كثرت في الآونة الأخيرة التنبؤات والفيديوهات التي تتحدث عن فيروس كورونا. فمنها ما يدّعي بأنه عامل كيماوي اسمه ” السارين “، ومنها ما يدّعي بأنه عامل بيولوجي ( جرثومي ) لم يكن معروفا في السابق. فأدت نتيجة انتشاره إلى انتشار وباء، أصاب ملايين البشر بالمرض وبعضهم بالوفاة، في أقطار مختلفة من العالم.
وإن كنت لست عالما أو طبيبا مختصا بهذا الموضوع، لكنني سأحاول إلقاء جانبا من الضوء على الموضوع، مما تعلمناه وعلمناه في معاهدنا العسكرية بهذا المجال، لعل في ذلك فائدة للقراء الكرام، علما بأنه موضوع واسع يصعب تغطيته من جميع الجوانب في هذه العجالة.
فالعوامل الكيماوية والبيولوجية، يطلق عليهما في الأدبيات العسكرية مصطلح “الأسلحة الصامتة”، لكونهما عاملان خطيران، يوقعان الإصابات المرضية والقاتلة، بين الأحياء بصمت دون ضجيج. ولكنهما من ناحية أخرى لا يدمّران المباني والحصون كما تفعل الأسلحة التقليدية، بل يمكنهما اختراقها من خلال الثقوب والفتحات الكبيرة أو الصغيرة الموجودة بها.
والعوامل الكيماوية قد تكون على شكل غاز أو مسحوق أو سائل يتأثر بالأحوال الجوية، كدرجة الحرارة، والمطر، ونسبة الرطوبة، وسرعة الريح. ويمكن تصنيف هذه الأنواع إلى عدة عوامل أهمها : عوامل الأعصاب، عوامل مشلّة للحركة، عوامل مقاومة الشغب، وغيرها كثير.
وعوامل الأعصاب هي عوامل سامة تؤثر على الجهاز العصبي، حال استنشاقها أو ابتلاعها أو امتصاصها عن طريق الجلد، ومنها عوامل السارين، والفوسيجين، والفي إكس. فنقطة منها على رأس دبوس إذا لامست الجلد كافية لقتل الإنسان. ومن الجدير بالذكر أن جميع العوامل الكيماوية، سهلة الصنع وزهيدة التكاليف وهكذا فهي تشكل سلاح الضعفاء. يتم استخدام بعضها ضد الإنسان والحيوان أو النبات، وتلويث الأسطح، ويتفاوت تأثيرها على الإنسان بشكل خاص، بين الإزعاج والمرض البسيط إلى التلف والموت.
أما العوامل البيولوجية فتُشكَل غالبا من خلايا حيوانية ونباتية تقوم بكل أعمال الحياة، من نمو وتوالد وتكاثر بسرعة هائلة، وهي قابلية للانتشار في مناطق واسعة. كما أنها لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، ويتعذر رؤيتها بالعين المجردة، ولها فترة حضانة تفصل بين العدوى وظهور المرض، تتراوح بين أيام وأسابيع.
إن التأثير الكبير للعوامل الكيماوية والبيولوجية، ليس في تأثيرها المادي فحسب، بل في تأثيرها النفسي وإحداث الرعب والهلع في قلوب الجماهير التي تهددها أو تصاب بها. خاصة إذا كانت غير مثقفة وغير مستعدة لهذه الحالة، ولا تتوفر لديها وسائل الوقاية والإيواء والعلاج.
فطرق الوقاية والعلاج من هذه العوامل، تتم بداية بتثقيف الجماهير، من خلال وسائل الإعلام، وتوفير مواد التطهير والعلاجات اللازمة، مع إتباع إرشادات الحكومة، التي ستقوم بدورها في تطبيق الإجراءات الوقائية العامة على مستوى الدولة بشكل عام، لمنع أو التخفيف من الإصابات المحتملة.
إن الفرق بين العوامل البيولوجية والعوامل الكيماوية السامة يتلخص بالأتي: الكشف عن العوامل البيولوجية أصعب منه في العوامل الكيماوية. العوامل البيولوجية تُحدث خسائر أكبر من العوامل الكيماوية. الإصابات بالعوامل الكيماوية تظهر خلال دقائق أو ساعات، بينما الإصابات بالعوامل الجرثومية لا تظهر إلاّ بعد عدة أيام من الإصابة.
وبناء على ما تقدم فإنني أعتقد أن فيروس كورونا، هو عامل بيولوجي وليس عاملا كيماويا، كما يشاع بأنه خطأ حدث في أحد المصانع الكيماوية في أفغانستان. وعلى كل حال ها نحن بانتظار جهود العلماء، عسى أن يكتشفوا لنا حقيقة فيروس كورونا مع علاجه الشافي، قبل أن يفتك بملايين البشر في مختلف مناطق العالم . . !
فريق ركن اردني متقاعد