ليس من السهل فهم ما يحصل في العالم وفي بلدنا . هناك مئات الأسئلة لا إجابات لها ، ونحتاج الى وقت أطول كي نستطيع العيش بلا إجابات .
- يتضح أننا كنا نعيش في فلسطين منذ العام 2008 بلا إجابات سياسية أو اقتصادية أو أمنية . ولكننا لم نكن نعرف أن الإجابات التي أعطونا إياها مضللة وليست حقيقية .
- نحتاج الى خمسة أيام " حتى الثلاثاء ليلا " لنعرف اذا يمكن السيطرة على الوباء أم لا !!
- واذا سيطرنا وتم حصر الوباء فذلك يعني أن الحجر مفيذ وستزيد الحكومات من إستخدامه ، وقد ينصح بتمديد الحجر لاسبوعين اضافيين في العديد من الدول .
- وفي حال تضاعفت الأعداد ولم ينجح الحجر . لن يبق أمام الحكومات سوى سياسة مناعة القطيع ، فيحجر كبار السن والمرضى والأكثر عرضة للاصابة أنفسهم . ويهرع الآخرون لانقاذ ما يمكن إنقاذه من الإقتصاد المتهالك .
- ضباط الاحتلال وأرباب عمل الورشات الاسرائيلية يبلغون ااعمال أن مختبرات فحص كورونا الفلسطينية غير موثوقة وتعطي نتائج خاطئة . وهذا سلوك اسرائيلي غبي وأرعن ، وتنمّر على الأطباء الفلسطينيين يستحق شكوى رسمية لمنظمة الصحة العالمية .
- الاقتصاد يتعرض لأسوأ ضربات منذ العام 1948 . حتى في 1967 لم يكن الوضع بهذا السوء . وعلى الوزارات السيادية والجهات ذات النفوذ وأصحاب القرار والتنظيمات الكثيرة اعادة قراءة المشهد من جديد والخلوص الى خطاب أكثر وضوحا وأشد كفاءة لتحصين المجتمع من الإنهيار الاقتصادي .
- ينشأ الان سوق بديل عن السوق المعروف للحكومات . في العراق أطلقوا عليه ذات يوم " سوق الرصيف ". والمقصود أن الواقع الحالي سيخلق مؤشر اقتصادي أصدق من مؤشرات الحكومات والبورصة وهو مؤشر السوق الشعبي . وهو البديل الطبيعي والعدو اللدود للحكومات وتطلق عليه الجهات الضريبية اسم السوق السوداء ، ولكنه السوق البيضاء البعيد عن الضرائب والدمغات وهو سوق بدائي يعتمد على التبادل سيخلقه الفقراء للعيش في زمن كورونا .
- الطبيعة لا تقبل الفراغ . وهناك تجربتان خطيرتان عن ترك الجيوش بلا رواتب وترك الشعوب بلا سوق عمل على المسؤولين دراستها والتفكر فيها جيدا :
اولا : تجربة العراق عام 2003 حين قطع الرئيس بوش رواتب 6 مليون جندي عراقي وتركهم في الصحراء يجوعون . وكانت النتيجة ظهور وسيطرة داعش وشنق جنود امريكا على جسر الفالوجة .
ثانيا : تجربة انهيار الاتحاد السوفييتي . وكانت النتيجة ظهور عنيف وقوي للمافيا الروسية وسيطرتها على اوروبا واسواق امريكا وبحار العالم .
ترامب ونتانياهو وكورونا وخطة الضم وصفقة القرن تدفع بالمجتمع الفلسطيني للبحث عن بدائل أخرى. وقد بدأ البحث فعلا .
حبة حبة يعتاد الناس على كمامات الأحبة وحواجز المحبة
ورويدا رويدا سوف يجد الناس بدائل أسرع وأقوى لكل شيء
وسوف يجد الناس أسواق بديلة
أسواق تجارية وإقتصادية وسياسية وأمنية تصدم جميع المراقبين .
د.ناصر اللحام