العالم يتقدم بسرعة إلى الحرب العالمية الثالثة.... في الشرق الأوسط ينتهي عصر احتكار إسرائيل للسلاح النووي

أربعاء, 2025-06-25 23:13

بخطى متسارعة يسير العالم نحو المواجهة النووية الشاملة، الصراعات العسكرية والاقتصادية والسياسية في توسع مستمر ومتصاعد الحدة خاصة منذ سنة 2022 مع إتساع نطاق الحرب في وسط شرق أوروبا. هناك تكتلان يتصارعان حول شكل النظام العالمي الذي فرض مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين بعد إنهيار الأتحاد السوفيتي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش القوة الأعظم في العالم وجهودها لفرض إرادتها على بقية دول العالم، هناك الحريصون على الحفاظ على هذا النظام الذي ساد لحوالي ثلاثة عقود ونصف وهناك القوى التي تسعى لنظام يقوم على تعدد الأقطاب. تقلص القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية للتكتل المدافع عن النظام العالمي الاحادي القطب أو ما يختصره البعض في وصفه بالغرب رغم أنه يضم دولا كاليابان وكوريا الجنوبية وإستراليا وأطرافا اخرى وخشيته من فقدان ازدهاره الاقتصادي الذي بني لعقودعلى حساب مصالح دول العالم غير المصنعة، يدفعه إلى ركوب كل المخاطر في محاولة للحفاظ على هيمنته. من هنا تتابع التحركات والاحداث التي ستقود إلى الحرب العالمية الثالثة التي يعتقد بعض الساسة الذين يتحكمون في مقاليد السلطة في أقوى دول الغرب أنه يمكن حسمها لصالحهم وأنه بعدها سيمكن بناء عالم جديد بسكان أقل.

الحروب المتقطعة الدائرة في منطقة الشرق الأوسط أو ما يوصف أحيانا بغرب آسيا منذ عملية التقسيم نهاية الحرب العالمية الأولى عبر إنشاء إسرائيل ومواجهات 1948 و 1956 و 1967 و 1973 وما بينها، سواء تلك غير الواضحة المعالم للكثيرين مع نظام شرق أوسط جديد والفوضى الخلاقة، تجددت بإيقاعات جديدة منذ 7 أكتوبر 2023 وإنطلاق طوفان الاقصى وتفرعت في مجالها الطبيعي من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن وإيران,

هناك ترجيحات يضعها عدد كبير من المحللين والعسكريين حيث يقدرون أن المواجهة الجديدة المتسعة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة ستكون هي مؤشر رفع الستار عن ما يصفونه بالانفجار الكبير لأن مرجل الضغط في صراعات الشرق الأوسط قد وصل إلى مرحلته الختامية.

خسر الغرب مواجهات كثيرة بشكل حاسم بعد أن كان قد قدر في توقيت ما أنه كسبها، الفيتنام وأفغانستان، والآن في المواجهة مع إيران يركب نفس التصور ولكن المشكلة أنه في تسرعه للإعلان عن التفوق يسقط في تناقضات ويكشف عن تقصير أحيان وفشل في أحيان أخرى.

السؤال الذي يطرحه البعض حاليا هو هل تكرر أيران وإن كان رغم تباين الظروف نجاح كوريا الشمالية في امتلاك سلاح نووي وذلك بعد أن اثبت الهجوم الأمريكي أن امتلاك سلاح نووي هو الضامن للسيادة الوطنية كما يؤكد العديد من السياسيين والاستراتيجيين في طهران وخارجها.

الرئيس الإيراني صرح بعد الهجوم الأمريكي بساعات: طهران لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية الذي “لا يمكن انتزاعه منها بالحرب والتهديدات”.

من جهته قال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عباس غولرو على إكس يوم الأحد، إن لطهران الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة منها، وذلك عقب القصف الأمريكي.

وتنص المادة العاشرة على أن لأي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية “الحق في الانسحاب من المعاهدة إذا رأى أن أحداثا استثنائية عرضت المصالح العليا لبلاده للخطر”.

من جانبها، قالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية في البرلمان إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية.

غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.

