شكراً للأستاذ سلامي بن احمد المكي 

جمعة, 2025-05-30 16:32
ذ/ أسلمو ولد محمد المختار ولد مانا

كما أشكر تلك الصدفة التي قادتني إلى مكتبكم كما أشكر من كان وراء ذلك اللقاء الطيب وهو الدكتور الشيخ معاذ الذي وجّهني إليكم دون تخطيط سابق من طرفي لذلك اللقاء !
إن سبب إعجابي يعود إلى منحكم لي مذكرات أخيكم المرحوم التجاني بن احمد المكي الذي قد وافاه الأجل المحتوم في حادث سير مروع قد يظن البعض أنه مدبر من جهة ما قد تكن لها مصلحة في ذلك !
وسر الإعجاب في ذلك فهو صدق تقديمك للمذكرات دون أن تنسب لنفسك فضلا فيها إلا ما يقتضيه دورك كأخ قد تعرض أخوه لتك المحن تحت أكثر من عنوان !
والثاني فهو كشف شبه تلك السيرة الذاتية للمرحوم والتي قد أبانت لديه عن روح التحدي التي كانت تقود المرحوم بمقتضى شحنة الطموح كتلك التي قد عبر عنها الشاعر العربي الكبير المرحوم  أبو الطيب المتنبي لما قد قال في قصيدة مشهورة :
إذا غامرت في شرف مروم : فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير : كطعم الموت في أمر عظيم !
يكمن مصدر الإعجاب أيضا في كون هذا الشاب كان ذكاؤه وعاطفته أقوى من عقله فالشيء الذي جعلاه يدخل عباب ذلك البحر الآسن الذي هو بحر السلطة والجيش والمخابرات مما مكنه ذلك من لفت انتباه  المخابرات إليه الشيء الذي  جعلها  تلفق له شبهة زعزعة أمن النظام وذلك بإحصائه للضباط وكذا رجال الأعمال وقبائلهم ، وكلما يراه مؤثرا وفاعلا يمكن أن يساعد في تغيير واقع الفساد الذي نمت بذرته مع أول انقلاب واستمر ينمو مع كل انقلاب حتى قد بلغ السيل الزبى كما اعترف بمحاولة إقناع بعض الضباط بانقلاب عسكري يقوض النظام الحاكم في البلاد ! 
ولا شك أن اعتقالات ذلك الشاب وحقنه وكذا تناوله حبوب المهدئات والمنومات التي كانت تعطى له قد ساهمتا في بعض اختلالات تصرفاته كتلك مع الوزير الجزائري الزائر وغيره !
ورغم ذلك فما صدر منه حسب ما ذكر كأدوات فعل لموقف ما خصوصا نظرة الجنون تلك التي ألصقت به (كأساق المص )  والتي كانت تلك الإشاعة لها التأثير البالغ عليه رغم محولاته تجاوز انعكاساتها على نفسه ! 
ولربما ضارة نافعة كما ذكر هو وهي إلحاق ربما صفة الجنون به بدل سجن مؤبد أو تدبير إغتيال محكم ! 
وفي الختام فد يتضاعف الإعجاب بالرجل فيما يتعلق بانتمائه لكل حركة ورحيله عنها دون أن يغمط لها حقا أو أن يعيبها ! وكذا تحديه للمخابرات وغيرها أن تقدم عنه ما يفيد بعمالته لها أو تعاونه معها في أي شيء !
وأخيرا خاتمة نهاية ( فلم ) حياة المغفور له بنجاحه فيما كان يشغل الشباب ويناضل من اجله وهو المال والنجاح بصفة عامة ومحافظته على سمعته دون أي دنس يسبب حرجا ما لعائلته الكريمة ! 
ولم يبق لي إلا أن اطلب لنا وله الرحمة والغفران وجنة   الرضوان وأن يحشرنا في معية رسولنا المعظم وصلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .
        

ذ/ أسلمو ولد محمد المختار ولد مانا