من يتابع التعليقات الصادرة عن الآف المواطنين الأردنيين المهللين لفتح الحدود السورية – الأردنية، يكتشف دون صعوبة أن المتضرر الرئيسي من إغلاق معبر نصيب كلن الشعب الأردني ومعه أهل الجزيرة والخليج، بالإضافة إلى لبنان…
فهل يلهمنا فتح هذا المعبر بأن نطالب جميعاً بفتح كل المعابر والحدود بين أقطار الأمّة، وصولاً إلى إلغاء التأشيرات أصلاً بين الدول العربية التي باتت عبئاً على المواطن، كما على اقتصاد الدول نفسها.
أما لبنان، فقد حان الوقت لكي يميّز بعض المسؤولين فيه بين مواقفهم الذاتية من دمشق، وبين مصلحة لبنان في التنسيق والتعاون مع سوريا، فيغلبون المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار.
2- غزّة… والسبات العميق
أن يختار القيّمون على مسيرات “العودة الكبرى” على تخوم غزّة عنوان “غزّة تنتفض، والضفة تلتحم”، شعاراً للجمعة التاسعة والعشرين (29)، تأكيد جديد على الحرص على وحدة فلسطين شعباً وأرضاً وقضية في وجه كل المحاولات لإقامة دولة دون غزّة، ودولة في غزّة”…
الجمعة “29” تبدو اليوم امتحاناً حاسماً لمسيرات العودة في ظل تصاعد تهديدات تل أبيب بعدوان جديد على القطاع الصامد…
طبعاً لن يغير العدوان المرتقب من المعادلة الحالية إلاّ بقتل أكبر عدد من الأبرياء، وهدم أكبر عدد من المنازل والمرافق…
فهل تتحرك الأمّة، أنظمة وأحزاباً وهيئات، انتصاراً للشعب الفلسطيني في غّزة… أم سنبقى غارقين في سبات عميق؟…
3- رحيل نموذج
قبل أشهر حملت الأنباء نبأ رحيل المشير عبد الرحمن سوار الذهب ليتبين بعد ساعات أن المتوفي هو ابن عم المشير الذي يحمل الاسم نفسه…
يومها كتبت خاطرة ارثي فيه المشير النموذج الذي ترك رئاسة السودان بعد أن انتخب السودانيون حكومتهم في تقليد جديد تماما على الحكام في بلادنا والعالم الذين يصلون إلى السلطة بانقلاب عسكري ثم يتشبثون بالسلطة حتى يأتي انقلاب آخر يطيح بهم..
في تلك الخاطرة تحدثت عن مزايا المشير المتعددة من إيمان وتواضع وصدق وشفافية وتمسك رائع بفلسطين وحق شعبها وبالقدس ومقدساتها…بل بكسر الحصار الظالم على غزة وشعبها العظيم المهدد اليوم بعدوان صهيوني جديد…
حبذا لو يسمى شارع في كل عاصمة عربية باسم عبد الرحمن سوار الذهب ليبقى رمزا الزهد والتواضع والايمان
4- رحيل قامة حقوقية كبيرة
برحيل المحامي الكبير بديع عارف عزت تطوى صفحة حقوقية مشرقة في حياة العراق المعاصر..حيث مثل الراحل الكبير كفاءة في الأداء وشجاعة في تولي ملفات خطيرة في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي فدافع عن شخصيات لم يجرؤ كثيرون على الدفاع عنها وأبرزها أحد المع وزراء الخارجية العرب وأكثرهم وفاء واخلاصا وثباتا على المبادئ الأستاذ طارق عزيز…
رحم الله المحامي الكبير الذي تولى بجدارة المقاومة القانونية للاحتلال وآثاره..
