الضفة تساعد غزة والقدس تساعد الضفة وأهل الداخل يساعدون الجميع .. هي الظروف تستقوي على جهة ويهب الشعب الفلسطيني من الجهات الاخرى للدعم والمناصرة . وقد مرّت حقبة كان الفلسطينيون في الخارج يرسلون الدعم المالي للارض المحتلة . كانوا يرسلون النقود والدعم المعنوي من لبنان والعراق واليمن والكويت والخليج ومن كندا وامريكا ومن الاردن والقاهرة ودمشق حتى تمكن أهل النقب وحيفا ويافا والمثلث والناصرة من الصمود والوقوف في وجه الظلم . ثم تبدّل الحال فصارت السلطة تدعم الفلسطينيين في الخارج ليتمكنوا من البقاء . وهكذا .
ضاقت الدنيا بما رحبت على غزة وأهلها ، ثم حوصرت القدس وحاول الصهاينة تجويع أهلها فدارت الأيام وتبدلت الأدوار . واليوم تجوع الضفة ولا تتلقى الرواتب ويشن الاحتلال عليها حرب تركيع وتجويع .
ويؤكد لي اصحاب المحلات والفنادق والمطاعم أنه لولا شباب القدس وعائلات الخط الأخضر لكان الاقتصاد الفلسطيني في أسوا حالاته ، ويمكن أن نلاحظ ذلك فور وصولنا لأي فندق او سوق في مدن الضفة حيث يحضر الاهل من الجليل ومن مختلف المدن الفلسطينية داخل الخط الاخضر للتسوّق ومساعدة سوق الضفة للنهوض على قدميه .
من الواضح أن الازمة المالية للسلطة قد تستمر حتى شهر 11 نوفمبر القادم .. وحتى ذلك الحين يجب تشجيع فتح الاسواق الفلسطينية على بعض بأفضل أداء وأحسن صورة .. لأن كل عائلة تأتي من القدس ومن الخط الأخضر للتسوق في مدن الضفة تنقذ عائلة فلسطينية أخرى .
السلطة والأحزاب لم تعرض خطة ب للأسواق ، والأغلب انها لن تعرض لأنها لا تملك أية خطة أساسا .. وهنا الوعي الشعبي الفلسطيني هو خشبة الانقاذ دائما .
د. ناصر اللحام