نظرية التآمر على موسكو تلقى رواجا في روسيا

خميس, 2018-03-15 08:32

يعتقد العديد من الروس بدافع من وسائل الاعلام الرسمية وحتى بعض المسؤولين السياسيين ان اتهام موسكو في قضية تسميم جاسوس مزدوج سابق في المملكة المتحدة، ليست سوى محاولة لتخريب الانتخابات الرئاسية او المونديال.

ولا تصدق ليوبوف تاراسينكو (متقاعدة-69 عاما) ان موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته لوليا. وتقول “روسيا دائما متهمة في كل شيء”.

ولم يتابع الكثير من سكان العاصمة الروسية هذه القضية بسبب عدم اهتمامهم بالاخبار ربما لسأمهم من تكرار الاتهامات والمآخذ اليومية ضد موسكو التي ترددها وسائل الاعلام يوميا في السنوات الاخيرة. ومن كان بينهم مطلعا على القضية بدا مقتنعا ان روسيا ليست مورطة بل ضحية.

وقال رجل القانون فلاديسلاف دياتلوف (46 عاما) “الاجهزة السرية البريطانية تقف وراء عملية التسميم بالنظر الى الطريقة المثالية التي نفذت بها، وذلك بالاستعانة بمادة يفترض انها روسية المصدر”.

ويرى ان الهدف هو “التأثير على نتائج الانتخابات الروسية” الاحد التي يتوقع ان تتيح لفلاديمير بوتين فوزا سهلا بولاية جديدة من ست سنوات.

واضاف “لكننا سننتخب رئيسنا”.

من جهته راى اندري شيشكانوف (طبيب-49 عاما) ان “روسيا لا صلة لها بالامر” مضيفا “اشعر ان هذه القضية تم تدبيرها للاساءة للانتخابات او لمونديال” 2018 بروسيا.

وكان عثر على سيرغي سكريبال وابنته لوليا فاقدين الوعي في 4 آذار/مارس على مقعد في مدينة سالزبوري جنوب غرب انكلترا في وضع حرج بعد تعرضهما لغاز اعصاب قوي.

وقالت رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي انه “من المرجح جدا ان روسيا” مسؤولة عن تسميمهما.

وفي 7 آذار/مارس غداة تحديد اسمي الضحيتين ، سخر مقدم نشرة انباء المساء في القناة الروسية الاولى كيريل كلايمينوف من “مهنة خائن، الاخطر في العالم”.

واضاف “ان الكحول والمخدرات والضغط والانهيار امراض لا يمكن تجنبها في مهنة الخائن ويمكن ان تؤدي الى نوبة او نزيف دماغي او حادث سير او حتى الانتحار”.

وتابع “انصح بعدم اختيار انكلترا كبلد اقامة اذا كنتم تمتهنون خيانة وطنكم”.

-“مصادفة عجيبة”-

وتوفي الكثير من الشخصيات الروسية في ظروف مشبوهة في السنوات الاخيرة في المملكة المتحدة خصوصا المنشق عن الاجهزة الكسندر ليتفينينكو الذي قضى مسمما بالبلوتينيوم-210.

وقال مقدم نشرة المساء الاحد ان العميل المزدوج السابق لم يكن سوى من “المعدات البالية (التي) لم تعد تهم احدا” مضيفا في تساؤل ساخر “هل ان مناخ المملكة المتحدة يؤذي المنشقين؟”.

واشارت القناة اثر ذلك الى احتمال تورط الاجهزة السرية البريطانية خصوصا لان التسميم جرى “قرب مركز عسكري بريطاني في بورتون داون الذي يجري بحوثا عن المادة” المستخدمة في التسميم. وقال مقدم قناة ان تي في الروسية في نشرتها المسائية ساخرا “ان عملية التسميم تشكل مصادفة عجيبة : فهي تأتي قبل ايام من الانتخابات الرئاسية الروسية” الاحد 18 آذار/مارس. وتابع المقدم ان الجواسيس السابقين يقيمون في كل مكان من العالم “ولكن لا يجري تسميمهم الا في بريطانيا العظمى”.

ومضى في الاتجاه ذاته الرئيس الواسع النفوذ لمجلس الشيوخ الروسي فياتشيسلاف فولودين. وندد هذا الاخير “بعملية مخططة تشكل نوعا من التدخل في الحملة” الانتخابية الروسية.

واضاف متهما “ان بريطانيا وسلطاتها هي المسؤولة” عن الجريمة.

واشار المعلق الشهير للقناة العامة فيستي ديميتري كيسليف وهو معروف بقربه من الكرملين، الى هدف آخر للعملية وهو افساد مونديال كرة القدم الذي تنظمه روسيا صيف 2018.

وقال في برنامجه الواسع الشعبية مساء الاحد “لماذا لا يكون قد تم تسميم سكريبال لاستغلال الامر لاحقا لتنظيم مقاطعة لكاس العالم”.

من جهتها تساءلت صحيفة موسكوفسكي كوسوموليتس عن احتمال ان تكون “عملية لعناصر المخابرات البريطانية”.

من جهته قال المحلل جيورجي بوفت المعروف بآرائه المتوازنة عموما على اذاعة بيزنس اف ام “انه في غياب اثباتات” على تورط روسيا “تملك موسكو الحق الاخلاقي في قطع علاقاتها الدبلوماسية” مع لندن.

(أ ف ب)