المصيرية، وكبلها حكامها باتفاقيات كامب ديفيد، التي فتحت الباب امام عملية الاعتراف التي لم ينتج عنها سوى المزيد من التوسع الصهيوني عن طريق بناء المستوطنات وضم الأراضي الفلسطينية دون ان يكون هناك من يتصدى لسياسة الابارتهيد العنصرية التي يعتمدها الكيان. واستكملت عملية الضعف العربي حلقاتها باحتلال العراق في عام 2003. وبعد ان ابعدت القاهرة وبغداد عن لعب اي دور في حماية الحقوق والقضايا العربية المشروعة والحيوية اصبحت عملية الاستفراد بأية قيادة عربية   رافضة للتطبيع عملية طبيعية لا يعترض عليها أحد.

لقد كان الاجدر بالحكام الذين ذهبوا او يصطفون للذهاب الى التطبيع ان يسالوا انفسهم ماذا جنت الامة العربية من هذا الخيار المذل؟ وكيف يمكن بناء ” السلام” والشعب الفلسطيني منكوب بالاحتلال والحصار، وسلب أراضيه وتجريف مزارعه وقتل أبنائه؟

تؤكد مراجعة ماجرى ويجري على ان الشعب الفلسطيني وعموم الشعب العربي، وليس الحكام الفاسدين،  من سيقوما بمهمة افشال سيرورة ” اتفاقيات الاعتراف” وخطوات تحقيقها المذلة . وان فلسطين، هي القضية المركزية الاولى للشعب العربي وبوصلته الاخلاقية ، كقضية حق وعدالة، يزداد الايمان بها ، في جميع انحاء العالم، تزامنا مع تنامي نجاحات ” حركة مقاطعة اسرائيل” في المجالات الاقتصادية والثقافية والاكاديمية.

ان أخطر ما يواجه نشاطات افشال مخططات الاعتراف او عمليات الانبطاح والهرولة المسماة بالتطبيع، ارضاء للولايات المتحدة الامريكية وكيان الاحتلال هو ان تصل الجماهير العربية الى حالة من الياس والقنوط والشعور بعدم جدوى ممانعتها واعتراضها. لهذا يتوجب على النخب والاقلام ومراكز البحوث الوطنية، بالاضافة الى العمل مع حركات التضامن الدولية، ان تأخذ دورها في شحن همم الجماهير العربية لكي تبقى صامدة ورافضة لهذا الانهيار في المواقف الرسمية لبعض الزعامات التي لا تمثل شعوبها وحتي أجهزة نظامها، وتنشيط التحركات الشعبية لأفهام  المطبعين ان عملهم لن يغير من حقيقة الرفض الشعبي العارم لهذه ” الاتفاقيات” المذلة.

د. خير الدين حسيب  مؤسس مركز دراسات الوحدة العربية والامين العام الاسبق للمؤتمر القومي العربي

د. سعد ناجي جواد (اكاديمي)

د. سوسن العساف (اكاديمية)

أ. صباح المختار (محامي)

أ. عبد الباري عطوان (صحفي)

د. كاظم الموسوي (كاتب)

د. كمال مجيد (اكاديمي)

م. منذر الاعظمي (اكاديمي)

السيدة هيفاء زنكنه (كاتبة)

السيدة زينب خان (مهندسة)

السيدة نوال العبيدي ( استاذة جيولوجي)

السيدة ثريا محمد (مدرسة)

السيدة سركل الجاف (مساعدة في مدرسة)

د. سناء الخياط (اكاديمية)

السيدة تحرير عبدالصمد نعمان (ناشطة حقوقية)

ملاحظة: القائمة مفتوحة للتوقيع لكل من يرغب.