رغم أن الإحتلال إعتقل منذ بداية العام 2700 فلسطيني من الضفة الغربية بينهم 300 حملوا قطع سلاح وصادر 400 قطعة سلاح. إلا أن ذلك لا يشعر اسرائيل بالامن ولا الامان. ورغم ان الإحتلال نشر نحو 400 الف قطعة سلاح حديثة مع ذخيرة لا تنقص بين يدي المستوطنين إلا أن المعادلة لا تسير على هذا النحو.
ففي شهر اّب الماضي سجلت المخابرات الاسرائيلية 64 انذاراً عن محاولات فلسطينية لتنفيذ عمليات، وفي شهر أيلول الذي يليه وصل عدد الانذارات الى 70، وفي شهر تشرين اول وصل عدد الانذارات الى 95 وفي شهر تشرين ثاني الماضي ارتفع عدد الانذارات الى 114.
وقد حاولت المخابرات الاسرائيلية تفسير هذا الارتفاع فلم تجد سوى الغضب وفقدان الامل السياسي بأي حل الى جانب العقوبات الامريكية التي ساهمت مباشرة في زيادة الغليان في الشارع الفلسطيني.
حالة الانتشاء التي سرت في اوصال المستوطنين حين فاز ترامب بدأت تتلاشى، ورغم ان ترامب دعا رئيس مجلس مستوطنات الضفة على حفل تتويجه، الا أن الامور بخواتمها ليست كما بدأت.
جميع العمليات ضد المستوطنين في الضفة الغربية وقعت في المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل وتحتلها بالكامل (مناطق جيم). ولا يوجد اية مسؤولية لاجهزة الامن الفلسطيني عليها. وهذا ما يزيد من ازمة جيش الاحتلال ويفقد نتانياهو رشده، تارة يحمّل حماس في غزة المسؤولية وتارة يحمّل فتح في رام الله المسؤولية ولكن هذا لا يغيّر في الوقع شيئا.
نتانياهو يميل الان الى تصدير هذه الازمة الى غزة مرة اخرى، وبدأ المراسلون العسكريون التجهيز لهذا من خلال اتهام قيادة حماس بتدبير العمليات في الضفة. فيما يبدو ان العملية العسكرية ضد مدينتي البيرة ورام الله ستستمر حتى يتم اعتقال قيادات حماس بشكل واسع.
ولا يزال الوقت مبكرا للاجاية على سؤال: الى أين تذهب الامور؟
والأقرب للمنطق أن الاحداث صارت تقود نفسها بنفسها ولا أحد يقودها. والضفة الغربية لا تحتاج لأكثر من خلية، أو لمنفذ عمليات واحد ليقلب الطاولة رأسا على عقب. وجماهير الضفة كانت وستبقى تبحث عن بطل اسطورة يلهمها المزيد والمزيد.
امّا نتانياهو فلا يهمه السلطة ولا استقرارها، ولا غزة ولا حصارها .. وسيفعل كل شئ يمكن ان يبقيه على سدة الحكم .
د. ناصر اللحام