يشار إلى أن مضيق "هرمز" أو رأس مسندم يقع بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه في المتوسط حوالي 55 كيلومترا ولكن عمقه قليل ويبلغ عرض المياه التي يمكن لناقلات النفط المرور بها في الاتجاهين سبعة كيلومترات فقط حيث يمكن شل الحركة فيه بسهولة نسبيا، وهو طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط والغاز العالمية.

التناقض

اعلنت تل ابيب يوم الجمعة 13 يونيو 2025 بعد هجومها الجوي والصاروخي من عدة جبهات على إيران تدميرها للقدرات النووية والصاروخية لطهران واحتفل ساسة إسرائيل بالانتصار ورفعت الاعلام ورقص المستوطنون في الشوراع، قبل أن تمر 24 ساعة سقطت الصواريخ على تل ابيب وحيفا وأشدود، وفي الايام التالية تصاعد القصف الإيراني وعمليا انتهت فعالية القبة الحديدية، إسرائيل ردت بسلاح الطيران الذي كان يمون بالوقود في الجو من طرف عشرات طائرات الوقود القادمة من دول الناتو. بعد أيام بدأ الحديث عن تدخل أمريكي، وللتمويه قال الرئيس ترامب أنه سيتخذ قراره بالتدخل خلال أسبوعين، ولكنه هاجم بعد أقل من 48 ساعة. وقيل الكثير ولكن الصورة ما لبث أن تبدلت.

يوم الأحد 22 يونيو 2025 قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الضربة الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية الليلة الماضية قضت على طموحات إيران النووية.

وصرح هيغسيث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية دان كين: "إن الرئيس ترامب يصر منذ أكثر من 10 سنوات بشكل متسق على أن إيران لا يجب أن تمتلك سلاحا نوويا. بفضل القيادة الحاسمة والبعيدة النظر للرئيس ترامب والتزامه بمبدأ "السلام من خلال القوة"، تم تدمير الطموحات النووية الإيرانية. العديد من الرؤساء حلموا بضربة حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، ولكن لم يتمكن أحد من تحقيق ذلك قبل الرئيس ترامب".

وأضاف: "بأمر من الرئيس ترامب، قامت القيادة المركزية الأمريكية بتنفيذ ضربة في منتصف الليل على 3 منشآت نووية في إيران - فوردو، ونطنز، وأصفهان - بهدف تدمير أو إضعاف البرنامج النووي الإيراني بشكل جدي. وكما سيظهر رئيس هيئة الأركان المشتركة، كانت هذه عملية استثنائية وساحقة".

من جانبه وفي نفس اليوم وصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير المالية بيزائيل سموترش تدمير مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية بـ"النصر التاريخي" الذي يجعل العالم أكثر أمانا.

وقال سموتريش في تصريحات يوم الأحد: "هذا الصباح، أصبح العالم أفضل وأكثر أمانا لإسرائيل وللعالم أجمع". وأشار إلى أن العملية تمت ضمن تعاون غير مسبوق بين إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدا أن "الحرب لم تنته"، ودعا المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية لضمان سلامتهم.

كما قدم شكره لرئيس الوزراء نتنياهو والمسؤولين الأمنيين، بالإضافة إلى الرئيس ترامب، الذي وصفه بـ"القائد الملتزم بأمن إسرائيل والسلام العالمي". 

بدوره، أشاد غانتس بأداء الجيش الإسرائيلي، قائلا: "بتضافر الجهود بين القوات البرية والجوية والبحرية، تمكنا من تحييد أحد أخطر التهديدات النووية".

كما أشاد بالتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، معتبرا أن هذه العملية تؤكد متانة التحالف بين البلدين. وحذر من أن التحديات الأمنية مستمرة، داعيا إلى اليقظة والاستعداد لأي تطورات. 

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عبر عن اعتزازه بهذه الخطوة الأمريكية، واصفا إياها بانتصار لقيم الحرية والأمن في مواجهة ما أسماه "محور الإرهاب".

وقدم هرتسوغ شكره لترامب وحكومة الولايات المتحدة، معتبرا أن الضربة الأمريكية "تمثل دفاعا عن مصالح العالم الحر"، كما أعرب عن أمله في أن "تساهم هذه التطورات في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وتعجيل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة". 

التفاوض على ماذا؟

يوم الأحد 22 يونيو أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران.

