لقد خاضت جماهير باركيول غمار حملة إنتخابات هاذه السنة الطويلة والمكلفة لكونها سنة جفاف ماحق ، كما أن هذه الجماهير واجهت هذا الأستحقاق وهي مرهقة مادياً بسبب التحضيرات التي سبقتها والمتعلقة بإحصاء خلايا الحزب وتنصيب وحداته وإنتخاب ممثليه لدى مؤتمره العام .
يضاف إلى ذلك أن هذه الحملة كانت هي الأخرى في فصل خريف مطرٍ في مقاطعة أكثر أتساعاً من بعض الولايات الوطنية مترامية الأطراف على جغرافية متقطعة الأوصال بسبب الأودية العميقة التي غمرتها المياه وما صاحب ذلك من أنجراف للتربة الشيئ الذي سبب صعوبة التنقل بين مختلف بلديات المقاطعة وتجمعاتها السكانية المبعثرة بين مختلف الأدغال المتباعدة.
لهذا خاضت جماهيرنا غمار كل ذلك بدون سند يذكر من الحزب الحاكم الذي ترشحنا من طرفه والذي جَلبْنا له النجاح مما يدعم مواقفه السياسية ويزيد من تمويلاته من الخزينة العامة.
وعلى ضوء ماسبق فإن هذه الجماهير يجب أن يكون حصاد نتائج ماتحصلت عليه على النحو التالتي.
أولاً: أن يعلم الحزب ويتصرف على ذلك الأساس أن هذه المقاطعة تتوفر على ثمان بلديات ومركزاً إدارياً ولا توجد بها الكهرباء إلا في مركز المقاطعة ،أما باقي البلديات والتجمعات الأخرى لاتوجد بها كهرباء ولامياه صالحة للشرب إلا في بعضها ولا طرق معبدة ، حتى أننا إبان هذه الحملة إضطررنا لحمل بعض صناديق الأنتخابات على رؤس الشباب يسبحون بها عبر الأودية المغمورة بالمياه، مما يستدعي منا جميعاً العمل على إيجاد جسور أو قناطر لكي تسهل تنقل المواطنين بين هذه البلديات.
ثانياً : إن سكان هذه المقاطعة بغض النظر عن أنتماءاتهم الحزبية يو جد بهم الكثير من الأطر العاطلة عن العمل مما يستو جب على نواب المقاطعة وعمدها أن يلتفتوا إليهم من أجل أن يجدوا لهم وظائف من طرف الدولة في القطاع العام أو شبه العام .
ثالثاً على نواب باركيول وعمدها أن يعملوا مستقبلاً لفائدة هذه الجماهير التي منحتهم ثقتها دون تمييز بين من صوت لهم أو صوت ضدهم وذلك بما يلي :
العمل على إيجاد بنية تحتية في مجالات الكهرباء والماء والمواصلات ، وكذا المشاريع المدر ة للدخل مثل الزراعة والصناعة والتنمية الحيوانية.
رابعاً: العمل على تعاون الدولة ورجال أعمال المقاطعة على إيجاد مصنعين في المنطقة لصناعة الحليب وديباغة الجلود لما تتوفر عليه المقاطعة من مختلف أنواع الحيوانات وكذا سوق إستهلاكية لساكنة تقترب حثيثاً من مائة ألف نسمة.
خامساً : بناء سدود كبيرة وصغيرة ومد الفلاحين بالجرارات والمحراث العصري وإستصلاح الأراضي وتنقيتها من الشوائب والآفات التي تعرقل جهود الفلاحين وتقلل من إنتاجيتهم
سادساً : خلق زراعة للخضراوات وذلك بتزويد المزارعين بالماء والمعدات والسياج والدفئ اللاّزم لتلك الزراعة.
سابعاً: وسائل نقل شبه عامة تسهل الأتصال بين مختلف بلديات المقاطعة وربطهم بمحيطهم الخارجي.
ثامناً : فتح مراكز للتكوين المهني خصوصاً في مجال الفلاحة والكهرباء والميكانيكا .
وبهذا تكون جهود جماهيرنا لم تذهب سدى، وأن يكونوا نوابنا وعمدنا قد حققوا للمقاطعة ماكانت تأمل منهم .
وأخيراً أريد أن أبدي ملاحظة وتهنئة قبل نهاية هذه الكلمة : فالملاحظة هي تساؤل موجه إلى من يعنهم الأمر تتعلق بِمَ السبب الذي حرم مقاطعة باركيول من ناّئب ثالث ؟ علماً أن سكانها يقتربون من مائة ألف نسمة !!
أما التهنئة: فهي موجهة لشباب باركيول عموماًعلى روحهم الرياضية التي خاضوا بها حملتهم الأنتخابية الأخيرة بمسؤولية عالية وأحترام .
وفي الختام أحي الجميع وآمل منهم أن يعملوا بروح الفريق من أجل تحقيق ما سبق ذكره لصالح مقاطعتنا.
يحي مقام أحد مواطني مقاطعة باركيول