المهندس الخليفة ولد بياه، لقبه الاجتماعي "السالك" و "سلك" قراءتان صحيحتان، رجل نهل من علوم أهله (الحلة) ، أهل علب آدرس وتشبع بقيمهم وأخذ من علوم العصر ما أهله للتقدم.
هو أول من فتح لـ اسنيم باب العلاقة بالسوق الآسيوية مع الصينيين والهنود وحقق لها بذلك أرباحا ضخمة ورفع من إنتاجها.
وكان من أطر اسنيم الأوائل الأكفاء ، وهو من امتحن المدير الأسبق محمد عبد الله ولد أوداعة عند دخوله اسنيم.
عمل الخليفة في الشركة قرابة 30 سنة في مختلف القطاعات ، وفي سنواته الأخيرة حول إلى مكتب الشركة في فرنسا ليشغل منصب المدير التجاري وممثل الشركة المقيم في العاصمة الفرنسية باريس.
من مواقفه المشهودة في عدم تبديد أموال الشركة أنه بعد تعيينه ممثلا لها في فرنسا زاره أُطر من الشركة فوجدوه يستخدم في تنقلاته من منزله إلى مكاتب الممثلية شبكة المترو فقالو له لماذا لا تشتري سيارة على حساب الممثلية فذلك أكثر احتراما وربما أقل مشقة عليك فرد عليهم أنه درس الموضوع من جميع جوانبه إبان قدومه فوجد المترو أقل استهلاكا للوقت والمال ففضله.
كان زوج ابنة الرئيس السابق عزيز محمد ولد ديدي ولد امصبوع قد تم اكتتابه من طرف اسنيم وقيل حينها في انواذيبو إنه تم استقباله عند مدخل المدينة من طرف مدير اسنيم ولد أوداعة وأنه ذهب به إلى مكتبه يريد أن "يمتحنه" امتحانا "صوريا" فقال له: ما هو دور البنوك في الإقتصاد ؟
فرد عليه ولد امصبوع: "إگوام الفظة"
فوقع عقده في نفس الجلسة مع اسنيم وتم ابتعاثه في دورة تكوينية إلى لندن لمدة 6 أشهر بمنحة دراسية معتبرة.
بعد انتهاء فترته في لندن طلب ولد أوداعة من الخليفة تعيين ولد امصبوع بامتيازات محددة وكبيرة في الممثلية بفرنسا فرفض الخليفة ذلك لعدة أسباب منها -أنه جديد على الشركة وبالتالي ليست عنده الكفاءة والخبرة المطلوبتان
ثانيا أن فرع الشركة بدأ منذ فترة "سياسة تقشف" تمثلت في تقليص بعض النفقات وفي تسريح بعض العمال "من حاملي الجنسية الفرنسية" استعدادا لفتح ممثلية جديدة للشركة في الصين، وقد رفع هؤلاء العمال دعاوى قضائية على الممثلية أمام القضاء الفرنسي وليس من المنطقي أن تكون الممثلية تسرح بعض عمالها وحجتها في ذلك تقليص بعض النفقات في حين أنها تكتتب عاملا أو عمالا جددا بمصاريف وامتيازات خاصة وأن أي تصرف من هذا القبيل سيكسب الخصم حجة أقوى أمام القضاء وبالتالي سيثقل كاهل ممثلية الشركة بالتعويضات التي قد يحكم بها القضاء لصالح العمال المسرحين..
وقد حاول ولد أوداعة مع الخليفة وضغط عليه بأن هذه أوامر ، أو إرادة عليا فما كان منه إلا أن عين مكانه المدير المالي للمثلية وعينه هو مستشارا للمدير العام، وكان ذلك "تنگازا متكايسا" حدث ذلك مساء الخميس وهو اليوم الأخير من الدوام الأسبوعي حينها.
في صبيحة يوم الأحد 30 يونيو 2013 بداية الدوام الأسبوعي كانت استقالة الخليفة المشهورة المكتوبة بالفرنسية ، قد وصلت إيميلات جميع عمال شركة اسنيم.
ترجمة نص الرسالة :
زملائئ وأصدقائي الأعزاء
ببالغ الحزن والعواطف العميقة، يؤسفني الاعلان اليوم عن قراري الاستقالة من شركة “سنيم” والذي اتخذته بعد تفكير عميق.
لقد كان لي الشرف والامتياز بالعمل في مراكز النشاط المختلفة ل”سنيم” سواء في نواذيبو وازويرات والسكك الحديدية وفي باريس، حيث كانت الغالبية من بينكم زملاء او متعاونين.
وخلال جميع مراحل حياتي المهنية في “سنيم” التقيت باطر اكفاء وعمال من مختلف الفئات كانوا رائعين ومجدين في العمل.
ولقد مررنا جميعا بتجارب مؤلمة ومحبطة واعترضتنا صعوبات جمة وشح في الوسائل وتغلبنا علي كل ذلك بفضل الجدية والتفاني في العمل بدون حدود وبفضل كذلك حبنا للإبداع في خدمة مؤسستنا ومن خلالها خدمة الوطن عموما. هذه التجربة المتواضعة، التي يعود لكم جميعا الفضل فيها، حيث كنتم مصدر الهامي بمعارفكم ونكرانكم لذواتكم وخبراتكم ودعمكم المستمر وهو ما تعلمت منه كل شيء خلال محطات عملي في السكك الحديدية وفي الميناء مرورا بالمعادن والطاقة والقطاع التجاري.
وقد كنت الشاهد المبرز علي الكثير من تضحيات وبراعة عملاق يعمل في الظل كجنود مجهولين يحرصون علي العمل وعدم الكشف عن هوياتهم، “هذه هي ثقافة اسنيم”.
ولا يسعني هنا الا أن أؤكد فقط الدعم الثابت والثقة الذين حظيت بهما من كافة المديرين العامين لشركة “سنيم” والذين أود الاعراب لهم عن امتناني العميق.
أغادر ، ليس بالشعور بانجاز الواجب ولكن بالاعتراف بارتكاب الكثير من الاخطاء بعضها في حق بعضكم،
أبدي أسفي عليها والاعتذار عنها، أغادر و أنا أشعر أنني قد عملت باستمرار في اتجاه ما بدا لي أن يكون في المصلحة العامة.
وأتمنى لكم جميعا وللجميع الكثير من النجاحات على المستوي المهني والسعادة على المستوى الشخصي”
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
السيد. الخليفة ولد بياه "
في سبتمبر 2013 تم تعيين المهندس الخليفة ولد بياه مديرا تنفيذيا للهيئة الدولية للمعادن بلندن، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة.
كانت استقالة ولد بياه وهو من أكثر الأطر كفاءة في الشركة حدثا بالغ الأهمية، واتهم العمال مدير الشركة حينها بتفريغها من الكوادر وإعادة رسم خارطة التوظيف فيها على أسس قبلية وسياسية بعيدا عن الكفاءة والخدمة.