وقال روبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "نحن مستعدون للتحدث معهم غدا وجاهزون لبدء العمل على هذا الاتفاق".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعمل على تغيير السلطة في إيران، قال روبيو: "هذا ليس الهدف الذي نعمل عليه إطلاقا".

وتابع: "لن أكشف عن معلومات استخباراتية حساسة حول ما نراه على الأرض في إيران، ولكننا رأينا الكثير، وأنا واثق للغاية من أننا نجحنا في تأخير تطويرهم للأسلحة النووية بشكل كبير".

وختم قائلا: "أعتقد أننا عطلنا برنامجهم النووي لفترة طويلة جدا. أعتقد أن الإيرانيين سيحتاجون إلى سنوات عديدة قبل أن يتمكنوا من تطوير أسلحة نووية".

وزير الدفاع الأمريكي صرح أن الجيش الأمريكي استخدم أساليب التضليل والخداع في هجومه على إيران وأكد هيغسيث 

إن قرار نقل عدد من قاذفات بي-2 من قاعدتها في ميسوري في وقت سابق من يوم السبت كان بمثابة عملية خداع لتضليل الإيرانيين.

وأضاف هيغسيث أن الولايات المتحدة استخدمت أيضا وسائل خداع أخرى، حيث نشرت مقاتلات لحماية قاذفات بي-2 التي أسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات على أقوى موقع نووي إيراني.

وذكر هيغسيث إن كل هذه الأساليب ساعدت الولايات المتحدة على إسقاط القنابل دون أن تنذر المقاتلات الإيرانية أو أنظمة الدفاع الجوي لديها.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي بأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مع إيران، على الرغم من هجماتها على المواقع النووية الإيرانية الرئيسية.

وكانت إيران والولايات المتحدة قد دخلتا في مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، عندما شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق على إيران في 13 يونيو.

ومع بدء الهجمات الإسرائيلية، التي أدت إلى رد إيراني، تم تعليق المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.

التخطيط

يوم الأحد كذلك صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية دان كين: "تألفت المجموعة الضاربة الرئيسية من 7 قاذفات قنابل من طراز B-2 Spirit، وكان على متن كل منها طاقم مكون من فردين".

وذكر أن الطائرات أقلعت من الولايات المتحدة في رحلة استمرت 18 ساعة دون توقف، ونفذت عمليات تزويد بالوقود في الأجواء، في واحدة من أطول وأكبر العمليات في تاريخ هذا الطراز من القاذفات. وشاركت في العملية أكثر من 15 طائرة أمريكية، شملت مقاتلات وطائرات استطلاع وطائرات تزود بالوقود.

وأضاف: "مساء السبت، حوالي الساعة 17:00 بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو)، وقبل دخول المجموعة الضاربة إلى (المجال الجوي) الإيراني بقليل، أطلقت غواصة أمريكية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية للقوات الأمريكية أكثر من 20 صاروخا كروزا من طراز "توماهوك" على أهداف حيوية في البنية التحتية الأرضية لأصفهان".

وأوضح أن الولايات المتحدة استخدمت خلال العملية "عدة تكتيكات خداع، بما في ذلك أهداف وهمية"، مع استخدام مقاتلات من الجيلين الرابع والخامس أمام مجموعة القاذفات الضاربة. وكشف أنه خلال الهجوم على 3 منشآت نووية إيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو، تمت الاستعانة بكل من: القيادة الاستراتيجية وقيادة النقل وقيادة الفضاء السيبراني وقيادة الفضاء وقوات الفضاء والقيادة الأوروبية للقوات الأمريكية.

منتصف يوم الأحد وبعد ساعات قليلة من التصريحات الأولى توعد الرئيس ترامب بتوجيه ضربات جديدة لإيران "ما لم يوقفوا فورا" الهجمات على إسرائيل، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة إنه ليس مهتما بإرسال قوات برية إلى إيران.

فشل وتعثر

بعد فورة اعلانات الانتصار أكد مسؤول أمريكي رفيع لصحيفة نيويورك تايمز، يوم الأحد 22 يونيو، إن القصف الذي استهدف منشأة فوردو النووية الإيرانية ألحق "أضرارا" بالموقع، لكنه لم يدمره.

وتتناقض تصريحات المسؤول مع إعلان ترامب، الذي أكد في خطاب له أن "المنشآت النووية الرئيسية لإيران دمرت بالكامل".

