هيكل: تفاوضنا مع إسرائيل.. فلماذا لا نتفاوض مع الأسد؟

جمعة, 2015-12-25 20:56

قال الكاتب محمد حسنين هيكل إننا أمام لحظة خطيرة جدا تقتضي تفكيرا أكثر عمقا، مشيرا الى أننا لم نستشرف المستقبل بعدُ.

وعبّر هيكل في سلسلة حواراته “مصر أين؟ وإلى أين؟” مع لميس الحديدي عن قلقه من الأوضاع الراهنة ، داعيا  نظام السيسي الى التعامل مع الأزمات بشفافية مع الشعب، مؤكدا أن على البرلمان القادم تبني خطة عمل واضحة لمواجهة التحديات.

وقال هيكل: “كان الله في عون الرئيس السيسي، أخبرني أنه ينام ساعتين فقط كل يوم” مشيرا الى أن السيسي جاء في وقت جرفت فيه البلد من قواها، وأنه لا يحيط بالرئيس سوى البيروقراطية ، داعيا الى ما سماه التغيير لا التسيير.

وقال هيكل أخشى أن تكون البلاد أمام حافة الخروج من التاريخ، مشيرا الى أن جزءا كبيرا راض بالواقع لقتامة البدائل المطروحة، مؤكدا أنه لابد من حوار بين كل القوى الوطنية لبلورة رؤية ما حول مستقبل البلاد، محذّرا من حالة التشرذم التي تسود البلد.

وأضاف هيكل أن المطلوب من الرئيس الآن أن يجعل مصر تعمل بكامل طاقتها، مشيرا الى أنه لا يمكن لأي بلد أن تذهب للمستقبل دون أن تمتلك خريطة لهذا المستقبل، موضحا أن قوة مصر الحقيقية تكمن في الاقليم الموجودة فيه.

ونبه هيكل  على أن الخطاب العام في مصر الآن مرتبك بشكل غير طبيعي، مشيرا الى أن الخطاب الجاهل الاعلى صوتا هو الطاغي، مؤكدا أن مصر تحتاج الى تصور مستقبلي للنهوض بها، وموضحا أننا بحاجة لصوت العقل في ظل كل هذه الفوضى.

وعن رؤيته لدور الأحزاب السياسية في مصر، قال هيكل إن الأحزاب الحالية لا تمثل الشعب المصري بأي حال من الأحوال.

وقال هيكل إن الزعيم عبد الناصر جسد مطالب الناس، وحاول تنفيذها، وهذا سبب لشعبيته الكبيرة، مشيرا الى أن الناس تعلّق آمالا كبيرة على الرئيس السيسي.

وقال هيكل إن ما حدث لرجل الأعمال صلاح دياب أقلقه الى أبعد مدى، مستنكرا طريقة القبض عليه في منتصف الليل من منزله.

وأضاف هيكل إن طريقة القبض على صلاح دياب أزعجت كثيرين في ظل  الدعوات الى الاستثمار، مؤكدا أن ما حدث مع صلاح دياب (إيقاظه من النوم على رؤية المسدسات والبنادق) لا يوجد به قانون أو عدل ، مشيرا الى أن القانون هو الذي ينبغي أن يحكم: إما اتهام صلاح دياب أو تبرئته.

وحذّر هيكل من أنه إذا لم يتحقق العدل،  يتحول اليأس لدى الشباب من سلبي ، الى إرهابي.

وتابع هيكل: “الشباب محبط، لأن مطالبه لم تحقق بعد ثورتين”.

وعن الشأن الخارجي، قال هيكل إن ما يحدث الآن في المنطقة العربية يجسد أحلام ومطامع إسرائيل، مشيرا الى أن العرب معرضون لأخطار كبيرة في المستقبل المنظور، مستبعدا أن تكون إيران سببا لقلقه على مستقبل العرب.

 

سورية

 

وقال هيكل إن هناك صراعا دوليا على سورية، لأنها مدخل للجزيرة العربية، ولإيران والعراق، مشيرا الى أن سورية هي قلب  الصراع في العالم العربي.

وردا على سؤال: “مع أي جانب نكون في سورية: بشار أم ماذا؟”، قال هيكل: “يجب أن نكون مع الشعب السوري”، مؤكدا أنننا لا  نستطيع فرض نظام معين على شعب معين.

وتابع هيكل: ” النظام الحالي مضطر للتعامل مع الأسد ، ونحتاج  لخطاب موجه للشعب السوري”.

وتساءل هيكل: “تفاوضنا مع إسرائيل، فلماذا لا نتفاوض مع الأسد؟ ما الذي يمنعنا؟”.

وتابع هيكل: الأسد سيسقط إذا ظهر في العالم العربي بديل أفضل منه”.

وعن داعش، قال هيكل إننا نبالغ جدا في تصوير خطرها، مشيرا الى أن “داعش”  وجدت لوجود صراعات بين الدول العربية.

وتابع هيكل: “هدف اسرائيل هو أن يكون العالم العربي في أزمات داخلية وتناقضات كبيرة” مذكّرا بمقولة موشى ديان: “ما يمنع العرب عني هو أن أشعر أنهم دخلوا في تناقضات وقتال مع بعضهم بعضا”.

 

أزمة سد النهضة

 

وعن أزمة سد النهضة، قال هيكل إننا لا نملك سوى الاحترام والصداقة مع اثيوبيا، وليس لدينا وسيلة للتواصل معها غير ذلك ، مشيرا الى أن حركات التحرر في افريقيا انطلقت من القاهرة، وبشكل ما ابتعدنا عن هذا الموقف.

وقال هيكل إننا نحتاج الى بناء ثقة جديدة مع افريقيا، داعيا الى إنشاء منظمة للتعاون مع اثيوبيا.

وأكد هيكل أن تجربة  التاريخ تقول إن مصر لا تقوى الا بتوحيد جهودها مع العالم العربي، مطالبا بأن تكون سياساتنا طبقا لتاريخنا المرتبط بآسيا وافريقيا، مؤكدا أن  الخطاب في مصر أصبح محليا لدرجة كبيرة ، متهما الاعلام الحالي بأنه لا يصنع سوى الأزمات.

واختتم هيكل حديثه مؤكدا أن العالم العربي يجب أن يطلّ على العصر الحديث، ومشيرا الى أن نصف أوروبا يعتقد أننا إرهابيون والنصف الآخر يعتقد أننا رجعيون.

“رأي اليوم”