ان هذا الفقيد لم يكن شخصا عاديا تعزى فيه اسرة او قبيلة و انما هو امة بذاته، لأنه كان يقوم بما تقوم به الامة من فضائل، انه كان كذلك ذخرا للاسرة و القبيلة، و قد كانت يداه سيلا يتدفق منهما الخير و المعروف لكافة المحتاجين.
اني اعطي مثالا على ذلك من تجربتي معه حيث اني اخذت معه عطلة خريفية في ( الشگيگ ) سنة 2010 و كان لديه قطيع من البقر الحلوب يبع منه كل يوم او يومين بقرة او اثنتين و يأخذ ثمنهما نقدا و لا يصبح عنده من ثمنهما من شيئ لأنه ينفق ما وصل الى يده في ذلك اليوم، لقد كان المرحوم قبلة للمحتاجين و الطامعين و ذخرا للاسرة و القبيلة يرأب كل تصدع يصيب علاقاتهما، و يسد كل منفذ يكاد يمس من شرف العائلة او القبيلة، بل كان فضله يتعدى الاهل و المنطقة الى افراد الشعب الموريتاني ممن يلجؤون اليه او يصادفهم.
بل وحتى افراد المسلمين الذين يعترضون سبيله لليسدد لهم تلك الحاجة محل لجوئهم اليه .
فهذا بعض من اعماله و لم يسمح لي ضغط تأثير وقع المصيبة المفاجئ لأستزيد مما اعرف عنه من فضائل.
بل بادرت بذكر هذه النماذج من فضله و الحدث ما زال معاشا و المرحوم لم يخلد بعد الى الراحة في قبره في ( شگ البركة ).
فرجائي من الله العلي القدير ان يتغمد المرحوم الشيخ ولد احمد مولود برحمته الواسعة و ان يوسع قبره مد البصر و ان ينور ضريحه بنور الجلالة و ان يحشره مع الانبياء و الصديقين و الصالحين و حسن أولائك رفيقا وان يلهمنا جميعا و اسرته الكريمة الصبر و السلوان و ان يجعل من ابنائه و بناته امتدادا لمكانته العظيمة و ان يمد في اعمارهم و ان يرزقهم من فضله إنه سميع مجيب.
و اخيرا لم يبق لي الا ان اقول إنا لله و إنا اليه راجعون، و كل نفس ذائقة الموت !
ذ/ اسلم ولد مانا