من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن تقييم الأضرار لا يزال جاريا، مؤكدا أن إيران ما تزال تملك أهدافا عسكرية محتملة، وأن العمليات العسكرية مستمرة وفقا لخطط الحرب المعتمدة.

وفي تصريحات نقلتها وكالة رويترز، قال مصدر إيراني إن "معظم اليورانيوم المخصب" في منشأة فوردو تم نقله إلى موقع سري قبل الضربة الأمريكية، مضيفا أن عدد العاملين في الموقع خفض إلى الحد الأدنى. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفرين، قال إن "من السابق لأوانه تأكيد هذه الادعاءات".

في السياق ذاته، أظهرت صور ملتقطة بالاقمار الصناعية من شركة "ماكسمار تكنولوجيز" تغيرات إضافية في حدود الجبل حيث توجد منشأة فوردو، وتدل على احتمال تلقيه ضربات مباشرة أدت إلى انهيارات أرضية أو شقوق عميقة في الصخور ولكنها سطحية بالنسبة لحجم الجبل الذي توجد داخله المنشأة النووية.

رغم ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي مستويات إشعاع غير طبيعية في المواقع المستهدفة، بما فيها منشأة فوردو. وذكرت في بيان صدر بعد ساعات من الضربة أن المواد المخزنة كانت تتضمن يورانيوم منخفض التخصيب أو طبيعيا، ولم تشمل مواد مشعة عالية الخطورة. وأضافت أن الولايات المتحدة استهدفت ستة مواقع أخرى، منها منشأة لإنتاج قضبان الوقود النووي في أصفهان.

يوم الأحد أعلن البرلمان الإيراني أن طهران كانت تتوقع هجوما على المنشأة النووية في فوردو، لذلك قامت بإخلائها مسبقا، ولم يلحق بالمنشأة ضرر لا يمكن إصلاحه. فيما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران لا تنوي وقف تطوير برنامجها النووي رغم الضربات.

استنفار نووي

أفادت مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين أن القوات النووية الروسية وضعت في حالة استنفار قبل أسابيع من الهجوم الأمريكي على إيران وأن طهران ابلغت من طرف روسيا والصين بإقلاع الطائرات الأمريكية في الرحلة نحو إيران لقصفها.

ويوم الأحد أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، ناقشا خلالها الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حسبما أفادت الخارجية الروسية.

وخلال المحادثة، أشار لافروف إلى أن الضربة الصاروخية والقنابل الأمريكية على أراضي دولة ذات سيادة "تمثل جولة جديدة وخطيرة من تصعيد الصراع، والتي قد تسفر عن عواقب لا يمكن التنبؤ بها، وقد ألحقت بالفعل أضرارا بنظام منع الانتشار النووي والأمن الإقليمي والعالمي".

في موسكو ندد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بالضربة الأمريكية على إيران مشيرا إلى انجرار واشنطن إلى نزاع جديد، و"استعداد بعض الدول لتقديم ذخائرها النووية لإيران".

وكتب مدفيديف في منشور على "تلغرام":

ماذا حققت الولايات المتحدة من ضرباتها الليلية لثلاثة مواقع في إيران؟:

البنية التحتية النووية الحرجة لم تتضرر أو تضررت بشكل طفيف.

تخصيب اليورانيوم، وإنتاج الأسلحة النووية مستقبلا سيصبح واقعيا.

دول عدة مستعدة الآن لتزويد إيران بالذخائر النووية مباشرة.

إسرائيل تحت التهديد... انفجارات وذعر وتصعيد.

الولايات المتحدة انجرت إلى نزاع جديد قد يتحول إلى عملية عسكرية برية.

النظام السياسي الإيراني لم يضعف بل على الأرجح أصبح أكثر قوة.

الالتفاف الشعبي حول القيادة الدينية في إيران تعزز، بل حشد تأييد معارضيه.

ترامب الذي جاء "كرئيس للسلام"، أشعل حربا جديدة للولايات المتحدة.

معظم دول العالم ترفض وتستنكر ممارسات الولايات المتحدة وإسرائيل.

جائزة نوبل للسلام أصبحت حلما بعيد المنال لترامب، رغم كل الفساد المحيط بمنح هذه الجائزة ... بداية موفقة.. تهانينا سيادة الرئيس".

