قد لا نختلف كثيرا في حصر وترتيب المراحل العمرية للإنسان، وذالك حين نقول إنها تبدأ بسنين المهد ، فالطفولة الصغرى فالطفولة المتوسطة ، فالمراهقة الأولى فالمراهقة المتأخرة، فالشباب ثم الرجولة والكهولة وأخيرا الشيخوخة.
ومن الثابت أن لكل مرحلة عمرية ، خصائص ومظاهر تميزها عن سابقتها وعن لاحقتها، ويبقى كل شيئ طبيعيا مادامت هذه الخصائص والمظاهر ، لاتظهر إلا في ميقاتها العمري المعهود ،وهذا مِصداق المثل الشعبي " أَلِّ جَ فَتْنُوبُ مَا يُلَامْ ” ومن المعروف أن الخَرَ فَ “أَدَّقْيقْ ألرَّاصْ” كظاهرة من هذه الظواهر ، تختص به مرحلة الشيخوخة مع العلم أنه ليس قدَرا محتوما أن يصاب الشيخ بالخَرَفِ ، فكثيرا ما عاش اجدادنا آخر أيام اعمارهم وهم يتمتعون بذاكرة قوية وبديهة حاضرة.
أمّا أن يصاب الرجال و الشباب وما دون ذالك
بالخَرَفِ ، فهذا ما يستحق الوقوف عنده والبحث عن أسبابه.
إن الخَرَفَ السابق لأوانه الذي أصيب به أنصار عشرية النظام السابق بقيادة الرئيس المنصرف – واعتذر هنا عن لفظة “عشرية” لأنها أصبحت كلمة “سَحْوَ” وتفرق الجماعة- أمر محير للأذهان ، حين بلغ فقدان الذاكرة بهؤلاء ، درجة نسيان أن قائد نظامهم ومفجر نهضتهم ومؤسس مسيرة نمائهم ، لم يعد هو من طالبوا بتنصيبه ملكا ، ولم يعد هو من في سبيل بقائه ، يهون خرق الدستور بل وحتي تمزيقه ، ولم يعد هو من طالب وزراؤه ونوابه علنا بفتح المأموريات الرئاسية للسماح له بالبقاء إلى الأبد.
ألم يعد هو من كان نجاحه أهم من توفير الصحة و التعليم و الماء والكهرباء؟
ألم يعد هو المطعم من جوع و المؤمن من خوف(تعالى الله عن ما يصفون) ؟
ألم يعد هو من صدحت الحناجر له بعبارة “مَانَك مَاشِ مَانَكْ مَاشِ” ؟
ألم يعد هو من تم التغنّي بمنجزاته في “شَوْرْ” ” أَلّا عَزِيزْ أَلّا عَزِيزْ “؟
ألم يعد هو من خُصَّ أهل الطينطان بزف بشرى أنه “باق باق باق” ؟
ألم يعد هو الذي من ظن أنه “مَاشِ” واهمٌ ويحلم أحلام اليقظة !!!؟
فهل أصيب هؤلاء فعلا بالخرف ونسوا كل هذا في وقت وجيز ، أم أن اختنا “منت اكليب” كانت اصدق منهم ، حين نفخت في كفها قائلة إن كل ما يدّعونه إنما هو نفخ في السراب ونفاق وتزلف؟
النهاه ولد احمدو
46442289