بعد هزيمة سريعة وصاعقة، رفع وزراء اليمين الصهيوني عقيرتهم من جديد وعادوا يهدّدون بالإغتيالات لقادة المقاومة في غزة حتى وصل الأمر لاستنساخ تهديدات شاؤول موفاز عام 2000 حين قال : لن يصل قادة الكتائب الى سن الشيخوخة لأننا سنقتلهم.. ومثله الآن يهددون بإغتيال السنوار.
زعيمة المعارضة تسيبي ليفني كانت أسوء حين ردت على وزراء الليكود : من يقول لا يفعل، اذهبوا الآن وإقتلوا اذا كنتم قادة !!!
نتانياهو الذي تجاوز الصدمة اتصل هاتفيا بالوزراء وطلب منهم الكف عن التهديد بإعادة احتلال غزة وإغتيال قادة حماس.
بصورة عامة يمكن للفلسطينيين أن يعتبروا تصريحات وزراء اليمين في خانة اللطم والندب، لأن جنرالات الجيش قالوا كلاما مختلفا. قائد الجيش الذي يحاصر غزة الجنرال اليعيزر تولدانو قال حرفيا: الهدوء مع غزة هش ويعتمد على التدهور الميداني ولكننا لا نعرف اذا كان الوضع سيقود الى تهدئة أم الى حرب.
واذا تلاحظون ان صنّاع القرار من جميع الأطراف وفي جميع العواصم لا يدلون بأية تصريحات، بل يحافظون على صمت خطير، وغالبية الذين نراهم على الشاشات ليسوا من أصحاب القرارات.
وبالفعل يبدو الآن أن احتمال التهدئة 50% وإحتمال الحرب والهجوم البري على غزة أقل من 50%.. ورغم ان أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تشعر بالاهانة وتريد الانتقام من قائد حماس في غزة يحيى سنوار لأنه رفع مسدس الكوماندوز الذي استولت عليه كتائب القسام، الا ان ننانياهو ليس بهذا الغباء ولن يتورط بسهولة في حرب على غزة ويفضل بيع وهم الأمان المؤقت للجبهة الداخلية الاسرائيلية.
المعارك الأقوى تدور في هذا الزمن عبر شاشات التلفزيون، الأبطال الأوفر حظا هم زعماء ممثلون ووزراء وقادة لا يبتعدون عن الكاميرات، أمّا الذين يقتلون في المعارك فلا يذكر أحد اسماءهم.
صرير جنازير المدافع يعلو ويعلو فيما طواقم ترامب تعمل بصمت في العواصم العربية لاعلان الصفقة بأخبث صورة وأسرع وقت.
د. ناصر اللحام