وكان دميتري مدفيديف قد صرح قبل الهجوم الأمريطي بساعات ويوم السبت 21 يونيو إن إيران قد تلجأ إلى استخدام السلاح النووي لو كانت تمتلكه، كرد على أي محاولات لتدمير برنامجها النووي، مشيرا إلى أنها ستواصل العمل عليه بأي ثمن.

وكتب مدفيديف على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي الروسية “فكونتاكتي”: “لا إيران ولا إسرائيل ستتخليان عن برامجهما النووية، وأن أي ضربات لن تنجح في وقف هذه البرامج”، وفقا لوكالة أنباء /سبوتنيك/ الروسية.

وأضاف أن “طهران ترى بقاءها في استمرار البرنامج النووي، وستواصل تطويره بكل السبل”. وتابع مدفيديف: سيذهب نتنياهو، لكن إيران ستبقى. بقيادة آية الله جديد”.

مخاطرة ترامب 

جاء في تقرير نشرته البي بي سي البريطانية يوم الاحد 22 يونيو 2025 كتبه مراسلها في أمريكا الشمالية  أنتوني زورشر:

اتخذ ترامب، الرئيس الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير الماضي متعهدا بأن يكون "صانع سلام"، خطوة دراماتيكية بزج الولايات المتحدة في الصراع المحتدم بين إيران وإسرائيل.

فبدلا من جلب السلام إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه السلطة، يشرف ترامب الآن على منطقة على شفا حرب أوسع، حيث أصبحت أمريكا طرفا نشطا فيها.

وفي خطاب تلفزيوني وجهه إلى الأمة من البيت الأبيض، بعد ما يزيد قليلا على ساعتين من إعلانه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الأمريكية قصفت ثلاثة مواقع نووية في إيران، وصف الرئيس الأمريكي العملية بأنها "نجاح مذهل".

وأعرب ترامب عن أمله بأن تفتح خطوته الباب أمام سلامٍ طويل الأمد، حيث لن تملك إيران بعد الآن إمكانية التحول إلى قوة نووية.

لكن إيران أعلنت أن موقعها النووي المحصن في فوردو لم يلحق به سوى أضرار طفيفة، وقد يتضح لاحقاً أي الطرفين كان محقاً في روايته.

وخلال مؤتمر صحفي، كان موجوداً فيه نائب الرئيس، جي دي فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ووزير الدفاع، بيت هيغسيث، حذر ترامب إيران من أنه إذا لم تتخلَ عن برنامجها النووي، فسوف تواجه ضربات مستقبلية "أسوأ بكثير وأسهل تنفيذاً".

وأضاف ترامب أن "هناك أهدافا عديدة متبقية"، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستلاحقها "بسرعة، ودقة، ومهارة".

ورغم نبرة الفخر عند الرئيس ترامب، فإن استمرار التدخل العسكري الأمريكي في إيران قد يشكل سيناريو كارثياً بالنسبة للولايات المتحدة، وللمنطقة، وللعالم.

وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من "دوامة من الفوضى" التي قد تنجم عن قرار واشنطن بتصعيد الصراع، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط "يقف على حافة الهاوية".

وإذا ردت إيران على الهجوم، كما حذر المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للرد على التصعيد.

وقد وضعت تصريحات ترامب مطلع هذا الأسبوع، التي قال فيها إن على إيران "الاستسلام دون قيد أو شرط"، الرئيس في موقف يصعب عليه التراجع عنه، في حين وجدت إيران نفسها، من خلال تهديداتها، في زاوية مشابهة.

وهكذا تبدأ الحروب، وهكذا يمكن أن تتسع لتخرج عن نطاق السيطرة، وتتجاوز حدود خيال الأطراف المعنية.

ويوم الخميس 19 يونيو، منح ترامب الإيرانيين مهلة أسبوعين، لكن تبين أنها أقصر مما توقعه الجميع — يومان فقط، ففي ليلة السبت، أعلن الرئيس الأمريكي أنه اتخذ قراره.

فهل كانت مهلة الأسبوعين مجرد خدعة؟ وهل كانت محاولة لاستدراج الإيرانيين إلى شعور زائف بالأمان خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ أم أن المفاوضات التي جرت خلف الكواليس، بقيادة مبعوث ترامب للسلام، ستيف ويتكوف، قد انهارت تماما؟

تدهور الأمور بسرعة.

