أمريكا وبريطانيا تجسستا على إسرائيل 18 عامًا وفككت الشيفرة للطائرات بدون طيّار التي جمعت معلومات عن غزّة وسوريّة وإيران

جمعة, 2016-01-29 13:03

كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، كُبرى الصحف الإسرائيليّة، في عددها الصادر اليوم الجمعة، كشفت النقاب عن أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا أقامتا قاعدة سريّة في قبرص للتجسس على إسرائيل منذ نحو 18 عامًا، وتحديدًا في العام 1998. ولفت مُعّد التقرير، الصحافي د. رونين بيرغمان، المختّص بالشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة، إلى أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، وافقت على طلب الصحيفة نشر التقرير، الذي اعتبرته الصحيفة سبقًا صحافيًا، يُكشف عنه لأوّل مرّةٍ.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية نقلًا عن موقع دا انترسبت (The Intercept)، وصحيفة (دير شبيغل) الألمانيّة، أنّ جهازي الاستخبارات الأمريكيّة والبريطانيّة نجحا في تفكيك الشيفرة الخاصة لطائرات الاستطلاع الإسرائيليّة بدون طيّار، ممّا كشف جميع النشاطات العسكرية الإسرائيلية في كل من غزة وسوريّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.

وبحسب الصحيفة، فإن كاشف أسرار المخابرات الأمريكية ادوارد سنودن هو مصدر هذه المعلومات. بينما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامّة باللغة العبريّة عن مصدرٍ أمنيّ إسرائيليّ كبير قوله إنّ تسريب هذه المعلومات هو الأخطر منذ قيام إسرائيل، بحسب تعبيره، فيما وصف هذا الكشف، أحد المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين إنّ هذا الكشف هو بمثابة هزّةٍ أرضيّةٍ.

وبحسب الصحيفة، فإنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بتفعيل كمٍّ هائلٍ من الطيارات بدون طيّار، التي تقوم بالتجسس على غزّة، سوريّة وإيران، وتقوم بنقل المواد عن طريق الحاسوب إلى القواعد الجويّة الإسرائيليّة، وبما أنّ بريطانيا وأمريكا تمكّنتا من فكّ الشيفرة الخاصة بهذا الطراز من الطائرات، فإنّ جميع المعلومات التي وصلت لإسرائيل، وصلت أيضًا للندن وواشنطن. ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أنّ المُخابرات الأمريكيّة والبريطانيّة أطلقت على العملية، التي بدأت في العام 1988 اسم “أنارخيست” (فوضويّ). وأشارت الصحيفة إلى أنّ تدقيقًا أجراه خبراء إسرائيليون أكّد أنّ حزب الله نجح فعلاً في اعتراض صور جوية كانت تبثها طائرات تجسس إسرائيلية عام 1997 وأدّت إلى نصب مقاتلي الحزب كميناً لقوة كوماندوس إسرائيلية قرب قرية أنصارية في جنوب لبنان وقتل 11 جنديًا منهم.

وقالت الصحيفة إنّ التدقيق الذي أجراه الخبراء الإسرائيليون يؤكّد أنّ صور طائرة التجسس الصغيرة من دون طيار الإسرائيلية التي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مؤتمر صحافيّ، وقال إنّها توثّق الموقع الذي جرت فيه عملية الكوماندوس البحريّ الإسرائيليّ كانت حقيقية. وقارن خبراء إسرائيليون الصور، التي عرضها نصر الله خلال المؤتمر الصحفي مع الصور التي وصلت إلى قاعدة عسكرية إسرائيليّة في الفترة نفسها التي تحدث عنها نصر الله، فتوصلوا إلى استنتاج بأنّ أقواله كانت صحيحة. وتابعت الصحيفة إنّ هذا الاستنتاج يعني أنّ كارثة الكوماندوس البحريّ وقعت نتيجة تسرب معلومات عسكرية سرية ووصولها إلى حزب الله، وذلك خلافًا لاستنتاجات اللجنة التي ترأّسها اللواء غابي أوفير التي حققت في الحدث واستنتجت أنّ الحديث يدور عن كمائن عفوية نصبها حزب الله في مواقع مختلفة.

 وتبيّن من تدقيق الخبراء الإسرائيليين أيضًا أنّ الصور التي كانت تبثها طائرات التجسس الصغير بدون طيار لم تكن مشفّرة، لذلك فإنّ بالإمكان التقدير أنّ الصور لموقع أنصارية لم تكن الوحيدة التي اعترضها حزب الله بخصوص عمليات قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وجميعها سرية، والناتجة من إخفاق تكنولوجي- -استخباري. واستنتاج آخر جرى التوصل إليه هو أنّه لم يكن لدى الاستخبارات الإسرائيليّة معلومات بشأن القدرات التكنولوجيّة لحزب الله، وأنّ جهاز الأمن الإسرائيليّ لم يُدرك عمق ضلوع الإيرانيين في حزب الله، الذي كان سريًا في حينه.

وقالت الصحيفة إنّه يتضح الآن أنّ الوسائل التكنولوجية التي أحضرها الإيرانيون معهم في منتصف سنوات التسعينيات مكّنت حزب الله ليس من التقاط بث طائرات التجسس الإسرائيليّة فقط، بل مكّنت الحزب أيضًا من تحليل هذا البث والحصول على صورة استخبارية استعدادًا لمواجهة عمليّةٍ عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ في منطقة قرية أنصارية. ولفتت الصحيفة، نقلاً عن الموقع، إلى أنّ إسرائيل تقوم بتفعيل سياسةٍ صارمةٍ تمنع من خلالها وسائل الإعلام المحليّة من نشر العمليات التي تقوم بها الطائرات بدون طيّار. ولكن النشر اليوم، تابعت الصحيفة، يؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أنّ هذه الطائرات هي التي تقوم بالعمليات الهجوميّة، وتحديدًا تصفية النشطاء الفلسطينيين في غزّة، كما يؤكّد كذب المزاعم الإسرائيليّة بأنّ الطائرات لا تحمل الصواريخ. وأشار التقرير إلى أنّ إسرائيل قامت بتفعيل هذه الطائرات لجمع معلومات عن المنشآت النوويّة الإيرانيّة، في حال اتخاذ الحكومة الإسرائيليّة قرارًا بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإيران.

علاوة على ذلك، تبينّ من وثائق المخابرات البريطانيّة والأمريكيّة، أنّ واشنطن بذلت جهودًا جبارّة في تعقّب تحركات إسرائيل في المسألة الإيرانيّة، خشية أنْ يقوم نتنياهو بعمليةٍ عسكريّةٍ دون الحصول على ضوءٍ أخضرٍ من أمريكا، قالت الصحيفة.

“رأي اليوم”