رغم العناوين النارية التي تتعلق بغزة، ورغم استقالة وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان وتهاوي حكومة اليمين.. الا ان نتانياهو ومعه قادة الجيش والاجهزة الامنية كانوا الأكثر فهما للصورة الكبيرة. حيث أن الخطر المدمر على تل ابيب سيأتي من الشمال وليس من الجنوب. وباتت اسرائيل تعرف ان اي حرب تقع مع حزب الله، سيسقط فيها ما بين 20 الف الى 30 الف قتيل اسرائيلي. وأنها ستحمل الموت الماحق والتدمير الساحق للمدنيين قبل العسكريين.
ما حدث في غزة أهان اسرائيل (ولكنهم عبر التاريخ معتادون على تقبل الاهانات). وسيمضي الأمر في بورصة المزاودات الحزبية وما قد يحدث مع حزب الله لن يقف عند حدود الاهانة وسيقود الى تغيير وجه الشرق الأوسط.
لا يوجد من ينتصر في اي حرب، أمريكا لم تنتصر في العراق وفرنسا لم تنتصر في مالي والاسطول السادس لم يعد له أي هيبة في مياه الخليج، والتحالف لم ولن ينتصر في اليمن وهكذا.
من اليمن الى ايران والعراق وسوريا ولبنان فغزة هلال مسلح على أفضل نحو، وسيدمي التحالف المضاد.
لم يعد السؤال اذا كانت اسرائيل تريد او تقدر على احتلال غزة. وانما اذا كانت تستطيع أن تحمي ظهرها في أية مواجهة عسكرية على حدود سوريا ولبنان.
ولم يعد السؤال ماذا تملك اسرائيل من قنابل ذرية ونووية، وانما هل يملك حزب الله هذه القنابل وماذا سيجري في تل ابيب حينها.
ترامب أشعل فتيل الحرب الاقليمية في 5 الشهر الجاري إذ اعاد فرض العقوبات على ايران وجدّد قوائم المطلوبين ومسخرة الشرطي الدولي.
الآن يبدو ان الكرة صارت في طهران، ونحن مجرد متفرجين لن يكون لنا اي دور سوى مشاهدة الموجات المفتوحة والمدارس المغلقة.
د. ناصر اللحام