والآن تبدأ لعبة الانتظار: كيف سترد إيران على الهجمات. ويأمل ترامب، على ما يبدو، أن تؤدي هذه الضربات إلى دفع إيران نحو تقديم تنازلات أكبر على طاولة المفاوضات. لكن من غير المرجح أن تكون دولة، رفضت الحوار أثناء الهجمات الإسرائيلية، أكثر استعداداً له بينما تتساقط عليها القنابل الأمريكية كذلك.

ورغم محاولة ترامب الإيحاء بأن الضربة الأمريكية كانت عملية واحدة وناجحة، فإن فشل هذا التصور قد يضاعف الضغط عليه لشن ضربات إضافية، وإلا سيكون قد خاض مغامرة سياسية كبيرة مقابل مكسب عسكري محدود.

هذا الخطر يشمل مخاوف على الصعيد السياسي الداخلي، وكذلك مسائل تتعلق بالأمن الدولي.

فاحتمالية شن هجوم أمريكي على إيران كانت قد أثارت انتقادات حادة، ليس من الديمقراطيين وحسب، بل من داخل حركة ترامب نفسها "أمريكا أولاً".

وقد يكون قرار الرئيس غير المعتاد بإلقاء خطابه محاطا بثلاثة من أقرب مستشاريه محاولة لإظهار وحدة الصف داخل حزبه.

عرف جي دي فانس بمواقفه المؤيدة لسياسة خارجية أمريكية أقل تدخلا. ومؤخرا، ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مدافعا عن فكرة أن ترامب ما يزال مؤمنا بعدم التدخل، ويستحق من مؤيديه أن يمنحوه الفرصة وحسن الظن.

وإذا كانت هذه الضربة عملية واحدة، فقد يتمكن ترامب من تهدئة الانقسامات داخل قاعدته الشعبية. أما إذا جرّت هذه الخطوة الولايات المتحدة إلى صراع أوسع، فقد يواجه الرئيس تمردا من داخل صفوف مؤيديه.

فالهجوم الذي نفذ يوم السبت الأحد يعد خطوة عدائية من قبل رئيس تفاخر طوال ولايته الأولى بعدم خوض حروب جديدة، وكثيرا ما انتقد سلفه على جر البلاد إلى صراعات خارجية أثناء حملته الانتخابية.

لقد اتخذ ترامب خطوته، لكن المرحلة المقبلة ليست بالكامل تحت سيطرته.

محكوم بالفشل

حوالي 72 ساعة قبل انضمام واشنطن علنيا وبقوات كبيرة لدعم تل أبيب في هجماتها على إيران نشرت مجلة فورين أفيرز يوم 19 يونيو 2025 مقالا مطولا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، روبرت بيب، تناول فيه بالتحليل أهداف الحملة الجوية ضد إيران ومآلاتها، والعوائق التي تعترضها.

وقال إن إسرائيل تشن منذ أسبوع تقريبا حملة قصف متواصل في إيران لتحقيق شيء لم تفعله أي دولة في العالم من قبل، وهو إسقاط حكومة دولة أخرى والقضاء على قدراتها العسكرية الرئيسة باستخدام القوة الجوية وحدها.

واعتبر الكاتب أن محاولة إسرائيل تحقيق أهدافها هذه "الطموحة للغاية" -من خلال قصف جوي والاستعانة بشبكة استخبارية متطورة- دون نشر قوات برية لم يسبق لها مثيل.

ولتوضيح ما ذهب إليه، صاغ الكاتب عددا من الأمثلة منها أن الولايات المتحدة لم تفلح مطلقا في تحقيق أهدافها عبر الضربات الجوية في حروبها المختلفة سواء في الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الكورية، أو حرب فيتنام، أو حرب الخليج، أو الحروب في البلقان، أو حرب احتلال العراق.

وبالمثل، أخفقت دول أخرى في تحقيق ذلك، مثل الاتحاد السوفياتي وروسيا في أفغانستان والشيشان وأوكرانيا. ثم إن إسرائيل نفسها لم تحاول القيام بمثل هذه الحملة في الصراعات السابقة في العراق أو لبنان أو سوريا أو حتى في عمليتها الأخيرة في قطاع غزة.

