
قال الرئيس السابق لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد محم، إن مشكلة إسرائيل الكبرى في جوهرها ليست مع الإمارات أو البحرين، ولا مع أي من الدول العربية باستثناء تلك التي يحتلون أراضيها في فلسطين وسوريا ولبنان.
وأعتبر الوزير السابق في تدوينة له، أن إسرائيل ليست في حاجة لهم بتوقيع اتفاقيات سلام معها لأنها ليست في حالة حرب معهم منذ مؤتمر مدريد.
نص التدوينة:
متى يدرك الاسرائيليون أن مشكلتهم الكبرى في جوهرها ليست مع الإمارات أو البحرين، ولا مع أي من الدول العربية باستثناء تلك التي يحتلون أراضيها في فلسطين وسوريا ولبنان.
وأنه لا حاجة لهم بتوقيع اتفاقيات سلام معها لأنها ليست في حالة حرب معهم منذ مؤتمر مدريد.
إنكم أيها الإسرائيليون تغالطون أنفسكم وتغالطون العالم بالقول إن الفلسطيني لا يريد السلام، في نفس الوقت الذي يدرك فيه الجميع أن الفلسطينيين هم أكثر شعب سعى إلى السلام معكم وقدم التنازل تلو التنازل دون أي مقابل يذكر، وأنهم لايطلبون الآن أكثر من تنفيذ اتفاقيات السلام التي وقعتم معهم وبإشراف وحضور وشهادة دولية.
وبذكائم تدركون أن الجغرافيا ليست في صالحكم، والديموغرافيا ليست في صالحكم، والفارق الذي يعطيكم التفوق عسكريا وتكنولوجيا يتقلص مع الوقت، وميزان القوة متغير في كل أبعاده، واستيراتيجيا الصراع ومعادلاته لا تُبنى وفق حسابات انتخابية آنية في إسرائيل أو الولايات المتحدة،
وبالتالي فإن عليكم بناء سلام عادل وحقيقي قابل للبقاء مع محيطكم، يرضي الفلسطينيين، ويبدأ بإنهاء الاحتلال ورفع الاستيطان من كل الأراضي العربية المحتلة، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته كاملة السيادة على أرضه.
عدى ذلك، فإنكم قد تكسبون معارك محدودة هنا أو هناك، لكنكم لن تحسموا الصراع لصالحكم مطلقا، بل ستطيلون من أمده وتغامرون بدفع مستقبلكم ومستقبل المنطقة نحو المجهول.
أما القيادات الفلسطينية فإن عليها التعاطي مع مستجدات الصراع بحكمة وتعقل، وأن لا تنجر إلى فخ الصراعات العربية، مدركة أنها قد تخسر بعضا من الدعم العربي مؤقتا دون أن تقبل بخسارة العلاقة مع أية دولة عربية ولا الانسحاب منها لصالح إسرائيل، بل عليها العمل على استعادتها مهما
كان الثمن، إذ لا يعقل أن تعمل إسرائيل جهدها ليلا ونهارا لفتح مكاتب وسفارات لها في دول ظلت تُصنف معادية لها في وقت تسحب فيه السلطة الفلسطينية ممثليها من دول عربية تحت أي ظرف ومهما كان الحال.