في معرض مئات التعليقات عن خاطرة "الحمقى"، التي وزعتها بالأمس، تردد سؤالان أولهما هل من سبب مباشر لكتابة الخاطرة ؟!!. والثاني ماذا تقصد بالأحمق؟!!.
للإجابة على السؤال الأول أقول كانت الخاطرة تعليقاً على مرارة صديق عزيز كتب عنها، فتذكرت العديد من الحمقى، وبينهم أعزاء، في مسيرة العمر بعضهم دفع الثمن غالياً وبعضهم كاد أن يُدفّعنا أغلى الأثمان...
أما تعريفي للأحمق فذكرني بوصف جميل، كنت أسمعه من القائد الحبيب والمؤرخ الشهيد الدكتور عبد الوهاب الكيالي رحمه الله، واصفاً بعض الناس، وبينهم أصدقاء، أنهم كالدراجات الهوائية يجب أن تمسك بهم كل الوقت كي لا يقعوا... لحماقتهم وتسرعهم...
الأحمق بنظري هو الذي يقع أسير اللحظة... فإذا كانت لحظة انتصار ينبهر، أو لحظة انكسار فينهار... فلا يقرأ الأمس بكل دروسه ليصبح أكثر تعقلاً وصبراً على المكاره، ولا يقرأ الغد ليصبح أكثر قدرة على التماسك وينسى أن اللحظة مهما كانت قاسية أو مفرحة فهي مجرد لحظة...
الأحمق هو من يعتقد أن رأيه هو الصواب الذي لا يحتمل الخطأ، وأن رأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب على عكس ما قال يوماً الإمام الشافعي رحمه الله...
أخطر ما في الأحمق أنه لا يدرك حماقته إلاّ بعد فوات الآوان... فالحماقة كالغضب أولها جنون أو انفعال وآخرها ندم...