ورغم أن إسرائيل تمكنت من قتل قادة كبار لحزب الله اللبناني وحركة حماس، كما اغتالت مؤخرا قيادات في الحرس الثوري الإيراني، إلا أنها وقعت، على ما يبدو، فيما يسميه بيب في مقاله بــ"فخ القنابل الذكية"، ذلك لأن الثقة المفرطة في الأسلحة الدقيقة والاستخبارات تدفع قادتها إلى الاعتقاد أن بإمكانهم منع إيران من أن تحقق اختراقا في برنامجها النووي.

ووفقا للمقال، فإن نجاحات تل أبيب العسكرية في إيران وخارجها لن تكون طويلة الأجل ما لم يصاحبها غزو بري (وهو أمر غير محتمل إلى حد كبير.

وفي تقدير بيب -الذي يعمل أيضا مديرا لمشروع جامعة شيكاغو الخاص بالأمن والتهديدات- أن إسرائيل تشن غاراتها على المنشآت النووية الإيرانية ليس بدافع الخوف من أن تتمكن طهران من إنتاج سلاح نووي، بل من أن تكون بالفعل على وشك الحصول على المواد الانشطارية الضرورية لصنع القنبلة الذرية.

ويعتقد أن بإمكان إيران أن تنتج هذه المواد بطريقتين: الأولى بتخصيب خام اليورانيوم لتحقيق نقاء النظائر اللازمة لصنع القنبلة الذرية، في مناجم خام اليورانيوم الإيرانية، ومحطة تحويل اليورانيوم من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية ومنشآت التخصيب في فوردو ونطنز. والثانية، عبر فصل البلوتونيوم، وهو منتج ثانوي طبيعي لأي مفاعل نووي مثل الموجود في مدينة بوشهر جنوبي إيران.

3 عوائق

لكن إسرائيل تواجه -برأي بيب- 3 عوائق تحول دون تدميرها هذه المنشآت بالكامل، أولها أن جزءا كبيرا من البرنامج النووي الإيراني -بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم– مخبأ في باطن الأرض، مثل منشأة فوردو المتطورة المبنية على عمق مئات الأمتار أسفل الجبل، وهناك منشأة جديدة أخرى قيد الإنشاء منذ عدة سنوات في مدينة نطنز على عمق مماثل لفوردو.

وحتى الآن، لم تستهدف إسرائيل منشأة فوردو على الإطلاق، وقصرت هجماتها في نطنز على منشآت توليد الطاقة فيها بدلا من محاولة تدمير أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب المدفونة على عمق 75 مترا تحت سطح الأرض.

وحسب المقال، فليس ثمة مؤشرات تدل على أن المقاتلات الإسرائيلية لها القدرة على حمل قنابل كبيرة خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل والتي طورتها الولايات المتحدة وهي وحدها التي قد تستطيع تدمير فوردو في أي هجوم.

ويتساءل بيب: ماذا لو انضمت الولايات المتحدة بقنابلها الخارقة للتحصينات إلى الهجوم؟ هل تستطيع إسرائيل بالفعل القضاء على برنامج الأسلحة الإيراني بمثل هذا الدعم؟

وفي معرض إجابته، يشير أستاذ العلوم السياسية إلى أنه حتى لو وافق الرئيس ترامب على طلب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بقصف فوردو، وحتى لو تمكنت القنابل الأمريكية الضخمة الخارقة للتحصينات من شق طريقها نحو غرف فوردو المخبأة في أعماق الأرض، ستظل الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان المزيد من التحديات للقضاء على قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية.

وحذر الكاتب من أن أي هجوم إسرائيلي بمساعدة أمريكية على المنشآت الإيرانية سيضع الولايات المتحدة مباشرة في مرمى نيران إيران النووية بدلا من حل المشكلة نهائيا.

والعائق الثاني الذي يقف أمام تدمير المنشآت النووية الإيرانية، يكمن في التحدي الكبير الذي يمثله مفاعل بوشهر الواقع على بعد 17 كيلومترا تقريبا جنوب شرق مدينة بوشهر. وبمقدور إيران تعديل المفاعل لتوليد البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة النووية.

