في احدى العطل التي عدت فيها الى الوطن قادما من الولايات المتحدة الأمريكية، قد استدعاني زميلي و صديقي المحترم إدومو ولد احمد سيدي على عشاء مع مجموعة من الإمة المحترمين بمناسبة دعوة قام بها لزميله أمام جامع قرطبة في اسبانيا.
و اثناء تلك السهرة تناول ألائك الإمة فترة حكم معاويه بالنقد و التقويم و كونه قد أهان احد العلماء الحاضرين عنده في دعوة للإفطار في شهر رمضان المبارك، لما انتقد ذلك الإمام واقع البلد المتردي في تلك السنة، فما كان من معاويه الا ان قال له بدون تردد كذبت و طرده بكلمة ( امش ) و ظل يرددها حتى غادر ذلك العالم حدائق القصر الرئاسي.
وقد لاحظ ذلك الإمام اثناء سهرتنا على الإمة الذين كانوا معه في ضيافة معاويه انهم لم يؤازره ولم ينسحبوا معه، فرد عليه احدهم قائلا اعذرني ياصديقي فأنا ليلتئذ كان فمي ملأنا من ( التراب ) حيث ان معاويه قد منحني قبل ذلك أرضا ذات قيمة في تفرغ زينة بنيت عليها مسجدا و منزلا و بالتالي الجم ذلك لساني، فالرجاء المعذرة.
و يبدو ان الحال قد عاد اليوم بتغير اسم شارع جمال عبد الناصر و أعاد التاريخ نفسه عندما اقدم الرئيس محمد ولد عبد العزيز على تغيير اسم هذا الشارع بطريقة ثأرية و فجة يريد من ورائها تخليد مسيرة قادها ضد احد معارضي الحراطين، بحيث لم نجد أيا من قادة الناصرين مستنكرا لهذا الحدث الشنيع و لا معترضا عليه. بل كان احسن منهم في هذا المضمار موقف جميل ولد منصور الذي لم يتأخر بل سبق الحدث نفسه في رفضه له، و إن كان موقفه ذلك محتشما ربما مراعيا كما يبدو لمشاعر التيار الإخواني!
و أظن ان سبب صمت بعض الناصريين المعروفين بالثرثرة و ( اللحلحة ) هو انهم ربما هم الآخرون افواههم و جيوبهم ملأنة من النفاق والطمع و الخوف و الأمل في المستقبل القادم مع الرئيس الجديد!
فلا نامت أعين الجبناء، كلمة خالدة قالها خالد ابن الوليد رضي الله عنه و هو على فراش الموت !
ذ/ اسلم محمد المختار مانه