5- مبادرة جميلة تستحق التعميم
مبادرة “عاش هنا’ ،التي أطلقها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر من أجل التعريف بالمبدعين المصريين عبر لوحات يتم وضعها على بيوت سكنوا فيها ردحا طويلا من أعمارهم ،تستحق التعميم في كل العواصم والمدن العربية لما تعنيه من قيم الوفاء والتواصل بين الأجيال فلا تضيع الأسماء الكبيرة في زحمة الايام والسموات والعقود…
هل تقوم البلديات في مدننا وبلداتنا بوضع لوحات تعريفية ومبدعين كبار من لبنان على بيوتهم لكي يعرف اللبنانيون كم هو غني بلدهم بكنوز الثقافة والفن والابداع….مشروع يستحق أن تتجند لتحقيقه الهيئات الثقافية في لبنان
6- اجرام متواصل ومقاومة مستمرة
ما بين ليل ١٤الى ١٥ تشرين أول/ اوكتوبر ١٩٥٣ ارتكب العدو الصهيوني واحدة من أولى مجازره بعد إعلان كيانه الغاصب عام ١٩٤٨في قرية قلبية في الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية…
قتل العدو في تلك المجزرة ٦٩ فلسطينيا في بيوتهم وهدم ٤٥منزلا ومسجد ومدرسة…كان قائد الفرقة التي نفذت المجزرة اربيل شارون بطل مجازر صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ وكان رئيس الوزراء أحد مؤسسي الكيان الغاصب ديفيد بن غوريون…
مجازر الصهاينة بحق أبناء فلسطين والأمة العربية مستمرة منذ ذلك …والمقاومة بوجهها أيضا مستمرة…الموازين القوى بدأت تتغير لغير صالح الكيان وحلفائه رغم كل الدعم الاستعماري وتواطؤ بعض الانظمة الموجودة في المنطقة..
حبذا لو يقام معرض ما في أرض عربية أو إسلامية أو صديقة معرض يتضمن لوحات عن كل المجازر الصهيونية على مدى أكثر من قرن ليتعرف العالم إلى الطبيعة الإرهابية الدموية لكيان يقدم نفسه “واحة للديمقراطية” في هذه المنطقة.
7- كيف نفسر التصريحات السعودية؟
قد يختلف المحللون في تفسير التصريحات القوية التي صدرت عن مسؤولين سعوديين ردا على تهديدات ترامب بالأمس..البعض يعتقد أنها مطلوبة من ترامب نفسه لمواجهة الضغوط الداخلية التي يتعرض إليها بسبب تردده في موقفه من قضية الخاشقجي عبر الإيحاء بامكانية خسارة حليف غني ومؤثر كالمملكة العربية السعودية…فيما رأى البعض الآخر أن هذه التصريحات مقدمة لمواجهة جدية ستجد فيها الرياض نفسها محتضنة من قوى عربية وإقليمية ودولية طالما عادتها تلبية لأوامر واشنطن…فالأوراق بيد الرياض ليست قليلة…
8- بعد افتتاح معبر نصيب
بعد الاتفاق بين الحكومتين السورية والأردنية على افتتاح معبر نصيب-جابر الحدودي…الا يجب أن يعود التنسيق الحكومي اللبناني-السوري إلى طبيعته تأكيدا للعلاقة الأخوية بين البلدين، وتنفيذا لاتفاق الطائف الذي ينص على علاقات مميزة بين سوريا ولبنان ،وتأمينا للمصالح اللبنانية- السورية المشتركة…وهل يجوز أن يستمر فريق في الحكم بفرض رؤيته الخاصة على علاقات تاريخية تتجاوز كل الخلافات العابرة…وهل يقبل المعارضون على عودة التنسيق مع دمشق أن يفرض فريق لبناني اخر فاعل نظرته السلبية من هذا النظام العربي أو ذاك على علاقة لبنان بذلك البلد ..
9- ايام واسماء
في الاحتفال الذي أقامه في بيروت ملتقى الرقي والتقدم اليمني في الذكرى ٥٥ لثورة ١٤ أكتوبر التحريرية جنوب اليمن حرصت أن استجمع في كلمتي اسماء زملاء لي في الجامعة الأميركية من أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية واحييهم وأذكر كيف كنا نعيش معهم يوميات الكفاح المسلح في مواجهة الاستعمار البريطاني منذ عام ١٩٦٣، يوم انطلاق الثورة، حتى ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ ،يوم جلاء آخر جندي بريطاني عن جنوب اليمن…
من هؤلاء من رحل عنا- رحمه الله- ومنهم مازال حيا -أطال الله عمره-
من هؤلاء كان الديبلوماسي القدير الراحل عبد الله الاشطل..والاقتصادي البارز سالم الاشول..والجيولوجي المميز حسين الكاف …والمناضل العنيد خألد الحريري…والزميلتان المناضلتان قدرية الحازمي وعائشة الصافي…وغيرهم وغيرهم من شباب حركة القوميين العرب وحزب البعث..ومن خلالهم تعرفنا إلى قامات نضالية يمنية جنوبية كسلطان عمر وعلي عقيل وانيس يحيي..
اسماء محفورة في الذاكرة كالايام الجميلة التي جمعتنا..أيام كان النضال من أجل التحرر والتقدم والوحدة والعدالة سمة المرحلة..
معن بشور