ويؤكد بيب أنه لا يمكن القضاء على هذا الخطر ما دام المفاعل قائما، ولكن إذا نجحت إسرائيل في تدميره، فهناك خطر من انبعاث إشعاعات في المناطق السكنية في جميع أنحاء الخليج العربي شبيهة بالسحابة المشعة التي انطلقت من مفاعل تشيرنوبل فوق سماء المدينة التي يقطنها نحو 200 ألف شخص في شمال أوكرانيا، وهي الكارثة التي حدثت في 26 فبراير 1986.

مفاعل ديمونة

وقد يستدعي تدمير المفاعل ردا انتقاميا من جانب إيران بالصواريخ الباليستية ضد مجمع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة بصحراء النقب.

أما العائق الثالث والأهم -في نظر بيب- فهو أنه حتى بعد شن ضربات جوية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية، سيظل هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن المواد التي نجت من القصف ومدى قدرة المفاعلات الإيرانية في إعادة تشكيلها.

وما لم يتم تفتيش تلك المنشآت، فلن تتمكن إسرائيل من إجراء تقديرات موثوق بها لحجم الأضرار التي لحقت بقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم والمخزونات الموجودة من اليورانيوم المخصب.

وطبقا لمقال فورين أفيرز، من غير المرجح  أن تسمح إيران للمفتشين الدوليين -ناهيك عن الفرق الأمريكية أو الإسرائيلية- بتقييم درجة الضرر الذي لحق بمخزونات اليورانيوم المخصب بدقة، أو تحديد ما إذا كانت المعدات أو المواد القابلة للاستخدام قد أزيلت قبل الضربات أو بعدها، أو تحديد مواقع تصنيع مكونات الإنتاج المحلي الكبير لأجهزة الطرد المركزي الإيرانية.

وستتفاقم المخاوف من امتلاك إيران للسلاح النووي سرا.

وذكر الكاتب أن الإحصائيات المتوفرة عن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تبين استحالة تحقيق إسرائيل هدفها المعلن بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل ودائم.

وحتى لو افترضنا أن الضربات الإسرائيلية قد دمرت فعلا جميع المواد المخصبة في نطنز، فإن مخزون إيران المخصب بنسبة 60 لإي ألمئة لا يزال موجودا في مفاعل فوردو.

فقد كشف تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو 2025، أن هذا المخزون يبلغ 408 كيلوغرامات، بعد أن كان 275 كيلوغراما في فبراير من هذا العام، وهي كمية كافية لإنتاج 10 قنابل نووية في غضون بضعة أسابيع من التخصيب الإضافي، إذ إن المطلوب لصنع قنبلة نووية واحدة هو 40 كيلوغراما.

هدف مفرط في الطموح

ووفق الكاتب، إذا كان من غير المرجح أن تؤدي الضربات العسكرية إلى تدمير قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية، فإن استبدال النظام في طهران بحكومة جديدة قد يبدو حلًا جذابا لمعضلة إسرائيل الإستراتيجية.

ومع ذلك، فإن تغيير النظام هدف مفرط في الطموح، لأن الأمر -من وجهة نظر بيب- لا يتعلق فقط بقطع رأس القيادة الإيرانية العليا بأكملها وإزالة المتشددين في جميع المجالات التشغيلية للحكومة الإدارية، بل يستلزم تنصيب حكومة صديقة مستعدة للتخلي عن بقايا البرنامج النووي الإيراني الحالي وضمان عدم سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية في المستقبل.

وأخيرا، فإن أكبر عائق أمام تنصيب حكومات صديقة يكمن بالمشاعر الشعبية أو القومية في البلد المستهدف. فالنزعة القومية -حسب توصيف المقال- تميل إلى الاستفحال سريعا عندما يواجه السكان المحليون احتمال أن تحكمهم قوة أجنبية لا سيما إذا كان ذلك هو هدف التدخل العسكري الخارجي.

ولعل هذه النزعة هي السبب الرئيس في أن جهود الولايات المتحدة لتثبيت أنظمة ديمقراطية ظاهريا في العراق وأفغانستان قوبلت بالإرهاب -على حد تعبير المقال- وهو السبب أيضا وراء معاناة الغزو العسكري الإسرائيلي الحالي لقطاع غزة من صعوبات مماثلة.

ويختتم بالقول إنه في نهاية المطاف، قد لا تكون هناك طريقة أمام إسرائيل للهروب من وهم القنبلة النووية، أو من مستنقع آخر في الشرق الأوسط.

 

عمر نجيب

[email protected]